ألقت دراسة تاريخية للحمض النووى القديم ضوءًا جديدًا على الخصائص الوراثية للأشخاص الذين بنوا حضارات بحر إيجه فى العصر البرونزى، وأجرى فريق من الباحثين من اليونان وسويسرا تحليلًا جينيًا لعينات الحمض النووى التى تم جمعها من بقايا الهياكل العظمية لـ 7 فردًا تم العثور عليهم فى مواقع أثرية مختلفة لحضارات بحر إيجة فى المنطقة.
عاش هؤلاء الرجال والنساء فى الغالب خلال العصر البرونزى المبكر، أو منذ حوالى 5000 عام. كانوا أعضاء فى ثلاث حضارات متقدمة للغاية من العصر البرونزى فى بحر إيجه: الحضارة المينوية لجزيرة كريت ، والحضارة السيكلادية التى احتلت جزر سيكلاديز ، والحضارة الهلادية التى تشكلت فى البر الرئيسى اليونانى، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins
الحضارات
كان من المفترض سابقًا أن هذه الحضارات العظيمة الثلاث تتكون من ثقافات منفصلة أنشأتها شعوب متميزة وراثيًا. بينما كانا يقعان فى نفس المنطقة العامة ، هناك اختلافات كبيرة فى الممارسات الفنية والمعمارية والدفن بينهما.
فوجئ الباحثون السويسريون واليونانيون باكتشاف أوجه تشابه جينية كبيرة بين عينات الحمض النووى المختلفة فى العصر البرونزى المبكر. يبدو أن هذه الحضارات الثلاث الكبرى فى بحر إيجة لم تكن معزولة عن بعضها البعض كما كان يعتقد فى البداية ، ولكن بدلاً من ذلك يمكن تتبع أصولها إلى أسلاف مشتركة.
تشترك حضارات مينوان وسيكلاد وهيلادى فى بعض الخصائص البارزة. شيدت جميع المراكز الحضرية الكبرى ، وشيدت المعالم الأثرية المتقنة ، ووجدت استخدامات بارعة للعديد من المعادن ، وأنشأت شبكات تجارية مزدهرة تربطها بجيرانها.
فى الماضى ، كان يُعتقد أن هذه التداخلات كانت نتيجة للهجرة الجماعية من الشرق ، وتحديداً من الأناضول (تركيا الحديثة). كان المهاجرون قد أدخلوا بعض هذه المفاهيم والابتكارات إلى كل حضارة أو ثقافة واجهوها ، حيث شقوا طريقهم غربًا قبل قرون من بدء العصر البرونزي. فى نهاية المطاف ، كانت حركات الهجرة ستشمل الاختلاط بين ممثلى الحضارات المينوية والسيكلادية والهلادية ، حيث تطورت الشبكات التجارية التى ربطت بين هذه القوى المختلفة بشكل أوثق. كان من الممكن أن يؤدى ذلك إلى تسريع تبنى ممارسات ثقافية معينة من قبل الحضارات الثلاث فى نفس الفترة الزمنية تقريبًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة