محمد الدسوقى رشدى

إيش تاخد من تفليسى يا برديسى.. زمن الفتوات يهزم الخديوى

الأحد، 09 مايو 2021 09:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جمد قلبك وإخشوشن، لأن الليلة ليلة الشجعان، ليلة النابوت والحرافيش والفرسان ولو بتحب الدندنة.. دندن وقول: ده فتوة بقوة.. اسم الله عليه.. اسم الله عليه.
 
كل حاجة فى حياتنا فيها الحلو وفيها الوحش فيها الشر وفيها الخير واللى اتكتب واتقال واتحكى عن تاريخ الفتوات فى مصر، كان فيه كذب كتير، ومبالغات أكتر وتم التعامل مع الفتوات على أنهم مصدر شر. 
الفتوات ظهروا فى فترة الاحتلال العثمانى لمصر، مع الفوضى والسلب والنهب واللصوص والهمج الأتراك اختفت فكرة الدولة فظهر فى كل حى فتوات يدافعون عن أهلهم ضد السرقة والاعتداء، كتب التاريخ بتقولنا إن الفتوات هم الفرسان، أيوة أخلاق الفرسان اللى يدافع عن الضعيف ويحمى الغلبان، وكانت من صفاة الفتوة الشطارة والعياقة، الشطارة فى الذكاء والقوة والعياقة يعنى اللبس النضيف والشال الحرير والشياكة فى التعامل وإن الفتوات دافعوا عن مصر ضد الاحتلال وضد الطماعين من الولاة الأتراك. 
 
الفتوات ليهم مواقف زى الأبطال يعنى مثلا «الجبرتى» بيحكى فى كتابه أن فى يوم كترت الضرائب والفردة اللى بيفرضها الحكام والمماليك على الشعب والناس متضايقة، والحال على القد ومش عارفين يعملوا إيه واللى زود الضرايب والفردة كان واحد اسمه «البرديسى».. خرج عساكره يلموا الضرائب بالعافية ويضربوا الناس وفى باب الشعرية خرجت ستات مصر وضربوا العساكر دول بالمقشات وهتفوا «إيش تاخد من تفليسى يا برديسى»، فتوات الحسينية سمعوا إن العساكر بيضربوا الستات دمهم فار وطلعوا وقفوا قدام البرديسى وعساكره وده نفس اللى عمله الفتوات فى المحروسة لما الحملة الفرنسية دخلت مصر كانوا فى أول صفوف مقاومة الاحتلال بس نبوتهم كان أضعف من مدافع نابليون بونابرت، ومع ذلك مسكتوش وبهدلوا عساكر فرنسا لدرجة إن بونابرت بدأ حملة تشويه سمعتهم وسماهم «الحشاشين البطالين».
 
فى أواخر زمن الفتوات بقى كان فيه كذا حدوتة حلوة عن الفتوات الجدعان ولاد البلد اللى بينصروا الضعيف وميقبلوش الظلم ولا الإهانة وعندهم عزة نفس.. يعنى مثلا يا سيدى كان فى فتوة اسمه إسماعيل سيد أحمد وكان فتوة محرم بك فى إسكندرية، الراجل ده كان وسيم وكان حكيم والناس بتحبه، لا عمره ظلم حد ولا حد اشتكى منه والناس يا ما قالت عنه قصص بس محدش قال عنه إنه كان أول واحد لم حاجته وطلع على فلسطين يشارك فى مقاومة الاحتلال الصهيونى، وفى عز خوف الناس من الإنجليز فتح بابه للفدائيين يحميهم لدرجة أن أنور السادات لما هرب وقت حادث اغتيال أمين عثمان.. راح على بيت الفتوة إسماعيل وقعد هناك لحد مالدنيا تهدى. 
 
أما بقى النونو فكان فتوة إسكندرانى على أبوه والناس برضه ياما قالت عنه حكايات بطالة بس اللى محدش يعرفه إنه كان بيقود المقاومة ضد الإنجليز لدرجة إنهم سموه «البعبع» عساكر الاحتلال الإنجليزى كانوا بيسمعوا اسمه يترعبوا، وبعد ما مات لقوا فى الورق بتاعه جواب شكر على دوره الفدائى والشجاع فى الحرب العربية الإسرائيلية فى أرض فلسطين سنة 48.
 
حميدو بقى كان فتوة مشهور بأنه صاحب أقوى «روسية» فى بر مصر كله، وكان بيحب سباق القوارب وفى مرة كان فى السباق بتاع القوارب سنة 1930 والخديو عباس حلمى التانى كان قاعد بيتفرج ولما «حميدو» كسب السبق، الخديو رماله على الأرض شوية ريالات مكافأة يعنى والكل استنى «حميدو» يوطى على الأرض يلم هدية الخديو عشان المبلغ كبير وعشان ميكسفش الخديو بجلالة قدره.. بس حميدو لف ورجع تانى ورفض يوطى قدام الخديو. عزة نفسه خلته بدون ما يقصد يعلن تحديه لخديو مصر بذات نفسه والحكاية اتعرفت والخديو عاوز ينتقم، بعت جاب حميدوا قصر رأس التين وجاب واحد ضخم عشان يضرب «حميدو» علقة ويرد الإهانة بس «حميدو» خلص الموضوع كله بضربة روسية واحدة، وهزم الخديو للمرة التانية وأجبر الخديو أنه يقول عليه الفارس حميدو ومن هنا نفهم إن الخير مالوش ملامح.. إن جوه كل واحد فينا خير.. مستنى بس اللى يخرجه.. الخير ممكن يكون فى نابوت فتوة أنت أو هم خلوك تفكر أنه مجرد بلطجى. 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة