قال المستشار محمد عبد الوهاب، رئيس هيئة الاستثمار، إن تنظيم المنتدى الأول لرؤساء هيئات الاستثمار الأفريقية، يأتي فى إطار حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي، على مَدِ جُسورِ التعاونِ بينَ مِصرَ وأَشِقائِها في القارة، وتعزيزِ عَلاقاتِ التشاورِ والتنسيقِ في كلِ المجالات، خاصةً المجالاتِ الاقتصاديةَ، والعملَ على زِيادةِ المشروعاتِ المشتركة، التي تُسهمُ في تلبيةِ تطلعات كافة الشعوبِ الإفريقية.
وتابع رئيس هيئة الاستثمار: "هو ما يدعونا إلى أهمية تنسيقَ الجهودِ المخلصةِ، لتدعيمِ أواصرِ التعاونِ الدائمِ والمثمرِ، بهدف جذب المزيدِ من الاستثماراتِ للقارة الإفريقية، وتشجيعِ الشراكاتِ بين القطاعينِ الخاصِ والحكوميِ كقاطرةٍ لتحقيقِ معدلاتِ التنميةِ المأمولةِ لدولِ القارةِ.
وقال إن هذا المنتدى يكتسب أهميةً خاصةً حيثُ يأتي في ظلِ ظروفٍ ومُتغيراتٍ استثنائيةٍ، فرضتها جائحةُ كورونا والتي وضعت كافةَ شعوبِ العالمِ أمامَ لحظةٍ تاريخية حاسمةٍ تحدد مستقبل الأجيال القادمة، وتفرضُ واقعاً جديداً قد يغيرُ هيكلَ وملامحَ الاقتصادِ العالمي، مضيفا: "إلا أنهُ وبالرغمِ من تلك التداعيات على الدولِ الإفريقية، فإن هناكَ بوادرَ ومؤشراتٍ إيجابيةً على دخولِ القارةِ في دائرةِ التعَافي، حَيثُ أشارت التوقُعاتُ الدوليةُ إلى تَحقيقِ الاقتصادِ الإفريقيِ، لمُعدَلاتِ نُموٍ إيجابيةٍ خلالَ العامِ الحالي قد تصلُ إلى 3.4٪ وهو ما يَدُلُ على قدرةِ الاقتصاداتِ الإفريقيةِ على الصمودِ أمامَ الأزماتِ العالميةِ وتحقيقِ معدلاتٍ إيجابيةٍ للنمو.
وتابع: "لا شكَ أن تلكَ التحدياتِ تضعُ هيئاتِ الاستثمارِ أمامَ مسئولياتٍ جسيمة، وذلكَ انطلاقاً من دورِهَا الفاعلِ كمحركٍ رئيسيٍ للتنمية، كما تتطلبُ إعادةَ النظرِ في ترتيبِ الأهميةِ النسبيةِ للقطاعاتِ الاقتصادية المستهدفة، حيثُ تَصدَرَ قطاعا الاتصالاتِ وتكنولوجيا المعلوماتِ والرعايةِ الصحيةِ قائمةَ الأولويات، وكذا رسمَ سياساتٍ استثماريةٍ جديدةٍ تقومُ على تهيئةِ بيئةِ الأعمالٍ الداعمةِ والمُحَفِزةِ لِدورِ القطاعِ الخاص، وتعزيزِ مساهمتِه في تنفيذِ مشروعاتٍ مشتركةٍ محليةٍ وعابرةٍ للحدود.
وأكد على أن تعزيزَ التعاونِ المشتركِ بينَ هيئاتِ الاستثمارِ الإفريقية، وتدعيمَ الروابطِ الاقتصادية، وترسيخَ مفهوم التكاملِ بديلاً عن مفهوم المنافسة .هو سبيلُنا لإحداثِ نقلةٍ نوعيةٍ في تنميةِ الاستثماراتِ والتجارةِ البينية، خاصة أن قارتَنا الإفريقيةَ وتمتلكُ موارد طبيعية متنوعة وإمكاناتٍ بشريةً هائلةَ.
وقال فى نص كلمته بالمنتدى "لقد عَلمتنا التجارِبُ الدوليةُ الناجحة، أنه لا مجالَ لتحقيقِ تنميةٍ اقتصاديةٍ مستدامة، دونَ شراكةٍ حقيقيةٍ مع قطاعٍ خاصٍ قويٍ ومزدهر، وبغيرِ إجراءاتٍ مُحَفِزةٍ، وضماناتٍ حكوميةٍ، وأسواقٍ تنافسيةٍ، ومُناخٍ جاذبٍ للاستثمارة".
ودعا رؤساءِ هيئاتِ الاستثمار وكبارِ رجالِ الأعمالِ المصريين للتركيز على تعظيمِ الفائدة للوصولِ إلى صيغٍ واضحةٍ للتعاون، تَستوعبُ كافةَ إمكاناتِ وقدراتِ القارة ووتطويرِها لتحقيقِ مستهدفاتِ التنمية.
وقال إنه على مدارِ الأيامِ الثلاثةِ المقبلة، سيتناولُ المنتدى عددًا من المحاورِ الرئيسيةِ، تتمثلُ في دراسةِ أفضلِ الممارساتِ لهيئاتِ الاستثمارِ الإفريقية، من حَيثُ الإصلاحاتِ التشريعيةِ والإجرائيةِ لتيسيرِ الأعمال والحوافزِ الجاذبةِ للاستثماراتِ الأجنبيةِ رعرضُ التجارِبِ الرائدةِ في مشروعاتِ البنيةِ التحتيةِ الإقليميةِ، كوسيلة لربطِ دولِ القارة وتحسينِ قدراتِها التنافسيةِ، وسيتمُ مناقشةُ سُبُلِ تعزيزِ الشراكةِ بينَ القطاعِ الخاصِ والقطاعِ الحكومى لتنميةِ وتطويرِ مشروعاتٍ مشتركةٍ قادرةٍ على إنعاشِ الاقتصاداتِ الإفريقية .
وقال نتطلعُ لأن يُسفرَ المنتدى عن نتائجَ عمليةٍ وملموسة، تُسهِمُ في تعزيزِ مكانةِ القارةِ على خريطةِ الاستثمارِ العالمي بما يُلَبي مصالحَ شُعوبِ قارتِنا الإفريقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة