عندما يشعر الأخوة أن الشقيقة الكبرى فى حاجة لمساندة ودعم، فلن يأنوا جهدا لتقديم كل الدعم، فالتحركات العربية الأخيرة والعاجلة لدعم مصر والسودان بملف أزمة سد النهضة، من أجل دفع اثيوبيا للانخراط بجدية فى المفاوضات واثناء موقفها على اتفاق قانونى ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، إنما جاءت للاصطفاف خلف مصر للحفاظ على الحقوق المائية المشروعة لدول المصب.
محورية القاهرة وثقلها الإقليمى هو ما دفع الأشقاء العرب لمساندتها عبر موقف عربى موحد، وتحركات اقليمية، وفى إطار متابعةً جهود الدول العربية والخليجية المبذولة، تستضيف دولة قطر اجتماع تشاورى لوزراء الخارجية العرب غدا الثلاثاء، والذى سيعقد بدعوة من الدوحة رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية، لمواصلة التنسيق والتشاور بشأن الوضع العربى الراهن وسبل تعزيز آليات العمل المشترك إزاء التحديات المتنامية التى تواجه الدول العربية والمحيط الإقليمى وسيعقد على هامشه اجتماع لبحث أزمة سد النهضة، بطلب من مصر والسودان.
وسبق هذا الاجتماع، اجتماعا آخر لمندوبو الدول العربية الأحد، في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة لمناقشة ملف سد النهضة، ولتأكيد الدعم العربي لموقف دولتي المصب ووضع صيغة مقبولة للبيان الختامي الذي سيصدر عن لقاء الدوحة.
التحركات القطرية فى فلك سد النهضة ودخولها على الخط مؤخرا، واكبه تطورات إيجابية تشهدها العلاقات بين البلدين، حيث وصل وزير الخارجية سامح شكري إلى الدوحة، حاملا رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، وقبل أسابيع دعا الأمير الرئيس لزيارة الدوحة.
ومن الخليج إلى نيويورك حيث تجري اللجنة العربية المشكلة من الأردن والسعودية والمغرب والعراق في الجامعة العربية اتصالات في الولايات المتحدة لدعم موقف مصر والسودان في ملف سد النهضة.
أما المملكة العربية السعودية، تبحث الأزمة من عمق أديس أبابا، حيث التقى وزير الدولة السعودي للشؤون الأفريقية أحمد قطان مطلع الأسبوع الجاري، رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد في أديس أبابا، وجرى خلال الاجتماع استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين ومناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، من بينها موضوع سد النهضة بحسب تقارير عربية.