لم يتوقع ركاب السفينة البخارية جنرال سلوكم الذين استقلوها يوم 15 يونيو من سنة 1904 أن الغرق والموت حرقا سيكون فى انتظار أكثر من 1000 شخص، لقد كانت فى بدايتها رحلة ممتعة على النهر الشرقى فى مدينة نيويورك لكنها تحولت إلى واحدة من أسوأ الكوارث البحرية للولايات المتحدة.
بُنيت السفينة البخارية جنرال سلوكم المصممة على طراز البواخر النهرية فى عام 1890 واستخدمت فى الغالب كوسيلة لأخذ مجموعات كبيرة فى نزهات نهارية.
وفى 15 يونيو، جمعت الكنيسة اللوثرية الألمانية التابعة لسانت مارك مجموعة من 1360 شخصًا، معظمهم من الأطفال والمعلمين، فى نزهة مدرسة الأحد السنوية.
السفينة المحترقة
وكان من المقرر أن تتم النزهة فى Locust Point فى برونكس بعد رحلة بحرية فوق النهر الشرقى فى General Slocum، وفى نحو الساعة 9 صباحًا، غادرت الباخرة المكتظة بشكل كبير رصيفها فى مانهاتن بقيادة الكابتن ويليام فان شايك.
وتشير الروايات إلى أن طفلاً اكتشف حريقًا فى أحد المخازن وأبلغ القبطان فان شايك بذلك، وبحسب ما ورد رد القبطان "اصمت واهتم بشئونك الخاصة"، لكن عندما أصبح الدخان أكثر وضوحًا، تم إرسال أفراد الطاقم للتحقيق، بحلول هذا الوقت، كان المخزن، الملىء بمزيج من الزيت والإكسلسيور و(نشارة الخشب)، قد خرج عن السيطرة، كما أن خرطوم الإطفاء على متن الباخرة والذى لم يتم استخدامه أو فحصه من قبل، لم يعمل.
واتخذ الكابتن فان شايك قرارًا مصيريًا فى هذا الوقت، فبدلاً من توجيه إلى أقرب رصيف وجه الباخرة نحو جزيرة صغيرة فى النهر الشرقى، وأخبر المحققين لاحقًا أنه لا يريد المخاطرة بنشر الحريق فى الرصيف وبقية المدينة، لكن الاستراتيجية أثبتت أنها قاتلة للركاب، وبدلاً من تثبيت الباخرة على الرمال، تحطمت على صخور شاطئ الجزيرة.
فى هذه المرحلة، تضافرت عوامل أخرى لتفاقم الوضع، كانت قوارب النجاة مربوطة بالباخرة بقوة بحيث لم يتمكنوا من إطلاقها، وسترات النجاة لم تكن قابلة للطفو، والأطفال الذين استخدموها غرقوا فى قاع النهر، وتعرض أطفال آخرون للدهس بسبب حالة الزعر ولقى المزيد من الناس مصرعهم بسبب انهيار بعض الطوابق.
وفى النهاية تم انتشال 630 جثة وفقد 401 آخرون ويفترض أنهم ماتوا، واتهم طاقم الباخرة بالإهمال، ومع ذلك، تلقى الكابتن فان شايك فقط حكماً بالسجن، كان من المفترض أن يخدم لمدة 10 سنوات، لكن تم العفو عنه بسبب كبر سنه فى عام 1908.