نلقى الضوء على كتاب "خريطة العقل" لــ تونى بوزان، ويعد الكتاب ثورة فى عالم الفكر وتقنيات الذاكرة الإنسانية، يتعامل مع العقل البشرى بصورة عملية بحتة.
يقول الكتاب، إن العالم الفيزيائى "نيلز بور" وبخ طالبًا ذات مرة فقال: "أنت لا تفكر، إنك فقط تتحلى بالمنطق"، لذا أود أن أقرر أن المنطق ليس هو المعيار الذى من خلاله نقيِّم قدراتنا، فالمخ فى الحقيقة يختلف تمامًا عن الكمبيوتر "المنطقي".
فى القرن الحادى والعشرين تزداد أهمية فهم المخ عن أى وقت سابق، حيث إننا جميعًا نعيش حياة أطول وأكثر صحة، ولكننا أحيانًا ننسى أنه لا جدوى من عيش حيــاة أطــول وأكثــر صــحة إذا لــم نحــافظ علــى صــحة المــخ أيـضًا، فـالمخ الصـحى يعنـى ضـمان احتفـاظنا بمـخ نشـط – حـيث نسـتخدم ذاكرتنـا، ونفكـر بفاعليـة، ونتحلـى بالإبداع – حتى نحقق فى النهاية إمكاناتنا الفردية التى كانت، حتى وقت ليس بالبعيد، محكومة بالمولد والصحة؛ فقد كنا ببساطة نحقق مصيرًا معينًا.
ولكننا الآن فى موقف يؤهلنا لطرح الأسئلة الكبيرة: "ما الذى أفعله بحياتي؟"، و"ما الهدف من كل هذا؟"، وأظن أن دراسة المخ قد "بلغت مرحلة النضج" ليس فقط من خلال التساؤل حول كيفية جعل الناس أفضل، أو حتى كيفية تقوية الذاكرة – رغم أنها تطورات مرحب بها للغاية – وإنما كذلك من خلال التعامل مع السؤالين الأكثر إثارة، وهما: "ما الذى يجعلنى هكذا؟"، و"كيف يمكننى تطوير إمكاناتي؟".
وتنى بوزان (1942م) المعروف بأستاذ الذاكرة، هو صاحب السجل العامر من الأعمال والكتابات المتميزة فى حقل الذاكرة، كما أنه واضع خرائط العقل (والتى تعد أداة التفكير متعددة الأساليب لتقوية الذاكرة، والتى شكلت أكبر الفتوحات العلمية الرائدة فى هذا المجال على مدار خمسمائة عام) وقدم الكثير عن المؤلفات التى تصدرت قوائم الكتب الأكثر مبيعاً مثل كتاب العقل اولاً واستخدم عقلك، نشرت اعماله فى أكثر من مئة وثلاثين دولة بثلاثين لغة مختلفة.