جددت البريطانية شميمة بيخوم، المعروفة إعلامياً باسم "عروس داعش" مناشدتها الحكومة البريطانية لإعادتها لبلادها، وذلك فى حوار فاجأت فيه الجميع بعد ظهورها وهى ترتدي الجينز وملابس عصرية، بعد سنوات من إقامتها داخل مخيمات داعش داخل الأراضي السورية.
وفي حوارها مع صحيفة "ميرور" البريطانية، أعربت بيخوم عن ندمها للانضمام للتنظيم الإرهابي، قائلة : كنت طفلة غبية، أما الآن لقد تغييرت ميولي تماما، أصبحت طبيعية وأحب الاستماع إلى أغاني الراب، خاصة النجم كاني ويست الذي كان مرتبطاً بنجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان.
وتابعت "بيخوم": "لا أعتقد أنني كنت إرهابية.. أظن أنني كنت مجرد طفلة غبية اقترفت خطأً واحدا بالقدوم إلى هنا"، في إشارة إلى سفرها إلى سوريا وانضمامها للتنظيم.
وبدأت قصة بيخوم عندما سافرت إلى سوريا وانضمت للتنظيم قبل 6 سنوات وهي فى عمر 15 عاماً، لتتزوج وتنجب 3 أطفال قتلوا جميعا فى معارك التنظيم، وبعد الكشف عن قصتها، أقدم وزير الداخلية البريطاني السابق ساجد جاويد علي تجريدها من جنسيتها لأسباب أمنية فى فبراير 2019، وهو القرار الذي أعقبه حكماً قضائياً في فبراير الماضي برفض عودتها للأراضي البريطانية.
وخلال حوارها مع "ميرور" جددت بيخوم مناشدتها الحكومة البريطانية بالعودة لبلادها، وقالت: "أنا شخصياً لا أعتقد أنني بحاجة إلى إعادة التأهيل، لكني أرغب في مساعدة الآخرين على إعادة التأهيل، حقا أود مد العون لهم"، وشددت في حديثها على أنها ترتدى حالياً ملابس عصرية، لأن ذلك يجعلها سعيدة، ويشكل لها "فسحة أمل" في المخيم الذي تقطن فيه بسوريا.
وفى مارس 2019، ناشد زوج بيخوم، الداعشي الهولندي ياجو ريديك السلطات الهولندية والبريطانية للعودة إلى بلادهم، قائلاً فى تصريحات نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، إنه قاتل في صفوف داعش لكنه سلم نفسه لقوات سوريا الديمقراطية ليتم احتجازه فى مركز اعتقال كردى.
وقالت الإذاعة البريطانية إن ريديك يريد الآن العودة إلى هولندا مع زوجته وابنهما إلا أن هذا الطلب قوبل بالرفض وهو الأمر الذي كررته السلطات البريطانية بدورها.
وجسدت قصة "عروس داعش"، شميمة بيخوم معاناة آلاف الأطفال والمراهقين الذين تورطوا بالانضمام لتنظيم داعش الإرهابي، والذين يحلمون بالحصول علي فرصة جديدة لحياة طبيعية بعد العدول عن الأفكار الإرهابية، ففى تصريح سابق، كشف فلاديمير فوروكوف، المدير التنفيذي لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، عن وجود ما لا يقل عن 27 ألف طفل ومراهق داخل مراكز الاحتجاز والمخيمات شمال شرق سوريا، من 60 دولة مختلفة، من أبناء مقاتلي التنظيم، في وقت ترفض فيه غالبية الدول الأوروبية عودتهم مرة آخرى سواء لإعادة تأهيلهم أو لاستئناف مدد العقوبة لمن تمت إدانتهم.
وقبل أقل من عام، حسمت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل ملف عودة بيخوم، قائلة : علي شميمة أن تتخلي نهائياً عن أي أمل فى السماح لها بالعودة ، فمهمتنا هي الحفاظ علي سلامة وأمن بلادنا، ولا نريد للأشخاص الذين أفسدوا وغادروا بلادنا أن يكونوا بمثابة تعزيز لجرائم القتل وترسيخ لتلك الأيديولوجية، لا يمكننا السماح للأشخاص الذين ألحقوا بنا الضرر أن يدخلوا بلادنا – ومن بينهم هذه المرأة".