السيدة المصرية دائماً تسعى وتجتهد للوصول لأهدافها، ومهما كانت المصاعب التى تمر بها إلا أنها صامدة أمامها ولا ترى سوى تحقيق ما تتمنى وتأمل، ولو وضعت فى أى مهنة مهما كانت مخاطرها وصعوباتها فإنها دائما على قدر المسئولية.
أم محمد كما يلقبها من يعرفونها سيدة مصرية أصيلة، قررت الوقوف جانب زوجها البسيط من أجل توفير حياة كريمة واستقرار مادى لأسرتهم، فعملت سائقة مشروع بمحافظة الإسكندرية، ووقفت وسط الرجال فى موقف السيارات وكأنها منهم جميهم يحترمونها ويقدمون لها كل التقدير.
البداية كانت فى محافظة الشرقية، حيث أصولها ونشأتها كفتاة ريفية عُرفت بالجدعنة والشهامة منذ صغرها، وهى تجتهد إلى أن التحقت بالجامعة، وحصلت على ليسانس دراسات إسلامية جامعة الأزهر، فكانت فرحة عارمة لها ولأسرتها البسيطة.
وذات مرة كانت فى زيارة لعمتها بالإسكندرية فلمحها زوجها الذى كان يعمل أيضاً بنفس المحافظة وتزوجا فى بيت عيلة بالمنوفية، ثم انتقل بها بعد ذلك إلى الإسكندرية، حيث عاشا وكونا أسرة هناك.
بنت محافظة الشرقية الأصيلة اشتدت عليها مصاعب الحياة هى وزوجها فما لها إلا أن نزلت سوق العمل لمساندته وتحقيق مطالب أبنائها فالحتقت بعدة وظائف فى عيادات ومستشفيات وذات مرة كانت أمام المستشفى التعليمى، فرأت موقف مشروع عربات فشغلتها الفكرة ولاحقتها لعدة سنوات حتى كونت المبلغ لشراء السيارة والعمل عليها منذ قرابة عامان.
"أول يوم نزلت الشغل كنت حاسة برهبة كبيرة والسواقين كانوا مستغربين وبيتريقوا بس بعد كدة لما عرفوا إنى ست جدعة ونازلة أجرى على أكل عيشى احترمونى وبيعاملونى أكتر من أختهم"، هكذا عبرت عن إحساسها فى أول يوم عمل لها.
واستكملت حديثها قائلة: "الشغل مش عيب للست طول ما هى ماشية صح وبتراعى ربنا فى لقمة عيشها هتشوف كل خير"، أما عن أمنيتها فهى لا تتمنى سوى الستر وأن يحقق أولادها أمنياتهم ووصولهم لأعلى المناصب لتعويض تعبها وشقاها من أجلهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة