أكد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكى، اليوم /السبت/ أنه بناء على تعليمات الرئيس محمود عباس بالتوجه إلى المنظمات الإقليمية والدولية ،بهدف إثارة قضية القدس وما يحدث فيها من تصعيد ممنهج، يتم التحرك من أجل دعوة مجلس حقوق الإنسان للاجتماع بشكل طارئ ، وكذلك دعوة مجلس الأمن الدولي لسرعة التداعي لعقد اجتماع استثنائي طارئ لمناقشة ما آلت إليه الأوضاع في مدينة القدس المحتلة، جراء سياسات التصعيد الإسرائيلية خاصة خلال شهر رمضان .
وأشار المالكي - وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية - إلى أنه تم تحديد موعد يوم /الاثنين/المقبل لمجلس الجامعة العربية حضوريا وعلى مستوى المندوبين، ويوم الثلاثاء لمنظمة التعاون الإسلامي أيضا حضوريا على مستوى المندوبين ، مضيفا أنه يتم العمل حاليا على بلورة بيان سياسي من أجل تقديمه للمناقشة في تلك الاجتماعات للتوافق عليه وإقراره من قبل الدول الأعضاء.
وأوضح المالكي أن هذه الاجتماعات الهدف منها تسليط الضوء على الجرائم ،التي تقترفها إسرائيل بحق المواطنين والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، و التدخل العاجل لوقف هذه الجرائم.
وعلى مدار 11 يوما يشهد
حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، مواجهات واشتباكات، ومطاردات من قوات الاحتلال الإسرائيلي، لأهالى حي الشيخ جراح، بعد أن قرر الأهالي ونشطاء مواجهة أوامر إخلاء منازلهم لصالح جمعيات مستوطنين إسرائيليين.
حى الشيخ جراح فى القدس
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلية محاولاتها لمصادرة الأرض والتوسع الاستيطاني فى مناطق متفرقة من القدس الشرقية، وعلى رأسها حى الشيخ جراح، ومواصلة محاولات تهويد القدس، بينما لا يوجد خيار أمام الفلسطينيين إلا الصمود والتحدي، خاصة مع استفزاز الأفعال الإسرائيلية المجتمع الدولى والأطراف الدولية، فإجبارالمواطن الفلسطيني على الخروج من القدس الشرقية، التي يعيش فيها منذ خمسينيات القرن الماضي، يمثل مصيراً أسوأ من الموت.
سكان حي الشيخ جراح
يعيش سكان حي الشيخ جراح، بالقدس الشرقية، الذى يقع خارج أسوار البلدة القديمة مباشرة بالقرب من باب العامود الشهير، فى هذه المنازل منذ خمسينيات القرن الماضي، بينما يزعم المستوطنين اليهود أنهم اشتروا الأراضي، بشكل قانوني، من جمعيتين يهوديتين اشترتا الأرض منذ أكثر من 100 عام، فى المنطقة التى تضم العديد من المنازل والمباني السكنية الفلسطينية بالإضافة إلى الفنادق والمطاعم والقنصليات.
وتعد دعاوى الملكية التى رُفعت ضده وآخرين في حي الشيخ جراح وحي بطن الهوى نقطة محورية لخطط زيادة عدد المستوطنين في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
وعلى مدار الأيام الماضية استمرت المواجهات فى محيط حى الشيخ جراح وشوارع القدس المحتلة ، وكانت ذروتها أمس الجمعة والتي وصلت حصيلة الضحايا من الشباب والمواطنين الفلسطينيين أكثر من 220 جريحا ، وهو الأمر الذى أدانته المنظمات والأطراف الدولية الفاعلة وعلى رأسها ، الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وكذلك الولايات المتحدة، وجامعة الدول العربية والدول العربية والإقليمية كافة ، ودعا الجميع إلى وضع حد لهذا التصعيد الإسرائيلي بحق المواطنين الفلسطينيين العزل .
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن 205 فلسطينيين أصيبوا في أعمال العنف في الأقصى وفي أنحاء القدس الشرقية، موضحا أنه أعدّ مستشفى ميدانيا بسبب امتلاء غرف الطوارئ في المستشفيات، بينما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، 13 مواطنا من مدينة القدس المحتلة.
وستعقد المحكمة العليا الإسرائيلية يوم الاثنين، جلسة استماع في قضية طويلة الأمد، بشأن حي الشيخ جراح والاستماع لمحامي العائلات الفلسطينية والجمعية الاستيطانية، التي تطالب الأهالي بالإخلاء.
وأيّدت ذات المحكمة في العام الماضي مطالبات عديدة لمستوطنين استناداً لوثائق من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الأمر الذي أثار انتقادات من الاتحاد الأوروبي الذي قال ممثله في القدس إن عشرات الفلسطينيين معرضون لخطر الترحيل القسري.
المشكلة لا تتوقف عند مأساة الشيخ جراح، فهي قد تشكل أسبقية لحالات أخرى في الضفة الغربية، خصوصًا للأوضاع التي تشكلت أثناء الفترة من 1948 إلى 1967، ويعيد ذلك إلى ضرورة العمل بين الطرفين الفلسطيني والأردني للتوصل إلى غطاء قانوني لهذه المرحلة.
والمواجهات الحالية في القدس هي الأعنف منذ 2017، عندما تسبب وضع إسرائيل بوابات الكترونية في محيط المسجد الأقصى باحتجاجات ومواجهات انتهت بإزالة الحواجز.
وتقول حركة السلام الآن إنه منذ مطلع عام 2020 سمحت المحاكم الإسرائيلية بإجلاء 36 عائلة فلسطينية من منازلهم، وتضم تلك العائلات نحو 165 فرداً وعشرات منهم من الأطفال، في بطن الهوى وسلوان والشيخ جراح لصالح المستوطنين.
وأضافت حركة السلام الآن إن الكثيرين باتوا معرضين لخطر أن يصبحوا بلا مأوى بدون تعويض أو سكن بديل وتحمل الرسوم القانونية الباهظة، وأشارت الحركة إلى أن التهديد غير المسبوق بالترحيل الجماعي من شأنه أن يتسبب في كارثة إنسانية للعائلات فضلا عن تداعيات سياسية بعيدة المدى على آفاق السلام والاستقرار في القدس.
وظهرت في تسجيل فيديو نشره شهود عيان القوات الإسرائيلية وهي تداهم الباحة الواسعة أمام المسجد وتطلق قنابل الصوت داخل المبنى حيث كانت حشود من المصلين بينهم نساء وأطفال يؤدون الصلاة في يوم الجمعة الأخير من رمضان.
وخلال الأسبوع الماضي، انتشرت شرطة مكافحة الشغب في الحي واعتقلت شبانا فلسطينيين واستخدمت خراطيم المياه وسائلاً كريه الرائحة لتفريق الحشود في حي الشيخ جراح بالقدس.
وأطلقت "لجنة المتابعة العليا للعرب في إسرائيل"، وهي هيئة تمثيلية لعرب اسرائيل، دعوات إلى التظاهر السبت تضامنا مع فلسطينيي القدس.
ومع استمرار الاحتقان في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة، نفذ مئات الأردنيين في المسجد الحسيني بوسط العاصمة عمان وقفة احتجاج وتضامن مع الفلسطينيين وصمودهم هناك.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الأمريكية "من الضروري جدا أن تمارس كل الأطراف ضبط النفس وأن تمتنع عن الأعمال والتصريحات الاستفزازية، وأن تحافظ على الوضع التاريخي للحرم الشريف وجبل الهيكل، بالقول والفعل".
وأضاف البيان "إننا قلقون جدا إزاء احتمال طرد عائلات فلسطينية في حيي الشيخ جراح وسلوان في القدس، لا سيما أن عددا منها عاشت في هذه المنازل على مدى أجيال"، ودعت الجانبين إلى "تجنب الخطوات التي تؤدي إلى تفاقم التوترات" بما في ذلك عمليات الإخلاء في القدس الشرقية، والاستيطان، و"الأعمال الإرهابية".
وكانت الأمم المتحدة حذرت في وقت سابق من عمليات الإخلاء القسري، معتبرة أنها قد ترقى إلى مستوى "جرائم حرب"، ودعا الاتحاد الأوروبي السلطات الى التحرك "بشكل عاجل" لخفض التوتر في القدس.
وأعربت وزارة الخارجية المصرية عن "بالغ إدانتها واستنكارها لقيام السلطات الإسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقدسيين والمُصلين الفلسطينيين"، مؤكدةً "ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسؤوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية".
وأدان الأردن "الاعتداء الهمجي" الإسرائيلي في القدس، داعيا المجتمع الدولي إلى وقف "التصعيد والانتهاكات" التي ترتكبها الدولة العبرية.