يتعافى المرء بأصدقائه.. يتعافى المرء بالتخلي.. يتعافى المرء بالنسيان.. حتى أن البعض قال إن المرء يتعافى بالأكل
الحقيقة أن سيرة التعافي بها الكثير من المعادلات المعقدة، وأن مسببات التعافي عند البشر ليست واحدة، بل أحيانًا يكون العكس، فيتعافى الشخصي بما يتألم منه غيره، والثابت أن الحديث عن التعافي ليس به قواعد ثابتة يمكن تعميمها، وهنا تحديداً نقول إن لكل حالة ما يناسبها.
كثيرًا ما نبحث عن التعافي في طريق الشقاء، ونظن أننا نعرف هذا، ونفعل ذلك، من أجل التعافي، غير أننا نجده طريقًا مظلمًا، به من الألم ما يجعل فكرة التعافي فيه ليست في محلها.
في كل ما سبق، وفِي كل التجارب العملية التي مرت بنا وعلينا، لم أجد أفضل من الاستغناء وسيلة للتعافي، بل أنه بمثابة "فضيلة"، وعلى غير مفهومي عن التعافي، كهدف متغير من شخص لآخر، فإني أرى أن الاستغناء تحديدًا يصلح أن يكون سببًا مناسبًا للتعافي لكل الحالات، شريطة أن يمتلكه الإنسان عن قناعة ورضا.
الاستغناء فضيلة، أحيانًا تصل مرتبة الواجب، وهو علاج لكثير من الشقاء الذي نعيشه في حياتنا اليومية، فالاستغناء عن الأشخاص الذين يسببون لنا الألم "تعافي"، والاستغناء عن الأشياء المزعجة "تعافي"، والاستغناء حتى عن بعض الأحلام التي نظنها خيرًا "تعافي"، ومن هنا يصبح الاستغناء _ برأيي _ هو الطريق الكبير للتعافي، وهو الفضيلة الواجبة، والفعل الذي يصل بنا للشفاء من كل الأمراض النفسية والمجتمعية التي تحيط بنا من كل الجوانب، بسبب علاقاتنا أحيانًا، وأحلامنا تارة، وأحبابنا كثيرًا .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة