كشفت شركة هندسة معمارية عن تصميم أول مدينة مستدامة على سطح المريخ، وذلك بعد وصول مركبة الفضاء المتجولة "المثابرة" إلى سطح الكوكب الأحمر بنجاح، حيث كشف استوديو الهندسة المعمارية "ABIBOO Studio، عن التصميم المعمارى لمدينة مستدامة مكتفية ذاتياً على سطح المريخ، يمكنها استيعاب مليون نسمة.
الشكل المقترح للمدينة
وأعلن مؤسس استوديو الهندسة المعمارية، ألفريدو مونيوز، تفاصيل تصميم المدينة وكيفية تكيفها مع أجواء المريخ غير الملائمة لحياة الإنسان، موضحا أن تصميم المدينة المستدامة على سطح الكوكب الأحمر يقدم نموذجاً مرناً وقابلاً للتطوير يمكن تطبيقه بسهولة في العديد من مئات المنحدرات والأودية على سطح المريخ، وفقا لشبكة CNN.
وتستوعب المستعمرة المقترحة بأكملها مليون شخص، وتنقسم إلى خمس مدن مختلفة، وأطلق على عاصمتها اسم "نوا"، وتتبع بقية المدن الإستراتيجية الحضرية ذاتها، كما تُعد الحلول المبتكرة التي يقدمها مشروع مدينة "نوا" المريخية بمثابة نتاج أشهر من التعاون الوثيق مع أفضل العقول العالمية في الفيزياء الفلكية، وأنظمة دعم الحياة، وعلم الأحياء الفلكية، والتعدين، والهندسة، والتصميم، والجيولوجيا الفلكية، والفنون، والعديد من المجالات الأخرى، بحسب ما ذكره مونيوز.
ومن المقرر أن تقع مدينة "نوا"، التي ستسوعب 25 ألف شخص، في "تيمبي مينسا"، وهو مجرى نهر على شاطئ المحيط المريخي القديم، حيث تتواجد إمكانية الوصول إلى المياه، ودرجات حرارة معتدلة، وحالة جيولوجية مناسبة لموائل الأنفاق داخل الجرف.
وعن سبب وقوع المدينة داخل جرف، يشرح مونيوز أن ذلك يحل العديد من التحديات المرتبطة ببناء مستعمرة واسعة النطاق على المريخ، إذ يوفر البناء داخل الجرف مزايا كبيرة مقابل البناء على السطح أو تحت الأرض.
ويمتلك كوكب المريخ موارد قليلة مقارنة بالأرض، لذلك سيكون من الضروري التنقيب عن المعادن غير الموجودة في مكان واحد ومعالجتها لتوفير جميع متطلبات المستعمرة بأكملها، وبفضل التركيب الجيولوجي للمنحدرات، من الممكن إنشاء شبكة حضرية كثيفة ثلاثية الأبعاد، مما يقلل بشكل كبير من المساحة والموارد اللازمة لأنظمة النقل والبنية التحتية.
وستكون الروبوتات والذكاء الاصطناعي أدوات أساسية لبناء مستوطنة دائمة على المريخ، وإذا استمرت الصناعة في نموها الحالي، فقد يبدأ استخدامها على المريخ في غضون عقدين أو ثلاثة عقود.
ويشير مونيوز إلى أن المدينة لا يمكنها أن تعمل بشكل كامل إذا كانت تكنولوجيا الصاروخ لنقل مثل هذا العدد الكبير من الناس غير متوفرة، موضحاً أنه "بالنظر إلى جميع التحديات السابقة، فإننا نقدر أن مدينة منحدرة على المريخ يمكن أن تبدأ عملية بنائها تقنياً بحلول عام 2054"، وفي ذلك الوقت يمكن الانتهاء من إنشاء المدينة بحلول عام 2100.
ويسمح التفكير في خمس مدن بالوصول إلى الموارد الموجودة في مناطق مختلفة، ويوفر فائضاً عن السكان على كوكب المريخ، في حالة حدوث مشكلة في إحدى المدن، كما سيكون هناك مسارات حرجة مرتبطة ببداية بناء "نوا"، مثل مادة الصلب، وهي المادة الأكثر استخداماً، ويتم الحصول عليها من خلال معالجة المياه وثاني أكسيد الكربون.
وقال مونيوز إن تكوين "نوا" كمدينة عمودية على منحدر، يحل العديد من المشاكل الحرجة على كوكب المريخ ، لأنها تحمي سكانه من الإشعاع المميت، وتأثيرات النيازك الدقيقة، بالإضافة إلى التغيرات الشديدة في درجات الحرارة.
ويضيف مونيوز: "على أي حال، يعتمد هذا التقدير على العديد من المتغيرات، بما في ذلك التحديات المذكورة والمتطلبات الأخرى المرتبطة بالحصول على التمويل والإرادة المناسبين".
ونظراً لتصور "نوا" كمدينة دائمة يعيش فيها الناس، يؤكد مونيوز أن تنفيذها لا يتعلق فقط بالسلامة والسرعة، مضيفاً: "نحن بحاجة إلى توفير البيئة النفسية، والمعمارية المناسبة للمواطنين لحياة مُرضية ومُثرية".