قطة ملقاة في القمامة وتتأوه من الألم كأنها إنسان كانت هي نقطة البداية التى انطلقت من خلالها "داليا" لرعاية الحيوانات خاصة القطط والكلاب المصابة بالعمى والشلل المشردين في الشارع، حيث اصطحبتها إلى الطبيب البيطري، وبدأت معها رحلة علاج طويل حتى شفيت تمامًا، وبعدها عرضتها للتبني، ولكنها مؤخرًا قررت امتلاك مكان مخصص لتلك الحيوانات.
تعمل داليا بكر مدرسة للرسم في إحدى مدارس محافظة المنيا، ولديها مشاعر ليست قليلة من الرأفة تجاه الحيوانات، خاصة القطط والكلاب، لذا قررت الاهتمام بشكل خاص بالعديد من قطط وكلاب الشارع المصابة بالعمي والشلل، وسعت جاهدة لامتلاك مكان يحفظهم من الشارع، وبدأت العناية بـ 15 حيوان منهم، حتى وصل عددهم فيم بعد إلى 45، وظلت الأعداد تتزايد لتتراوح بين 80 لـ 100 حيوان، خاصة بعد حصولها على المكان، وتتنوع أنواع الحيوانات بين الشيرازي والذي تم تسريبه، وتلك التي لديها حالة خاصة.
صور كلاب
قالت "داليا"، التي تعمل مدرسة للرسم، في حديثها لـ اليوم السابع: "منذ فترة تتجاوز الـ 9 سنوات كنت أسعى للاهتمام ومساعدة القطط والحيوانات المصابة بالعمى والشلل، وعرضهم على الطبيب المتخصص، وبعد رحلة العلاج أنتقل للبحث عن متبنى خوفًا من تركها إلى الشارع مرة أخرى".
وتابعت: "في البداية نفذت فكرة الجروب كوسيلة مساعدة لكى أتواصل مع الناس التي تمتلك في قلوبها الرحمة بالحيوان، لأنه لا يقل أهمية عن الإنسان، وواجب علينا الاهتمام به والحفاظ على روحه من الهلاك، وكنت أسعى للهدف الأساسي وهو الحصول على متبنين، ولكن بشروط حفاظًا عليهم من البيع أو التسريب أو وضعهم في دار استضافة، وبكون حريصة على التطعيمات".
الرحمة بالقطط
وأضافت مدرسة الرسم أنه بعد فكرة الجروب فكرت في توفير مكان خاص وتحت إشرافى أستطيع أن أحتفظ فيه بالحالات العاجزة التى تحتاج إلى رعاية، ويصبح مأوى لهم، فعرضت الفكرة على مجموعة من أصدقائي محبى الحيوانات، وأخبرتهم أن نساهم مع بعضنا البعض في الإيجار والعمالة، وأن يتركوا الباقي لي، وأنا سأقوم برعاية المكان، ورغم أن الأمر مرهقًا بدرجة كبيرة، سواء ماديًا وجسديًا، إلا أنه ممتع جدًا، عندما تشعر بأنك توفر الأمان لروح لا حول لها ولا قوة."
وتؤكد على أن جميع القطط والحيوانات المتواجدة مطعمة بدفاتر تطعيمات، ويوجد متابعة مستمرة مع بيطريين، والهدف من المكان بعد إنقاذ الحيوانات هو نشر ثقافة الرحمة وعدم إيذاء الحيوانات، وأن الرحمة تشمل كل كائن حي حتى النبات، لذا سعت لنشر الفكرة من خلال عملها، والتعامل مع الأطفال والتلاميذ، ومكافأتهم حين يساعدوا أي حيوان أليف، وهي تسعى دائمًا لتعريفهم بقيم الرحمة، وأنها غير متوقفة على الإنسان فقط.
القط الحنين
تلقت "داليا" الكثير من الدعم وقالت: "كتير من الناس وقفوا جنبي، وحصلت على الدعم من والدي ووالدتي وأخواتي، وبالنسبة لأصحابي فالأغلبية حصلت منهم على دعم من تبرعم للكشف على الحيوانات، وتبرعات بالأكل كثيرة جدًا، وبعد زيارة المكان تتزايد المساعدات."
قط اصفر
كلب مصاب
وعن الصعوبات التي قابلت "داليا" قالت إنها تعرضت لمضايقات شديدة وضغط نفسي رهيب، والمكان أخذ من وقت البيت عندي، ورعايتي لبابا وماما لأنهم مرضى، وتنهي حديثها قائلة: "برفض التبرعات المادية، بس بقبل عينات من الدراي أو أكل ورملة أو أدوية، وعندنا استمارة للتبني وباخد صورة بطاقة المتبني، وبطلب منه يتبرع بأكل للمكان، لأني لما بطلع قطة أو كلب بحط مكانه أكل للباقي، عشان أقدر أوفر احتياجات الباقيين، وبيكون بسعر رمزي جدًا."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة