هنأ الأمين العام لجامعة الدول العربية وزير الثقافة والإعلام بجمهورية السودان، على تولي بلاده رئاسة أعمال الدورة 51 للمجلس الوزارى مُتمنيًا كل التوفيق والنجاح لأعمالها.
وخلال كلمته باجتماع وزراء الإعلام العرب، أوضح أن دور الإعلام في تكوين وعي المواطن العربي لا يُمكن التقليل منه وأظن أن أحداث العقد المنصرم قد كشفت، وبجلاء، عن مخاطر اختراق العقل العربي وما يؤدي إليه هذا الاختراق من فوضى اجتماعية وسياسية خطيرة وإن صيانة العقل والوعي الجمعي لا تقل أهمية عن تأمين الحدود والتراب الوطني، فمن العقل تتسرب أفكار قد تهدم الأوطان من داخلها، وتجعلها لقمة سائغة للتدخلات الخارجية والأجندات الأجنبية.
وقال رأينا هذا يحدث للأسف في بعض بلادنا وفي جوارنا وشاهدنا الخطاب الإعلامي وهو يتحول إلى أداة للتحريض والتخوين المتبادل وإذكاء النزعات الانفصالية التي تعزل الجماعات عن وطنها وتقسم أبناء الوطن الواحد على أساس الدين أو العرق.
وأوضح أبو الغيط أقول بوضوح إن بوصلة الإعلام العربي لابد أن تُشير باستمرار نحو تعزيز الدولة الوطنية، الدولة المستقلة صاحبة السيادة دولة كل مواطنيها بلا تفرقة أو تمييز دولة القانون والحقوق المتساوية للجميع.
وقال إن رسالة الإعلام العربي يتعين أن تُعزز لدى الشعوب قيم الاندماج الوطني والعيش المشترك وفي ذلك أبلغ رد على إعلام التحريض وإعلام الفتنة والانقسام.
وأوضح أن الجولة الأخيرة من الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي خلال شهر مايو الماضي، وما شهدته من هجمات وحشية على أهلنا في قطاع غزة كشفت مُجدداً عن أن المعركة مع الاحتلال تدور على الشاشات وصفحات الجرائد وصفحات التواصل الاجتماعي، تماماً كما تُخاض في الميدان في مواجهة المستوطنين وقوات الاحتلال، إنها معركة بناء الانطباع وتكوين الرأي العام وتشكيل الوعي بهذه القضية سواء وعي المواطن العربي، أو المراقب من خارج عالمنا العربي ومن يُتابع وقائع هذا الصراع الطويل يُدرك إلى أي مدى تهم "الرواية" أو "السردية" في تشكيل الرأي العام العالمي حيال ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة بل وما يجري داخل إسرائيل أيضاً.
وأكد أن ثمة حاجة للاستفادة من موجة التعاطف الدولي والزخم الإعلامي الحاصل مع القضية الفلسطينية سواء عبر وسائل الإعلام التقليدية أو وسائل التواصل الاجتماعي التي تلعب دوراً مركزياً في حشد المؤيدين، خاصة في فئات عمرية صغيرة، ومن هنا فإننا ندعو كافة الدول الأعضاء إلى العمل بصورة حثيثة على تحديث خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج التي أقرها مجلس وزراء الاعلام العرب لعام 2006 والتي تمت مراجعتها أكثر من مرة وتحديثها حتى عام 2017... وفي ضوء الظروف الحالية، فإنه يجدر أن تكون القضية الفلسطينية من المحاور الأساسية في خطة التحرك بعد تحديثها.
وقال أظن أن هذه الخطة يتعين أن تتضمن كذلك عناصر تُشير إلى ما يمكن تسميته بحركة التحديث الشامل الجارية في عدد كبير من الدول العربية هذه الحركة التي نشهد جميعاً تفاعلاتها ومظاهرها وأثرها المهم في تغيير المجتمعات العربية وتطويرها وهي حركة لها أبعاد اقتصادية وفكرية ودينية ومجتمعية، ومرة ثانية لا ينبغي أن نترك للآخرين رسم صورة عن مجتمعاتنا وما يجري فيها، بل علينا أن نبادر نحن بتكوين هذه الصورة دون أن يعني ذلك أن ننخرط في تجميل الواقع أو التغطية على مشاكله المطلوب حقاً هو تقديم الصورة بأبعادها المختلفة وبصعوباتها وتحدياتها الحقيقية من دون تهويل أو تهوين.
ونوه الأمين العام لجامعة الدول العربية على ملاحظةٌ أخيرة إن للإعلام دوراً مهماً في تهدئة الأجواء العربية وتعزيز روح العمل المشترك والأهداف الواحدة بين الدول العربية والأهم بين الشعوب العربية، ولا يخفى ما تقوم به منصاتٌ خارجية من جهد خبيث يستهدف ضرب وحدة الصف العربي وإشاعة روح الانقسام والفتنة بين الشعوب العربية وبعضها البعض وعلى إعلامنا مسئوليةٌ كبيرةٌ في التصدي لهذه الرسائل السلبية وفي تعزيز الانتماء إلى الهوية العربية الجامعة وإلى الثقافة العربية التي نفخر بها جميعاً.. فعلى هذه المشتركات يتأسس التواصل بين شعوبنا.وهو تواصلٌ قائمٌ، في المجالات الفنية والثقافية، على نحو يتجاوز الحدود بين الدول ويختصر المسافات بينها ولابد من تعزيز هذه المشتركات في رسائلنا الإعلامية وفي الخطاب الذي يتبناه قادة الرأي في العالم العربي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة