على الرغم من أن مجالات الخلاف بين الديمقراطيين والجمهوريين فى الولايات المتحدة واسعة، إلا أن هذا لم يمنع أن يمتد هذا الخلاف حتى الطعام الذى يعد جزءا أساسيا من الثقافة الأمريكية.
قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن الجمهوريين يحولون الحرب الثقافية المتعلقة باللحوم الحمراء إلى معركة. ففى الأسبوع الماضى، نشر بعض المحافظين أخبارا كاذبة تزعم أن الرئيس جو بايدن يخطط لتقييد اللحوم الحمراء، وهو ما أثار ردود فعل من الجمهوريين فكتب نائب كولورادو بورين بوبيرت يقول لبايدن "ابق خارج مطبخى"، بينما كتب حاكم تكساس جريج أبوت على تويتر يحذر من أن بايدن يعبث بالنظام الغذائى.
لكن الخبر لم يكن صحيحا، بحسب الوكالة، فبايدن لا يخطط لشىء، غير أنها لم تكن المرة الأولى التى يعترف فيها اليمين بالقوة السياسية للحوم الحمراء. فقد استخدم السياسيون الجمهوريون الغذاء، لاسيما لحوم الأبقار بشكل متزايد فى الأشهر الأخيرة كسلاح فى حرب ثقافية، واتهم الديمقراطيين بمحاولة تغيير النظام الغذاء للأمريكيين ومن ثم حياتهم. وقال حاكم نبراسكا الجمهورى بيت ريكتس إن هذا يمثل هجوما مباشر على طريقة الحياة فى الولاية.
ويعرف عدد متزايد من الأمريكيين الصلة بين إنتاج الغذاء والتغير المناخى، ومن ثم فإنه من المرجح أن تصبح خيارات الغذاء سياسية بشكل متزايد. وفى الولايات الزراعية، انضم أكل اللحم إلى الإجهاض والحد من الأسلحة وحقوق المتحولين كنسيا فى القضايا التى تثير انقساما بين الحزبين.
وكان ريكتس من بين أول من أثار هذه القضية فى الأشهر الأخيرة. ففى مارس الماضى، انتقد الحاكم الذى ولدت ولايته 12 مليار دولار من الماشية ومنتجات اللحوم الحمراء العام الماضى، نظيره فى كولورادو، الحاكم الديمقراطى جاريد بوليس، الذى اقترح التخلى عن اللحوم الحمراء ذات يوم كوسيلة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى.
وكان تقرير لوكالة حماية البيئة فى الولايات المتحدة قد أشار عام 2019 إلى أن الزراعة مسئولة عن 10% من غازات الاحتباس الحرارى، وربعها ينبعث من الماشية قبل ذبحها.
وهناك مؤشرات على أن الأمريكيين ربما يعدلون نظامهم الغذائى بسبب التغير المناخى. فقد سجل ربع الأمريكيين تناول لحوم أقل عن العام السابق، وفقا لاستطلاع جالوب عام 2019، وذلك لأسباب صحية بالأساس، لكن أيضا لدوافع بيئية. وقال 30% من الديمقراطيين الذين شاركوا فى الاستطلاع إنهم يأكلون لحوما أقل، مقارنة بـ 12% من الجمهوريين.
ويقول تشاد هارتن أستاذ اقتصاد الزراعة فى جامعة إيوا إنه بالنسبة للبعض، من الصعب تخيل تخلى الأمريكيين عن لحم البقر ومن السهل أن ترى قوته كرمز سياسى.
فالأمريكيون لا يشعرون بالعاطفة المفرطة تجاه الحظائر المكتظة بالدجاج أو آلاف الخنازير، لكن الأمر يختلف بالنسبة للماشية التى ترعى فوق التلال المنحدرة. ويشير هارت إلى أن لحم البقر جزء من الطعام الأمريكى، ومن المرجح أن تظل هذه هوية وطنية عندما يتعلق الأمر بالشكل الذى يبدو عله طبق الطعام الأمريكى.
ولا يعد الطعام أمرا جديدا فى سياسات الحرب الثقافية الأمريكية. فسبق أن تعرضت السيدة الأولى ميشيل أوباما للهجوم ووصفت بالفضولية من قبل المحافظين المؤيدين لمعايير غذائية أعلى فى وجبات الغذاء المدرسية.
وعند ترشحه للرئاسة عام 2007، اتهم باراك أوباما بنخبوية الطعام عندما سأل مجموعة من مزارعى ولاية أيوا عما إذا كان رأوا أسعار الجرجير فى سلسلة خول فودز الراقية التى لم تصل بعد إلى ولاية أيوا.
وكان الطعام يستخدم فى الماضى لتصوير الديمقراطيين أنهم لا يتواصلون مع الأمريكيين القرويين. لكن اليوم أصبحت الرسالة تنصب على الاقتصاد والمناخ. فهناك حركة متنامية لثنى الناس عن تناول اللحوم. وتدعو الصفقة الخضراء الجديدة، وهى حركة مناصرة للبيئة بقيادة نائبة نيويورك ألكسندريا أوكازيو كورتيز، إلى خفض حاد فى إنتاج الماشية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة