الأهلي لديه كل موسم جيل ذهبي.. والحضري مدرب محترف بمعنى الكلمة
مهنة التدريب تحتاج قدر كبير من الإبداع.. وسعيد بما حققته حتى الآن
خبرات الأهلي والزمالك تفوقت على إمكانيات بيراميدز .. والدورى صعب
نحتاج عامين لمنافسة الكبار.. والتعامل مع صالح ومحمد إبراهيم سهل
حينما تصفق لموهبة مثل محمد صلاح والنني، عليك أن تصفق لمن صنعهما، وحينما تحترم اجتهاد كوكا وعمر جابر وحجازي، عليك أن تتذكر من علمهم، بالتأكيد ستبهرك موهبة محمد عواد ورامي ربيعة وأيمن أشرف وصالح جمعة وأحمد الشناوي، وغيرهم، لكنك في الغالب ستنسى ضياء السيد!!، ذلك المدرب الذي قدم هذه الكنوز للكرة المصرية، ستتذكره مرة وتنساه ألف مرة، لأن هناك أبطالا قدرهم أن يعملوا في الظل.
لم يحظ ضياء السيد بالمكانة التي يستحقها حتى الآن، ولم ينل المجد الذي يليق به، الكرة فيها ذلك الجانب المظلم، الجانب الذي يعيش فيه مدربون أكفاء، يصنعون مواهب دون ضجيج، ويتألقون دون صخب، ويقدمون للكرة دون أن ينتظروا مقابل، لكن ضياء السيد قرر الثورة على هذا مؤخرا، وقرر أن تكون المنصات الإعلامية الوسيلة التي يطلق فيها قذائفه، اعتمد مبدأ المصارحة لا المجاملة، واتسمت تعليقاته وتحليلاته بالوضوح الذي جعله محط أنظار المتابعين.
ولأنه مدرب يعشق المغامرة، عاد مرة أخرى للتدريب، تلك المهنة الشاقة التي يبحث عنها عشاق المتاعب، مهنة شاقة ومرهقة إن ارتطمت الكرة بالعارضة يُقال فيها المدرب، وإذا فشل لاعب في تسجيل هدف، يدفع المدير الفني الثمن، ومع ذلك تجد العشرات يقاتلون لشغل هذه المهنة المرهقة، فلماذا!
وجهنا سؤالنا لضياء السيد حتى نستهل به حوارنا فقال:
** مهنة التدريب تحتاج من يحبها، لا يمكن أن تنجح كمدرب إلا إذا كنت محبا ومخلصا لهذه المهنة، بالطبع فيها صعوبات، لكن هذه ضريبة شغفك بها، وهي وظيفة تحتاج لقدر كبير من الإبداع.
لماذا لم يحظ ضياء السيد بمكانة تدريبية تليق بتاريخه حتى الآن؟
** بالعكس، أنا أحظى بمكانة كبيرة في الوسط الرياضي، وليس معنى أنى ابتعدت بعض الوقت عن التدريب، أنى أشعر بتجاهل، سبق أن دربت فرق كبيرة مثل إنبي وتدريب المنتخبات فئة الشباب والمنتخب الأول أيضا، كل هذه سيرة تدريبية أتشرف بها.
كيف ترى العمل مع نجم بحجم عصام الحضري في جهاز فني واحد؟
** عصام الحضري لم يُفرَض عليَّ، أنا أخترته لأني أحب الطاقة الكبيرة داخله، وهذا يمنحنا دوافع، حينما يكون لديك مدرب طموح مثل الحضري، بالتأكيد سيكون دافعا للنجاح، وأحترم شغفه بالكرة وحبه الدائم لصناعة التاريخ.
لكن الطموح أحيانا يربك الحسابات؟
** الحضري متحمس، سيكون عاجلا أم أجلا مدربا للمنتخب الوطني، هو رمز محترف يعرف دوره، يحضر المران قبل الجميع، وترى فيه حماس شاب يريد أن يثبت نفسه في كل محطة، شخصية الحضري قلما تجدها في الكرة، تاريخه وخبراته تؤهله للنجاح في جميع المهام.
صنعت العديد من النجوم أيهم أقرب لقلبك؟
** لا يمكن لأب أن يفرق بين أبنائه، محمد صلاح وحجازي والنني ورامي ربيعة وأيمن أشرف وصالح جمعة وأحمد الشناوي وعواد وعمر جابر، وغيرهم الكثير من النجوم، كلهم أبنائي، لكن كلما ازدادت مكانة اللاعب كلما زاد الفخر به، لذلك أعتبر صلاح مشروع كروي ناجح، لن يتكرر كثيرا في الكرة المصرية.
من أقلهم حظا؟ ولماذا؟
** الحظ جزء من كرة القدم، علينا أن نتقبله، أي موهبة مهما كانت قيمتها وقدرتها لا يمكنها أن تتخلى كليا عن التوفيق أو الحظ، لذلك أنا سعيد بكل أبنائي من نجح منهم، ومن لم يحالفه نفس القدر من الحظ والنجاح.
كم تحتاج من الوقت لصناعة فريق لسيراميكا يخشاه الجميع؟
** توليت المهمة في منتصف الموسم، نحتاج بعض الوقت لإكساب اللاعبين الخبرات اللازمة للمنافسة، الإدارة وضعت أهدافا محددة، نسعى لتحقيقها في الفترة المقبلة، ونحتاج عامين لوضع هذا الفريق على خريطة المسابقات.
هل يمكن لسيراميكا أن يكون بطلا للدوري المصري يوما ما؟
** التتويج بالدوري ليس صعب وشبه مستحيل، لو كانت الأمور بهذه السهولة لكان بيراميدز -بكل ما أوتي من إمكانيات مادية وفنية- حقق اللقب، 3 سنوات قضاها بيراميدز بكل الإمكانيات الكبيرة ولم يستطع الاقتراب من لقب الدوري في وجود فرق كبيرة ومتمرسة مثل الأهلي والزمالك، لذلك دعنا نكون واقعيين ولا نحلم بلقب الدوري الآن.
هدفكم هو المربع الذهبي.. فهل تملكون إمكانيات المنافسة القارية؟
** إذا حققنا هدف إنهاء المسابقة في المربع الذهبي ستكون هناك حسابات مختلفة للمنافسة في البطولات الأفريقية، إدارة سيراميكا لديها الشغف والإمكانيات والخطط التي تؤهل الفريق ليكون ممثلا مشرفا للكرة المصرية في المحافل الإفريقية، سيكون لدينا فريق قادر على غزو إفريقيا.
وكيف تتعامل نفسيا مع محمد إبراهيم وصالح جمعة؟
** تجربتي مع صالح وإبراهيم ليست جديدة، سبق ودربتهم في العديد من المناسبات، أعتبرهم مثل أبنائي، التعامل معهما سهل للغاية من الناحية النفسية، لأن علاقة المدرب باللاعب أحد مقومات النجاح.
بالحديث عن الأبناء.. هل تعرض نجلك "على" للظلم في النادي الأهلي؟
** لا أريد أن أتحدث عن نجلي، أنا مدرب محترف، وهو لاعب موهوب مثل الكثيرون من جيله، خاض تجربته في الفريق الأحمر ثم رحل، ويلعب الآن لفريق كوكاكولا، لم يدخل الأهلي لأنه نجل ضياء السيد، ولم يرحل لهذه السبب، علمته منذ الصغر أن يعتمد على نفسه، وهو الآن يحاول بمفرده تحقيق ذلك.
وما رأيك في موسيماني بعد التتويج بـ4 بطولات في أقل من موسم؟
** موسيماني حقق أكثر من المطلوب، هو مدرب جدير بالنادي الأهلي، ومعه استعاد الفريق بريقه، حقق الدوري والكاس وبطولة إفريقيا الموسم الماضي، وحقق مركز متميز في كاس العالم للأندية، وهذا الموسم حقق السوبر الأفريقي ويسير بشكل جيد في جميع البطولات.
وهل تعتقد أن الأهلي يملك جيل ذهبي حاليا؟
** الأهلي لديه جيل ذهبي في كل موسم، الفريق يستهدف البطولات ويعتبر المركز الثاني في أي بطولة، طول الوقت الأهلي مؤهل ومرشح لكل البطولات، هذه قيمة الأهلي في كل وقت وفي كل مسابقة يشارك فيها، وهذا قدر الفرق الكبيرة.
كيف ترى حظوظ القطبين في الدوري هذا الموسم؟
** الدورى صعب والمنافسة فيه طويلة ولا يمكن التنبؤ بالبطل ونحن على بعد 10 مباريات من النهاية، وبالنسبة للأهلي فلديه ما يقرب من 15 مباراة، لذلك لا يمكن الحديث عن ملامح بطل فالوقت مبكر جدا لهذا.
ننتقل لملف آخر وهو المنتخب الوطني.. كيف ترى حظوظه مع البدري؟
** المنتخب الأول يحتاج تجمعات، البدري معذور؛ لأنه يعمل في ضغوط كبيرة في ظل أزمة كورونا والتداعيات التي فرضت نفسها على كل فريق ومنتخبات العالم.
والمنتخب الأولمبي هل تثق في قدرته على التألق في الأولمبياد؟
** فريق يملك مجموعة واعدة من اللاعبين، مدربهم شوقي غريب مخلص جدا لعمله، وأتوقع أن يكون المنتخب الأولمبي في أوج تألقه في الأولمبياد.
بنسبة كام في المائة أنت راض عن قوام فريق سيراميكا؟
** فريق واعد، ليس معنى أنى توليت الفريق في نصف الموسم أنى غير راض عن الفريق؛ لأنى لو كنت لا أثق في إمكانيات اللاعبين لاعتذرت عن تدريب الفريق، ثقتي كاملة في اللاعبين الموجودين، وبالطبع ستكون هناك تدعيمات؛ لأن الاستمرار في دوري صعب مثل الدورى المصري يحتاج دوما لتجديد الدماء، وهذا يمنح المجموعة الموجودة حاليا دوافع للقتال وحجز مكان أساسي في تشكيلة الفريق.
إذا وضعت إدارة سيراميكا ميزانية مفتوحة أمامك للفوز بالدوري.. كم المبلغ الذي تحتاجه؟
** البطولات لا تحتاج للمال فقط، هناك عناصر كثيرة جدا تتحكم في الأمر، سيراميكا فريق استثماري، يضع خطط قريبة، وخطط بعيدة المدي، ونحاول تحقيق هذه الخطط من خلال استراتيجية، ولو قدر الله لي الاستمرار في عملي مع سيراميكا، سيكون هناك شكل مختلف للفريق مع مرور الوقت، وسنكون منافسا للفرق الكبيرة على كل المستويات.