عندما يتلقى منتخب فرنسا بنظيره الألماني فى مباراة نارية مساء اليوم الثلاثاء، فى افتتاح مشاركتهما فى يورو 2020، فإن بعض الفرنسيين لن يرون الألمان وحدهم كخصم لهم فى تلك المباراة الرياضية، لكن البعض الذى يخلط الإيديولوجيا بالرياضة، سيرى فى نجم المنتخب الفرنسى كريم بنزيما عدوا أيضا، بحسب ما قالت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية.
وتشير الصحيفة إلى أن اليمين المتطرف فى فرنسا يصور بنزيما على أنه تجسيد للضواحى، التى يغلب عليها الفقر ويعيش فيها المهاجرون، حيث تخزن فرنسا طبقاتها الدنيا، فى عام 2015، طرد بنزيما من الفريق الوطنى بعد مزاعم بأنه ساعد صديقا فى ابتزاز زميل دولى فرنسى فى قضية اعتداء جنسى، وفى ذلك الوقت، قادت زعيمة اليمين المتطرف ماريان لوبان الاتهامات ضد بنزيما، وقالت إنه لا يجب أن يدخل كريم بنزينة الفريق الفرنسى، فقد أعرب مرارا وتكرارا عن ازدرائه لفرنسا، والآن، وبعد ست سنوات تقريبا من هذه الواقعة، تم استدعائه للانضمام للمنتخب الفرنسى.
وتقول فاينانشيال تايمز، إن بنزيما هدف مصمم خصيصا لليمين المتطرف، فهو من أصل جزائرى، ونشأ فى جزيرة خارج ليون ثم أصبح مليونيرا مغتربا فى ريال مدريد، ووصف الجزائر ذات مرة بأنه بلاده.
وفى دليل على مدى رفض قطاع غير بسيط للاعبين ذوى الأصول الأجنبية، أشارت الصحيفة إلى أنه فى عام 1999، أدخلت اللجنة الاستشارية الوطنية الفرنسية لحقوق الإنسان سؤال جديدا فى مسحها السنوى للمواقف العنصرية، وكان السؤال: هل هناك عدد كبير جدا من اللاعبين من أصول أجنبية فى فريق كرة القدم الفرنسى؟ وكان هؤلاء اللاعبون من أصول أجنبية قد لعبوا دورا كبيرا فى فوز فرنسا بكأس العالم قبلها بعام. ومع ذلك أجاب 31% من المشاركين بالموافقة تماما أو نسبيا.
وخلصت الصحيفة فى النهاية إلى القول بأن فرنسا هى المرشحة الأولى للفوز ببطولة يورو 2020، لكن حتى لو فازت، فإن هذا لن يقضى على الانقسامات الوطنية، فقد كان هذا ما يأمله البعض بعد الانتصار فى بطولة كأس العالم عام 1998.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة