أكرم القصاص

الاختيار.. أبطال هزموا تنظيمات الرايات السوداء

الأحد، 09 مايو 2021 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تكن الحلقة 25 فقط من مسلسل الاختيار هى التى تحمل التأثير الأقوى لعمل درامى بقدر كبير من التوثيق، فقد كانت الحلقات كلها تقدم تغطية لفترة من أكثر مراحل مصر صعوبة وتعقيدا، الدولة تتعرض لحرب من كل الجهات، حرب ينفذها التكفيريون، لكنها كانت تحمل أصابع خطط لأجهزة ودول وأموال ضخمة تساوى ميزانيات جيوش. وهى حرب معاصرة، يعرف تفاصيلها كل من عاش هذه الفترة، خاصة هؤلاء الذين كانوا يتابعون بشكل لحظى جبهات الحرب.
 
المسلسل كاشف لتفاصيل الحرب، وأيضا لأنواع وأعداد التنظيمات الإرهابية، التى تنوعت بين داعش والقاعدة والإخوان كتنظيم تخرجت وتفرعت منه التنظيمات الإرهابية المتعددة، وأيضا ارتبط بالتنسق والتمويل مع التنظيمات الأخرى، بعد عقود ظل يتخفى خلف وجه مسالم، لكن الحرب التى شنها الإرهابيون كشفت عن العلاقة العضوية لهذه التنظيمات مع الإخوان.
 
لكن حلقة الواحات كشفت عن هذا التفاعل والتقاطع، وتنوع التنظيمات والدول، التى كانت تهدف إلى استكمال عملية إسقاط الدولة، لتبدأ بناء بؤرة ترفع العلم الأسود، كان رفع علم داعش هو الهدف الأكبر، الذى لم يتحقق ولا مرة فى مصر، بسبب مئات من الضباط والجنود المجهولين فى القوات المسلحة والشرطة، قدموا حياتهم فى مواجهة تنظيمات أسقطت دول، ولعل حجم وكم الأسلحة التى ظهرت فى حادث الواحات، يكشف عن حجم التمويل والتسليح.
 
ويذكر للقائمين على مسلسل الاختيار تقديم ما جرى كما هو ومن دون أى محاولة للتخفيف منه، وهى شجاعة تحسب للعمل، وأيضا لأهالى الشهداء الـ16 الذين واجهوا الإرهابيين بصدورهم، وقدموا ملحمة بطولية، وفى مشهد سريع، كان الحوار بين ضباط الأمن، كاشفا عن حجم ما واجهه الأبطال فى منطقة ليست من النطاق المعتاد، والهدف كان فرملة ومنع وصول الإرهابيين بعتادهم وأسلحتهم الثقيلة لإعلان دولة سوداء، أو إيقاع أكبر قدر من الخسائر بين المصريين. 
 
واليوم، حيث تم القضاء على بؤر تنظيمات الإرهاب، يتكشف حجم التضحيات التى قدمها رجال الظل، من ضباط وجنود، كان أبطال الواحات من بينهم ومعهم شهداء من خبراء مفرقعات، وضباط أمن ومكافحة إرهاب، ورجال معلومات، تتبعوا وكشفوا خلايا كانت تقوم على أسماء غير مسجلة ولا معروفة بنشاط إرهابى، وكل هؤلاء أدوات تديرهم أجهزة وقيادات، تدير مخازن ونقاط اتصال ورصد، وتتواصل مع الخارج وأيضا مع التكفيريين فى شمال سيناء وفى ليبيا، وبالتالى لم تكن المواجهة مع عدد من الخارجين على القانون، لكن مع إرهابيين مدربين جيدا، ومدعومين من دول وأجهزة.
 
لهذا فإن أرواح الشهداء كانت جزءا من ثمن كبير ليتم الوصول إلى الاستقرار والأمن، ولهذا فإن الشهداء المقدم أحمد فايز، والمقدم محمد وحيد حبشى، والمقدم أحمد جاد، والعميد امتياز إسحاق، والنقيب أحمد طارق زيدان، والرائد أحمد عبدالباسط، والنقيب كريم فرحات، والرائد محمد سليمان، والنقيب عمرو صلاح، والنقيب أحمد شوشة، ومجند بطرس سليمان، ومجند محمود ناصر، ومجند حسن زين العابدين، ومجند عمرو فرغلى أحمد، كل واحد منهم رحل شهيدا ليمنع رفع الأعلام السوداء، أو سقوط المدن والقرى تحت أيدى التكفيريين وتجار الدم، مثلما شاهدنا من حولنا، من هنا بكى المصريون أحمد منسى ورفاقه، وشهداء الواحات وغيرهم ممن تصدوا لأكثر تنظيمات الإرهاب وحشية وقذارة، ولهذا فإن انفعال المصريين ليس مع المسلسل، لكن مع أحداث عرفوها ويطلعون على تفاصيلها. 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة