تزامناً مع عرض مسلسل "الاختيار 2"، والذى يوثق بطولات أفراد الشرطة في مواجهة الإرهاب، وبعد عرض حلقة حادث الواحات، والتي وقعت أحداثها في يوم الجمعة 20 أكتوبر 2017، وراح ضحيتها 16 شهيداً وأصيب آخرون من رجال الشرطة، ننشر تحقيقات النيابة مع المتهمين بارتكاب الحادث.
وكشفت اعترافات المتهمين بحادث الواحات والتي انفرد بها "اليوم السابع"، فى القضية رقم 160 عسكرية، والمعروفة بـ«الهجوم على مأمورية الواحات»، قصصا وأسرارا مثيرة، وكيف بدأت فكرة تكوين الجماعة الإرهابية.
كما اعترف الإرهابيون فى التحقيقات بانتصار الجيش فى سيناء، والأسلحة المستخدمة فى الإعداد لمعسكر الواحات، وتعليمات الجماعة بعدم قتل المسحيين.
وتضم القضية 53 متهمًا بينهم 37 محبوسًا و10 هاربين و6 آخرين مخلى سبيلهم بتدابير احترازية، وأبرزهم الإرهابى عبدالرحيم محمد عبدالله المسمارى «ليبى الجنسية».
ويروى المتهم الرئيسى «عبدالرحيم محمد عبدالله»، ليبى الجنسية، قصة نشأته وانضمامه للخلايا الإرهابية، نهاية بإلقاء القبض عليه داخل أحد الكهوف بطريق الواحات.
يقول عبدالرحيم، وفقا لنص التحقيقات التى حصلت عليها «اليوم السابع»، إنه انضم إلى جماعة «ردع الطغاة» بليبيا، القائمة على تكفير الحاكم ومعاونيه من القوات الشرطة والقوات المسلحة بليبيا، بدعوى عدم تطبيقهم الشريعة الإسلامية.
وأضاف المتهم، أنه ومع ظهور جيش «حفتر» وقوات «داعش» بليبيا، قرر مجلس شورى المجاهدين محاربة كل من الطرفين وقتالهم لأنه اعتبر الطرفين من الطغاة وأن قتالهم واجب، حتى لا تكون لهم السيطرة على مدينة درنة الليبية، فقرر الانضمام لمجلس شورى المجاهدين فى أواخر عام 2014، نظرا لأن أهالى درنة مقتنعون تماما بالمجلس، كما أنه لا يغالى فى الكفر وتكفير الآخرين، بمعنى أن رجال الجيش والشرطة فى نظرنا كفار كفرا نوعيا بينيا، أى ليس كل من يعمل بالجهتين كافر بل وجب توافر الشروط للحكم بتكفيره، وده الاختلاف بينا وبين داعش.
ويستطرد الإرهابى فى اعترافاته: «بعد انضمامى لمجلس شورى المجاهدين المسيطر على مدينة درنة، دخلنا فى قتال مع جيش حفتر لأنه من الطواغيت ويريد تطبيق القوانين الوضعية وتدمير مدينة درنة، كما قاتلنا تنظيم داعش لأنهم من الخوارج، ولما كان بيتصاب حد مننا كان بيتعالج فى مدينة مصراتة الليبية، لأن جماعة الإخوان لها سيطرة على المدينة، وإن تعذر علاجهم كان يتم سفر الإخوة إلى تركيا بالتنسيق مع جماعة الإخوان بمصراتة الليبية، وتنسيقهم مع أعضاء الإخوان فى تركيا وده لضمان عدم اعتقال الإخوة لأن إخوان مصراتة كان هدفهم بالتنسيق ده مع مجلس شورى المجاهدين، والإخوان كانوا بيساعدونا عشان هما شايفين إن العدو واحد وهو جيش حفتر وداعش، عشان كده كانوا بيقدموا لنا المساعدة بعلاج الجرحى، ومن خلال قتالى مع مجلس شورى المجاهدين تعرفت على عمادالدين عبدالحميد، والاسم الحركى «الشيخ حاتم» لأنه كان بيشارك معانا بمفرده لخبرته العسكرية لأنه كان ضابط صاعقة سابقا بالجيش المصرى ولديه خبرة فى مجال الشراك الخداعية والألغام المنصوبة لينا من داعش.
وأكمل الإرهابى عبدالرحيم اعترافاته: «اتعرفت عليه فى بداية 2016 عن طريق فرج منصورى أحد المقاتلين معانا فى مجلس الشورى، وأنا كنت شايف أن قضية الجهاد مع المجلس قضية عشوائية لتنفيذهم عمليات دون الرجوع لقرارات الأمير، فقررت أنضم لجماعة إسلامية منظمة تلتزم بكلمة الأمير، فالشيخ حاتم قال لى إنه بيعمل تنظيم لجماعة جهادية فى مصر لرفع راية الجهاد بمصر عن طريق استقطاب شباب من المجاهدين وتدريبهم شرعيا وعسكريا، وإقامة معسكر بمصر بهدف إقامة شرع الله ومحاربة الطغاة من أفراد الجيش والشرطة، وقتالهم حتى يحكم شرع الله، فأنا أيدت فكرة الشيخ حاتم وأعجبت بفكره، كمان عشان الهجرة فى الإسلام أجرها كبير فأنا وافقت على عرض الشيخ حاتم».
وكشف الإرهابى عبدالرحيم عن تفاصيل بداية تكوين خلية الواحات الإرهابية، قائلا: «فى بداية 2016 قابلت الشيخ حاتم فى مزرعة موجودة فى وادى النافة المدخل الغربى بمدينة درنة، والشيخ حاتم كان معاه مجاهدين كلهم مصريين عددهم 13 فردا، وأعجب الشيخ حاتم بفكرى وطلب منى توفير الدعم اللوجيستى ليه والمجاهدين اللى معاه، من حيث الهواتف والأكل والملابس وغيرها أنا وواحد كمان ليبى، وده بسبب إن الشيخ حاتم منع أى من المصريين من الخروج من المزرعة، وده لأن عندنا فى ليبيا المصريين معروفين إنهم تبع داعش ومجلس شورى المجاهدين بيحارب أى حد مع داعش».
كما كشف المتهم اعترافات الإرهابى عمادالدين، والذى اختص بعلمه بانهيار الجماعات الإرهابية فى سيناء على يد القوات المسلحة وقوات الشرطة، قائلا: «الشيخ حاتم قالنا إنه عايز ينظم الجماعة ويتلافى أى أخطاء وقعت فيها جماعة أنصار بيت المقدس وتسببت فى انهيارها على يد الجيش فى سيناء بعد قيامها بأكثر من عملية جهادية».
كما اعترف عمادالدين للمتهم أنه كان عضوا بجماعة أنصار بيت المقدس هو وضابط صاعقة آخر اسمه «هشام عشماوى» وكنيته «أبوعمر»، وبعد حادثة الفرافرة هربوا إلى ليبيا ليصبحوا فى نظر داعش مرتدين عن مبايعة جماعة أنصار بيت المقدس لداعش».
وأستطرد الإرهابى: «الشيخ حاتم طلب منى أنضم لجماعته وأسافر معاه مصر علشان ننشر الدعوة ونقيم شرع الله فى أرضه بقتال طائفة الردة من الجيش والشرطة، ووافقت أنى أنضم ليه ولجماعته، واختصيت أنا وزميلى الليبى فى توفير كافة الأدوات اللوجستية من عربيات ووسائل المعيشة والبنزين، كما تولى الشيخ حاتم شراء سلاحين «كلاشينكوف» واثنين بقذيفة «إف إن» من لجان السلاح بليبيا وجاب سلاح 14.5 ومتعدد ودراجانو للقناصة وصاروخين سام دولى عن طريق جماعة إسلامية تابعة للقاعدة، ووفر من عندهم عربيتين، بالإضافة للأسلحة اللى كانت موجودة مع كل فرد من الجماعة وهى سلاح «كلاشينكوف» مع كل واحد و2 «آرب جى»، واستغرقت التجهيزات من 5 أشهر لـ8 أشهر، اتعرفت خلالها على الإخوة المصريين، وتلقينا تدريبات شرعية ورياضية واستخدام السلاح داخل المزرعة».
وكشف المتهم عن رؤية زعيم جماعته تجاه المسيحيين فى مصر، قائلا: «الأمير قال لنا إن احنا هنستهدف الجيش والشرطة المسلمين، لأنهم كفرة كمان هنستهدف الحاكم وأعوانه، بس مش هنستهدف النصارى عشان المصريين عايشين مع بعض بتكاتف ولو حصل أى حاجة ضدهم المصريين هيتقلبوا علينا والجماعة مش هتكمل، رغم إن المسيحيين كفار بس المصريين عايشين معاهم بحب جدا ومتجانسين معاهم، ولو حصل أى حاجة ضدهم هينقلبوا علينا».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة