قالت الدكتورة أماني أبو زيد -مفوض البنية التحتية والطاقة بالاتحاد الأفريقي- إن اهتمام مصر وعقدها لمنتدى يجمع رؤساء هيئات الاستثمار الأفريقية للتكامل والتعاون من أجل النمو ودراسة الفرص والتحديات وجذب الاستثمارات الأجنبية لدول القارة، جاء في التوقيت المناسب خاصة عقب التداعيات الاقتصادية السلبية الناتجة عن فيروس كورونا، حيث أضحت اقتصاديات دول القارة كغيرها من دول العالم في حاجة ماسة لسرعة التعافي، وأن يكون هذا التعافي "قوي" و"سريع" لتعويض الخسائر التي حدثت على مدار العام الماضي.
أضافت -خلال لقاءها مع اليوم السابع- نحن حريصون على أن يكون النمو والتنمية في القارة الأفريقية بأكملها، وأن تعود معدلات النمو لأفضل مما كانت عليه قبل أزمة كورونا، مشيرة إلى أن الإنسان هو محور وأساس التنمية، وجائحة كورونا كان لها بعض الإيجابيات فجعلت العالم يتمتع بفترة من الهدوء وإعادة التفكير للتصالح مع الطبيعة، حيث قلت أعداد الوفيات على الطرق بقارة أفريقيا، واستخدمنا التقنيات الرقيمة في معظم المعاملات وأضحة الرقمنة، وأضحى من المهم أن تكون الرقمنة هي الأصل وعلينا أن نستفيد من التكولوجيا.
استكملت بقولها: نسعى لتحقيق وحدة القارة الأفريقية والوحدة والاندماج من خلال عدة محاور وموائمة السياسيات والمواقف بين دول القارة حتى يكون لها صوت واحد في المحافل الدولية وغيرها، وجائحة كورونا أثبتت لنا أهمية الاندماج الإقليمي، فعلى سبيل المثال حينما توقفت حركة التجارة العالمية بسبب الجائحة أضحى من المهم إعادة النظر في سلاسل الإمداد، واكتشفنا ضرورة الاعتماد على أنفسنا، والقارة الأفريقية غنية بالإمكانيات والثروات والموارد الطبيعية والخبرات الفنية والطاقات الإبداعية للشباب والشابات الأفارقة في كافة المجالات وعلينا استغلال ذلك، وأضحى من الضروري سرعة العمل على تحقيق الاندماج الإقليمي وتنفيذ محاورها بشكل سريع حتى تصبح القارة الأفريقية قادرة على تحمل أية أزمات أو صدمات في المستقبل كتلك التي حدثت مع جائحة كورونا.
الدكتورة أماني أبو زيد والزميل الصحفي محمد أسعد (2)
وعن ملف البنية التحتية قالت، إن الاتحاد الأفريقي قام بإعداد المشروعات ذات الطابع الإقليمي من بينها في مجالات النقل البحري والبحري والسكك الحديد والطيران والطاقة والرقمنة، للقارة بأكملها وتحتاج إلى تمويل بحوالي 160 مليار دولار، ودورنا الآن نبحث عن التمويل لتلك المشروعات، ومن هنا جاءت أيضًا أهمية المنتدى كونه أحد الفعاليات التي تسمح بعرض هذه المشروعات أمام المستثمرين لتعريفهم بها.
وأشارت إلى أن الاتحاد الأفريقي حرص أن تكون تلك المشروعات مقاومة للتغيرات المناخية وتستخدم فيها التكنولوجيا والرقمنة في إدارة البنية التحتية وأن تعمل على ربط الريف بالحضر، وأن يكون للمرأة دور في التنمية والبنية التحتية والطاقة، ووضعنا في الاتحدا برامج للطاقة النظيفة واستغلال ثروات القارة من الغاز الطبيعي، والحقيقة أن مصر لها تجربة رائعة في مجال الاستخدامات المنزلية للغاز، بينما توجد بعض الدول مازال معظم سكانها يعتمدون على الحطب في إشعال النيران.
الدكتورة أماني أبو زيد والزميل الصحفي محمد أسعد (1)
واختتمت بقولها: إن عملية التحول ارقمي أضحت أساس البنية التحتية في القرن الواحد والعشرين، وفي أفريقيا أكثر من 60% مازال خارج حسبان الربط المعلوماتي، ومن الواجب الإسراع في التحول الرقمي، وسعدت للغاية حينما وجدت العديد من الشركات المصرية العاملة في البلدان الأفريقية في هذا المجال، والاتحاد الأفريقي أطلق خلال عام 2020 الاستيراتيجية الأفريقية للتحول الرقمي 2030.