صدر حديثًا كتابان جديدان للكاتب الصحفى والباحث السياسى السيد الحرانى، عن دار كنوز للنشر والتوزيع فى قطع كبير، جاء الكتاب الأول تحت عنوان (الجماعة الإخوانية وعسكرة السيرة النبوية) وهو عبارة عن كشف جديد ومختلف عن تلك التحايلات والألاعيب التى يمارسها قيادات الجماعة الإخوانية التى تتعمد أن تُستدعى السيرة النبوية فى غير موضعها الصحيح ليتم توظيفها من أجل إقامة دولة الخلافة الإسلامية بمفهوم عجيب وغريب، ويتطرق الكتاب لجزئية فى غاية الأهمية والخطورة وهو التأويل الخبيث للسيرة النبوية من أجل عسكرتها لصالح تيار أو فصيل أو جماعة بعينها!
ويستطرد الكتاب عبر خمسة وعشرين فصلًا شرح تحايل الإخوان بشكل خاص وعناصر جماعات الإسلام الراديكالى بشكل عام فى عرض النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية، والسيرة العطرة بصورة مشوهة مجتزئة من سياقها ومفهومها وملابسات أحداثها فكانت النتيجة صدامية!!، إذ يؤكد الكتاب أن الاستدلال بهذه النصوص يحصل ممن لم تتحقق فيه الأهلية العلمية، أو ممن شذ عن كلام أهل العلم من أجل أن يخدم فكرته.
والشاهد على ذلك شهادة الداعية محمد حسين يعقوب الأخيرة التى أدلى بها منذ أيام أمام المحكمة فى القضية التى عرفت إعلاميا باسم (خلية داعش إمبابة) إذ أكد الرجل بنفسه أن ليس من أهل التخصص للحديث والافتاء فى أمور تتعلق بالإسلام وشرائعه وفقهه، رغم أنه ظل لسنوات طويلة يفرض نفسه على المشهد الإسلامى العام داعية وفقيه إسلامى يرشد أهل الأمة الإسلامية من المحيط إلى الخليج.
فمن أجل ذلك وأكثر، يأتى كتاب الحراني؛ ليضع الأمور فى نصابها الصحيح، ويوضح المخططات التى تُحَاك ضد الإسلام والمسلمين باسم الإسلام والسيرة النبوية.
بينما حمل الكتاب الثانى عنوان (دولة المرشد.. من حسن البنا 1928 حتى محمد بديع 2013) ليستعرض رحلة طويلة وطاعنه فيما يزيد عن الـ85 عامًا من عمر الجماعة الإرهابية.. ويجيب على السؤال من أين، ولماذا بدأت الجماعة؟!
كما يفتح الكتاب ملف حساس يتعلق بأمور ما بعد وصول جماعة الإخوان الإرهابية إلى حكم مصر عام 2013 من خلال انتخابات عُلِّقت بها الكثير من الشوائب، خاصة وأن الأنظار التى اتجهت داخليًا وخارجيًا كانت كثيرة ومنها ما لم تكن تلتفت من قبل للجماعة التى ظلت عمرها كله محظورة تحاول تلك الأنظار الملتفته البحث والتنقيب عن تاريخها ومسارتها وطموحاتها.
ويتعرض الحرانى فى كتابه للعوامل الكثيرة التى أسهمت فى خروج جماعة الإخوان من رحم مدينة الإسماعيلية على يد مؤسسها حسن البنا عام 1928، والعوامل التى كانت السبب فى انتشار الجماعة داخليًا وخارجيًا، ويحلل أسباب وصول الإخوان المجرمين إلى الحكم فى مصر وأسباب سقوط ورقة التوت وخروجهم منه بثورة شعبية فى 30 يونيو 2013.
ويؤكد السيد الحرانى مؤلف الكتاب بالدلائل على استحالة عودة الظهير الشعبى داخل مصر أو خارجها إقليميا فى المنطقة العربية وأيضا عالميا فى الكثير من الدول الأوربية لدعم مشروع الجماعة الإخوانية التى طالما اعتمدت على ذلك الظهير العاطفى الساذج لسنوات طويلة بالخداع ومظلومية باطلة لأسباب كثيرة يستعرضها أهمها فضح مخططاتهم التى تستهدف السيطرة والاستحواذ من خلال التخريب والدمار ونشر ثقافة الحروب حتى ما لا نهاية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة