أكرم القصاص

المصريون وأسئلة درامية بمناسبة مسلسلات رمضان

الأربعاء، 05 مايو 2021 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظرة على خريطة المسلسلات فى رمضان تكشف عن تجارب جيدة ومواهب ومجموعات ولمحات موهبة فى الإخراج والتصوير، ويمكن أن نضرب أمثلة بالأعمال التى سجلت نتائج جيدة لدى المشاهدين، مثل «الاختيار 2»، و«هجمة مرتدة» و«لعبة نيوتن»، وغيرها، وطبعا يصعب على المشاهد حصر كل الأعمال أو مشاهدة كل هذا الكم خلال فترة محدودة، وهى أعمال يتم استهلاكها على بقية شهور السنة، هناك خلل يحتاج لإعادة نظر، لكنه أمر ترسخ خلال سنوات وربما عقود حيث يرتبط شهر رمضان تكثيف الإنتاج، وتخلو بقية شهور العام من العمل، وبشكل عام هناك تجارب للكتابة والإخراج مبشرة، بعض الأعمال بذل القائمون عليها مجهودات فى الدعاية لو أنفقوها على العمل ربما لحصلوا على نتائج أفضل.
 
لكن الأمر اللافت للنظر هو تركيز الأعمال على طبقات محددة، أو قصص لا تمثل نسبة ولو ضئيلة من اهتمامات أو مشاغل المصريين، ولا نجد معلما أو طبيبا أو مهندسا أو فلاحا أو مواطنا عاديا ممن يعيشون حولنا ونراهم ونعرفهم ويعرفوننا، لأنهم هم المشاهدون، وهذا لا يعنى لىَّ الحقائق أو إنتاج مسلسلات تعليمية أو طبية، لكن بالتأكيد لدى هؤلاء الناس الكثير مما يمكن إنتاجه أو تحويلهم إلى أعمال قابلة للمشاهدة، فى المقابل هناك إفراط فى تقديم عالم الكومباوند، وسكانه باعتباره عالما منعزلا عن البلد، بل حتى الشباب يتم تلخيصه فى نوعية شباب «يرطن» بالإنجليزية ويحشر الكلمات ولا يبدو عائشا فى مصر بل فى عالم آخر، أو أنه مبهور بالغرب ويعيش بعيدا عن عالم الواقع الطبيعى لملايين المواطنين، هناك شباب حتى فى هذه المجتمعات ليس بهذا الغلاف المتكلف والرطان المبالغ فيه. 
 
ومن متابعة نسب المشاهدة لقناة ماسبيرو زمان أو إعادة عرض الأعمال الكبرى مثل أعمال أسامة أنور عكاشة ويسرى الجندى ومحفوظ عبدالرحمن ومحمد صفاء عامر، وما قبلهم، يشير إلى أن الجمهور يشعر بأن هذه الأعمال تعبر عنه، حتى لو كانت تتعامل مع وقائع بعيدة، ونفس الأمر فى السينما ما تزال أعمال كلاسيكية مثل الثلاثية وميرامار وثرثرة فوق النيل، أو أعمال فؤاد المهندس وإسماعيل ياسين، وبعض أعمال وحيد حامد وعادل إمام، وغيرها، نحن أمام منتجات تتعامل مع واقع مصرى وموضوعات حقيقية ومواطنين، ولا تتركز فقط فى قطاعات وأركان لا تمثل أغلبية داخل السياقات المتاحة.
 
ربما تكون هذه هى قدرات الكتاب أو المخرجين لكن التجربة تشير إلى أن الامر بحاجة إلى توسيع التعامل وجذب مواهب جديدة ومتنوعة تعبر عن المجتمع، وأشرنا إلى أن هناك نصوصا أدبية تقدم قضايا مصرية مشوقة، ولا يمكن الاكتفاء بمن يقدمون تقريبا نفس الوجبات وبنفس الطريقة، هؤلاء يمكن اعتبارهم جزءا من الموضوع وليس الموضوع كله، بالطبع هناك أسماء لكتاب تفرض نفسها فيتم تكليف كاتب واحد بأكثر من عمل فينتهى الأمر بإنتاج مشتت فى عملين، بدلا من إتقان عمل واحد بكامل عناصره، فى حين هناك مواهب تغيب عن الصورة لعدم قدرتها على تسويق نفسها.
 
ونعود لنشير إلى أن العالم يتحول نحو عولمة الدراما بأشكالها، وأن المحتوى العربى لن يكون بعيدا عن هذه التأثيرات، ومثلما غيرت مواقع التواصل من شكل الإعلام، يمكن أن تغير من شكل الدراما، وعلى الجهات الإنتاجية أن تنتبه إلى أهمية التنوع والانفتاح على قضايا وموضوعات تعبر عن أغلبية وليس عن أقلية لا علاقة لها بالمواطنين ومشكلاتهم وحياتهم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة