أثرت الأزمة التى خلقها فيروس كورونا فى أمريكا اللاتينية على القضاء على عمالة الأطفال فى قارة أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، حيث يعمل ما لا يقل عن 8.2 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 و17 عاما فى القارة، بسبب انهيار الحالة الاقتصادية للاسر.
وأشارت صحيفة "كلارين" الأرجنتينية فى تقرير لها إلى أن منظمة العمل الدولية ILO منذ انشائها فى عام 2019، تعمل على القضاء على عمالة الأطفال، إلا أنه رغم الجهود المبذولة لمكافحة المشكلة جاء فيروس كورونا وتسبب فى أزمة اقتصادية كبيرة.
وفقًا لتقرير "عمالة الأطفال: التقديرات العالمية لعام 2020، الاتجاهات والطريق إلى الأمام"، شارك ما مجموعه 160 مليون طفل فى أنشطة العمل خلال عام 2020.
وأثر وباء كورونا، على الاقتصاد العالمى، مما دفع العديد من الأطفال إلى النزول إلى الشوارع، تركهم دراستهم، للبحث عن عمل بهدف المساعدة فى نفقات الأسرة.
وأضاف التقرير أن هدف القضاء على عمالة الأطفال فى عام 2025، على النحو المنصوص عليه فى أهداف التنمية المستدامة، بعد أن تم اكتشف وجود 8.2 مليون طفل ينخرط فى العمل خلال الاربع سنوات الماضية.
"تشير التقديرات إلى أن وباء الفيروس التاجى يمكن أن يؤدى إلى 9 ملايين طفل إضافى فى عمالة الأطفال بحلول نهاية عام 2022 وأنه وفقًا لتوقعات نموذج المحاكاة، يمكن أن يرتفع هذا الرقم إلى 46 مليونًا إذا كان الأطفال يفتقرون إلى الحماية الاجتماعية الأساسية.
يعمل حاليًا ما مجموعه 8.2 مليون طفل فى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، وهو رقم يعتبر مرتفعًا لكنه يكشف عن انخفاض مقارنة بـ 10.5 مليون طفل عملوا فى عام 2016.
وقال فينيسيوس بينيرو، المدير الإقليمى لمنظمة العمل الدولية لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي: "مزيج فقدان الوظائف والفقر المتزايد وإغلاق المدارس هو عاصفة كاملة لانتشار عمالة الأطفال".
بالنسبة لكل من منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فإن الوباء سيعطل الجهود المبذولة فى المنطقة، التى توصف بأنها الأكثر تضررًا من الوباء، لتحقيق هدف القضاء على عمالة الأطفال فى عام 2025.
بالإضافة إلى ذلك، يحذر بينيرو من أن "ترك المدرسة ودخول سوق العمل قبل الأوان يقلل من فرص الحصول على وظائف أفضل فى المستقبل، مما يديم فخ الفقر".
ويشير التقرير، من بين أمور أخرى، إلى أن 33% من إجمالى عدد الأطفال العاملين هم من الفتيات والباقى من الفتيان المراهقين. أما بالنسبة للمناطق التى يتم فيها العمل، فقد كشفت الوثيقة أنه يحدث فى كل من المناطق الريفية والحضرية بنسبة 48.7% فى قطاع الزراعة وحوالى 50% مخصصة للعمل الأسري.
وقال جان جوف، المدير الإقليمى لليونيسيف: "كانت المنطقة تأمل أن تكون الأولى فى العالم للقضاء على عمالة الأطفال بحلول عام 2025.. لكن الوباء جعل تحقيق هذا الهدف أكثر صعوبة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة