مع ساعات الصباح الأولى يبدأ وصول المصطافين لشاطئ "الريسة"، للاستمتاع بجمال الطبيعة على رمال بيضاء خالية من المخلفات، بأحد أجمل وأهم شواطئ محافظة شمال سيناء على ساحل العريش، نظافة المكان أمام المصطافين يقوم بها 2 من الشباب يشرعان فى تنفيذ مهمتهم التطوعية فجرا فى أيام يختارون توقيتها وهدفهم الحفاظ على نظافة الشاطئ .
الشابان هما "عبد الرحمن عصام"، 22 سنة طالب بالمعهد العالى للعلوم التجارية، و"محمد أشرف الكرانى"، 21 سنة طالب بكلية الإعلام، وينفذون مبادرتهم التى أطلقا عليها اسم "البحر المتوسط"، للعام الثانى على التوالى منفردين وبجهود ذاتية تطوعية خلالها يتحملان إضافة للجهد نفقات توفير أكياس القمامة .
اثناء العمل
قال "عبدالرحمن عصام"، إن الفكرة انطلقت قبل عام عندما قرأ عن فكرة مماثلة يقوم بتطبيقها شباب على شواطئ جنوب سيناء، وعرض على صديقه "محمد أشرف" مشاركته ووافق على الفور وإنطلاقا فى العمل دون تردد، وفى كل جولة عمل يزيد إصرارهم على المواصلة.
اثناء جمع المخلفات
وأضاف عبد الرحمن، أن العمل يبدأ فجرا من الساعة الرابعة والنصف، ويستمر حتى الساعة ما بين الثامنة والتاسعة وخلالها يقومان بجمع كل ما هو على الشاطئ من مخلفات فى أكوام صغيرة، ثم العودة لها وتعبئتها فى أكياس قمامة، وتركها فى مكان بعيد عن الشاطئ .
احد الشباب يتحدث لمحرر اليوم السابع
وأشار عبد الرحمن، إلى أن تنفيذ المبادرة قبل عام عند انطلاقتها دعمهم معنويا فرق شبابية تابعين لمؤسسات أهلية، نظموا برفقتهم ورش عمل لحماية الشاطئ ونظافته، إضافة لدعم من بعض أساتذة جامعة العريش، ويوازى ذلك مساندة من الأهالى الذين يشيدون بدورهم عندما يجدون الشاطئ نظيفا، وهذا يقويهم معنويا ويدفعهم للاستمرار.
الشاب عبد الرحمن عصام
وتابع الحديث، محمد أشرف الكرانى، بقوله أنهم هذا العام خلال فصل الصيف الجارى، نفذوا المبادرة مرتين ويستعدون لمرات قادمة ولا يزالان بمفردهما يقومون بهذا العمل، وتواصل معهم عددا من الشباب إلا أنه كان هناك صعوبة فى التنقل فجرا للمكان خصوصا الفتيات .
الشاب محمد اشرف
وأضاف محمد أشرف، أنهم يرحبون بأى مشاركة من مجموعات الشباب لتنضم إليهم لمعاونتهم، لأن جمع القمامة فى هذا المكان يحتاج مجهود كثيرين وليس شابين فقط لكنهم مؤمنين برسالتهم وأنهم يقومون بما يستطيعون من الجهد، وأنهم يشعرون بمتعة العمل، وهما يؤديان دور وطنى لخدمة مدينتهم والسعى لأن يعود الشاطئ أجمل، لأنه يعد من أفضل شواطئ شمال سيناء .
تعاون بينهم
وقال الشابان، أنهما فى كل جولة تنظيف يجمعان كميات من مخلفات قمامة يتركها مصيفين عند قضائهم ساعات النهار على الشاطئ، وهى تتنوع ما بين بواقى طعام وملابس ومخلفات أطفال وغيرها، لافتين إلى أنهم يؤلمهم عدم إهتمام البعض بنظافة الشاطئ ويأملون أن تسود ثقافة جمع القمامة فى أكياس واخذها عند العودة وتركها فى المكان المخصص لها، مشيرين إلى أنهما ليسوا مأمورين بهذا العمل ولكنه جهد تطوعى خالص يقدمانه هدية للوطن .
جانب من العمل
وأوضحا الشابين، أن من بين ما يقومان بجمعه مخلفات بلاستيكية والتى تشكل خطورة على الشاطئ والبيئة البحرية عموما خصوصا أن ساحل العريش، الذى يعد مصدر لصيد الأسماك ومن هنا فمبادرتهم وجهدهم يتخطى أهمية تنظيف الرمال، لأهمية الحفاظ على البيئة وتطهيرها من المخلفات .
على الشاطئ
وأكد الشابين، على أملهم أن يتم الإنتباه لمطلبهم من الجهات المسئولة بالمحافظة ومجلس المدينة وشركة النظافة، برفع ما يقومون بجمعه من أكياس قمامة، مؤكدين أنهما تواصل معهم مسئولين بهذا الشأن، ووعدوهم برفعها ويأملان سرعة أن ينفذ ذلك حتى لا يضيع جهدهم إذا ما تم فتح هذه الأكياس وبعثرة ما تم جمعه من مخلفات بداخلها .
على الشاطئ
وأشار الشابين، إلى أنهم من وراء هذا العمل التطوعى لا يبحثان عن شهرة أو مكاسب وكل ما يعنيهم أن تصل رسالتهم التوعوية للناس، وهى الحفاظ على نظافة الشاطئ وأن يعود كما كان نظيفا آمنا من كل خطر تكدس القمامة بأنواعها .
وقال الدكتور مصطفى المالح، الأستاذ بكلية التربية الرياضية بجامعة العريش، إن ما قام به الشباب من جهد يعد تاج فخر على جبين كل أهل شمال سيناء، خصوصا من يقضون وقتا على شاطئ منطقة الريسة شرق العريش، مضيفا أنه وعددا من الشاب قدموا كل التشجيع لهم ومستعدين لتقديم العون المطلوب، لأن هذا هو النموذج الحقيقى لشباب مصر المخلص لأرضه ويقدم خدماته التطوعية بفكر ووعى وعمل على الأرض .
من ناحيته أكد العميد ماجد محمد، رئيس مدينة العريش، أنه سيتم التواصل مع الشباب، وربط شركة النظافة بموقع عملهم، لرفع ونقل ما يقومون بجمعه من مخلفات القمامة معربا عن شكره لهم وتقديرا لجهودهم .
يذكر أن شاطئ "الريسة" واحدا من بين سلسلة شواطئ على امتداد ساحل مدينة العريش، ويشهد أيام الإجازات الأسبوعية إقبال بكثافة من الأهالى والمصطافين وتفضله غالبية الأسر فى العريش فى الأيام العادية للإستمتاع بأجواء الطبيعة التى يتسم بها من أشجار نخيل على سواحله وهدوء الأمواج.