مع الروح الوطنية التى نجحت أن تبثها الدراما الرمضانية من خلال إنتاج أعمال تبرز فكر الجماعات الإرهابية وفسادهم الدينى ورفعهم راية الدين من أجل إخفاء أغراضهم الدنيئة مثل مسلسلات "الاختيار 2"، "القاهرة كابول"، كثر الحديث عن دور القوى الناعمة والدور الذى تلعبه الثقافة والفنون لمواجهة الفكر المتطرف.
لأن محاربة الإرهاب ليست بالسلاح فقط، ولكن بالفكر والمواجهة الحرة، كان لوزارة الثقافة على مدار السنوات الماضية وجميع قطاعاتها الثقافية دورًا كبيرًا فى محاربة الفكر الأصولى المتطرف، ومواجهة الأفكار الظلامية التى تبثها الجماعات الإرهابية، وتتصدى الثقافة لهم، بنفس سلاحهم المستخدم، حيث أنها تجوب تلك المناطق بالمشروعات الثقافية التنويرية، والعروض المسرحية المختلفة.
وكانت استراتيجية الوزارة وخاصة الهيئة العامة لقصور الثقافة واضحة، حيث اعتمدت على افتتاح مواقع جديدة وإعادة فتح الأماكن الثقافية المغلقة من أجل أن يكون هناك موقع يبث منه الثقافة والإبداع ويكون منبع مواجهة الأفكار الإرهابية، ولعل قصور الثقافة كانت أكثر القطاعات التى تمتلك مواقع موزعة محافظات الجمهورية، تصل إلى نحو 600 قصر وبيت ثقافة.
وشهدت الفترة الماضية، افتتاح الهيئة العامة لقصور الثقافة، لعديد من المواقع الثقافية، كان أخرهم قصر ثقافة العريش، لاحتضانه العديد من الأنشطة الثقافية والفنية، ورفع وعى أبناء مدينة العريش الذين عانوا كثيرًا من أضرار الأفكار الظلامية، إلى جانب فعاليات الملتقى الثقافى الرابع لشباب المحافظات الحدودية بمحافظة البحر الأحمر، بمشاركة 75 شابا وفتاة من 6 محافظات حدودية وهي (شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر، الوادي الجديد، أسوان، القاهرة).
كذلك ركزت الهيئة العامة لقصور الثقافة على تفعيل مشروع القوافل الثقافية والفنية ومشاركة القطاعات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة حتى تصل بالخدمة الثقافية والفنية إلى المواطنين المقيمين في الصحراء والوديان والجزر والواحات البعيدة التي لا تصلها وسائل الترويح بالقدر الذي يحقق العدالة بين أبناء الوطن، وتهدف القوافل الثقافية والفنية إلى تقديم الدعم الثقافى والمجتمعي للأسر المصرية في المناطق البعيدة، وتوجيه الرعاية والتوعية إلى الشباب في مواقعهم كافة، وتعزيز المسؤولية المجتمعية، وبناء شراكة منتجة ومؤثرة، وكذا نشر مكونات الثقافة الأدبية والفنية والتراثية بين فئات المجتمع، ونشر مفاهيم الوعي التعاوني بين مؤسسات المجتمع الحكومية والمحلية والخاصة، وتعزيز قيم الثقافة المجتمعية ونشرها ودعم تطبيقها واعتمادها في الحياة العامة.
كما تجوب المسارح المتنقلة محافظات الجمهورية، لتقديم الحفلات الفنية، والعروض المسرحية المختلفة، للصغار والكبار، وذلك ضمن مبادرة بناء الإنساء، وتحقيق مبدأ العدالة الثقافية، إلى جانب نشر المواطنة، والانتماء، ودمج أبناء تلك المحافظات بأبناء المحافظات المركزية، كذلك يجوب مسرح المواجهة والتجوال، إلى جانب الأنشطة السابقة محافظات مصر.
ولم يقتصر دور الوزارة على الفعاليات الفنية فقط، في مواجهة الأفكار الظلامية، فتنظم معارض الكتب المدعومة من قبل القطاعات المعنية بالنشر، لتصل إلى المواطن بأسعار في متناول أيدي الجميع، لتشجيعه على إقتناء الكتاب، والقراءة، لتغذية العقل بالأفكار المستنيرة، التي تدعو للتفكير والتأمل في الصالح العام، والمستقبل.
وحققت جميع تلك الفعاليات التي نظمتها الوزارة على مدار الشهور الماضية، وشهر رمضان الحالي، نجاحًا كبيرًا من خلال توافد الآلاف من الجماهير على حضورها والمشاركة فيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة