شهدت مدينة القدس المحتلة، اليوم الأحد، هدوءا حذرا بعد الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسيين خلال الأيام القليلة الماضية وليلة ساخنة من المواجهات في المدينة المحتلة، في ظل قيام جيش الاحتلال بمحاولة تهجير 28 عائلة فلسطينية من حى الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
يأتي ذلك في ظل دعوات عربية وإسلامية لتنظيم وقفات تضامنية لدعم وإسناد المقدسيين بعد حملة الاعتقالات والاعتداءات التي مارسها جيش الاحتلال ضد سكان مدينة القدس وخاصة في حى الشيخ جراح.
الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فى مدينة القدس المحتلة
من جانبه، أعلن مساعد وزير الخارجية الفلسطيني للأمم المتحدة والمنظمات الدولية عمر عوض الله، أنه سيتم تعديل الاجتماع الذي ستعقده جامعة الدول العربية غدا الاثنين، ليكون على المستوى الوزاري، وبشكل افتراضي؛ وذلك نظرا لأهمية هذا الاجتماع الذي سيبحث اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة.
وأضاف عوض الله، في حديث لإذاعة صوت فلسطين، اليوم الأحد، إن الجهود متواصلة على المستويات كافة لوقف العدوان الإسرائيلي، ويجرى الإعداد لجلسة لمنظمة التعاون الإسلامي لمناقشة تداعيات الأوضاع في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح.
وأشار إلى أن مجلس الأمن الدولي سيعقد غدا الإثنين جلسة بشكل عاجل وطارئ، وذلك بعد مشاورات أجرتها بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة بتعليمات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع عدد من الدول وأعضاء مجلس الأمن وخاصة الصين بصفتها رئيس المجلس، موضحا أن المواقف الدولية الرافضة للاعتداءات الإسرائيلية على أبناء الشعب الفلسطينى، ومطالبة السلطة القائمة بالاحتلال بوقف انتهاكاتها وجرائمها تدل على أن هناك صحوة دولية، وهبة القدس وصمود الفلسطينيين وضع معيارا جديدا للتعامل مع دولة الاحتلال، وأعاد فرض الرواية الصحيحة بأن القدس لأصحابها الأصليين.
جيش الاحتلال يقتحم ساحة الأقصى
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية المصرية، عن بالغ إدانتها واستنكارها لقيام السلطات الاسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المقدسيين والمُصلين الفلسطينيين، مؤكدةً ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسئوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، وكذلك وقف أي ممارسات تنتهك حُرمة المسجد الأقصى المبارك وشهر رمضان المُعظّم، أو الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها وتغيّر من الوضع التاريخي والقانوني القائم.
وأكد السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، على الرفض الكامل لأي ممارسات غير قانونية تستهدف النيل من الحقوق المشروعة والثابتة للشعب الفلسطيني الشقيق، لا سيما تلك المتعلقة باستمرار سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية من خلال بناء مستوطنات جديدة أو توسيع القائم منها أو مصادرة الأراضي أو تهجير الفلسطينيين، لما تمثله من انتهاك للقانون الدولي، وتقويض لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديد لركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأدان المتحدث الرسمي، في هذا الإطار، المساعي الحالية لتهجير عائلات فلسطينية من منازلهم في حي "الشيخ جراح" بالقدس الشرقية، والتي تمثل انتهاكاً لمقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي الانساني واستمرارًا لسياسة التهجير القسري للفلسطينيين.
فيما، أكد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي خطوات فورية وفاعلة لوقف الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية واللاإنسانية ضد الفلسطينيين في القدس المحتلة وفي المسجد الأقصى المبارك.
وحمل المالكي والصفدي - خلال محادثات في إطار عملية تنسيق التحركات الإقليمية والدولية لمواجهة الممارسات والاعتداءات الإسرائيلية، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية أمس السبت سلطات الاحتلال مسؤولية التصعيد الخطير الذي تشهده القدس المحتلة.
وشددا على أن القدس ومقدساتها خط أحمر، والانتهاكات الإسرائيلية هي خرق فاضح للقانون الدولي واستفزاز لمشاعر ملياري مسلم وجريمة ستؤجج الصراع وستدفع المنطقة نحو المزيد من التصعيد والتأزيم.
وأكد الصفدي أن الأردن، وبتوجيه ومتابعة من الملك عبد الله الثاني سيتسمر في تكريس كل إمكاناته لحماية المقدسات وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية والوضع التاريخي والقانوني تلقائي فيها والتصدي للاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية.
وشدد المالكي والصفدي على استمرار التنسيق والعمل المشترك إقليميا ودوليا لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية وحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه وخصوصا حقه في دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو1967 وعاصمتها القدس.
واتفق الوزيران على أن تتقدم كل من دولة فلسطين والمملكة الأردنية بطلب للأمانة العامة لجامعة الدول العربية للدعوة لاجتماع وزاري استثنائي وطارئ يوم الثلاثاء للخروج برؤية عربية موحدة حول افضل السبل لمواجهة تلك الإجراءات الإسرائيلية دوليا.
كانت اللجنة المركزية لحركة فتح قد أكدت أن القدس عنصر اجماع ووحدة للكل الفلسطيني، وساحة صدام مع الاحتلال وكل رموزه، والمواجهة مع الاحتلال تحتم تجنب كل التباينات الثانوية.
وشددت مركزية فتح في بيان لها، مساء السبت، على ضرورة استمرار الهبة الجماهيرية وحالة التصدي في مواجهة قوات الاحتلال والمستوطنين وتنظيماتهم الإرهابية الذين يعملون بإسناد من الحكومة الإسرائيلية الفاشية اليمينية.
وقالت: إن استمرار اعتداءات المستوطنين على المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى أملاكنا وعقاراتنا وعلى مواطنينا وتهجير المواطنين من بيوتهم في الشيخ جراح وتوسيع الاستيطان، سيؤدي إلى مواجهة شاملة في كل الأراضي الفلسطينية بما في ذلك مراجعة قواعد الاشتباك مع الاحتلال، وإعادة النظر في كل أشكال العلاقة مع الحكومة الإسرائيلية.
ودعت حركة فتح الجميع في الأيام والساعات القادمة إلى رفع وتيرة المواجهة في الأراضي الفلسطينية ونقاط الاحتكاك وطرقات المستوطنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة