افتتحت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، والدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم، أول نموذج فى مصر لتحويل المخلفات لطاقة عن طريق التغويز اللاهوائى بقرية قلهانه التابعة لمركز إطسا، وذلك بحضور كرستيان بيرجر سفير الإتحاد الأوروبى والدكتور عمرو عبد المجيد مركز البيئة والتنمية للإقليم العربى وأوروبا "سيدارى "، والدكتور مارتينو ميلى مدير الوكالة الإيطالية للتعاون من أجل التنمية ، والدكتور على أبو سنة مساعد وزيرة البيئة للمشروعات .
وأكدت وزيرة البيئة أن المشروع هو قصة نجاح أخرى تضاف إلى قصص النجاح التى تسعى وزارة البيئة لخلقها كنماذج رائدة تقدم حلولا للمشكلات البيئية ، وتساعد على تحسين البيئة المصرية من منظور اقتصادى واجتماعى يضمن تحقيق التنمية المستدامة، حيث يهدف المشروع إلى التخلص الآمن من المخلفات الصلبة البلدية والمخلفات الزراعية واستغلالها لانتاج طاقة وسماد حيوي، مع دعم المجتمعات الريفية بمحافظة الفيوم وتحسين مستوى المعيشة.
وأوضحت وزيرة البيئة أن المشروع يأتى ضمن إجراءات تنفيذ البرنامجين الأول والثالث فى منظومة الإدارة المتكاملة للمخلفات البلدية وهما إنشاء البنية التحتية والدعم المؤسسى والمشاركة المجتمعية، مؤكدة أنه مع حتمية التحرك السريع لتحقيق تنمية شاملة سريعة كان لابد من العمل على برامج منظومة إدارة المخلفات على التوازي، فبدأنا فى إنشاء البنية التحتية فى 2018 ، وأيضا العمل على إعداد أول قانون لإدارة المخلفات الذى صدر فى 2020 كنا أن المشروع يعد نموذجا لتطبيق فكرة الاقتصاد الدوار الذى يقوم على إعادة الاستخدام بتوفير عائد اقتصادى وفرص للعمل والاستثمار.
وقالت الوزيرة: "رغم أهمية التعاون مع شركاء التنمية فى استقدام التكنولوجيات المتطورة، لكن منذ اليوم الأول للعمل بهذا المشروع ورغم تعثره قامت الجهات الوطنية كالهيئة العربية للتصنيع والانتاج الحربى على توطين هذه التكنولوجيا والعمل على نشرها، وتعد تلك التكنولوجيا استكمال لمساهمات وزارة البيئة فى مبادرة "حياة كريمة" التى بدأت مع نشر فكر وحدات البيوجاز التى تقوم على الاستفادة من المخلفات الزراعية وروث الحيوانات لتحويلها لطاقة للأغراض المنزلية وسماد عضوي، ثم يأتى مشروع التغويز اللاهوائى كنموذج آخر للتعامل مع المخلفات الزراعية والبلدية لإنتاج سماد وكهرباء، موضحة أن التوسع فى إتاحة التكنولوجيات التى تتناسب مع اختلاف طبيعة المحافظات المصرية يساعد على نجاح التنفيذ والتطبيق".
وأضافت الدكتورة ياسمين فؤاد أن المشروع لا يساعد فقط على حل مشكلة محلية لإحدى القرى المصرية ولكن يساعد أيضا على وفاء مصر بالتزاماتها الدولية، من خلال إيجاد حلول لقطاع للمخلفات الصلبة البلدية الذى يمثل ثالث قطاع متسبب فى غازات الاحتباس الحراري، ما يقدم رسالة للعالم أن مصر بالتزامن مع تنفيذها لاجراءات التنمية السريعة تراعى الأبعاد البيئية وتفى بالتزاماتها الدولية فى اتفاق المناخ.
وتوجهت وزيرة البيئة بالشكر لكل من ساهم فى الخروج بهذا المشروع، ومحافظ الفيوم الذى وفى بالعهد وحرص على الانتهاء من المشروع على أكمل وجه، ودعم وزير الكهرباء للمشروع بربط المحطة على شبكة الكهرباء ليكون اول نموذج مصغر لمشروع تحويل المخلفات لطاقة كهربية، بالإضافة إلى مركز سيدارى الشريك الأساسى فى التنفيذ، و شركاء التنمية.
وقال والدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم إن مشروع التغويز اللاهوائى نتيجة للتعاون الوثيق بين المحافظة ووزارة البيئة ويعد رسالة مهمة للتأكيد على الدور المهم للوزارة فى الحفاظ على البيئة، والعمل على إنجاز المشروعات الاستثمارية الكبرى، خلال الفترة الماضية، لافتاً الى تشغيل مشروع التغويز اللاهوائى لتدوير القمامة بقرية قلهانة التابعة لمركز إطسا، نتيجة لهذا التعاون البناء، ويعد المشروع مثالاً واضحاً للإرادة وتوظيف التمويل بالشكل الأمثل.
وأضاف محافظ الفيوم أن اختيار الموقع السليم لتنفيذ المشروعات البيئية يعد من وسائل النجاح، بعد المراجعة مع وزارة البيئة، كما تعمل المحافظة لتذليل العقبات أمام المشروعات الخدمية والتنموية بما يعود بالنفع على المواطنين، لافتاً إلى أن مشروع التغويز اللاهوائى لتدوير المخلفات الصلبة والزراعية لانتاج طاقة كهربائية وسماد عضوي، فضلاً عن توفير فرص العمل، ويقوم المشروع على تدوير كافة المخلفات الصلبة والزراعية عدا الحديد والزجاج، لانتاج سماد وطاقة مشيراً إلى أنه يجرى دراسة تنفيذ المشروع بقرية تونس السياحية.
وأوضح محافظ الفيوم أن المشروع نموذج إيجابى لكيفية إدارة الدولة لملفاتها من خلال العمل التشاركى بين مؤسساتها من جانب والدول المانحة من جانب آخر، فضلاً عن كونه أحد محاور التنمية بالقطاع البيئي، له أهدافه وفوائده، ومردوده الاقتصادي، كما قدم المحافظ شكره لوزيرة البيئة وسفير الاتحاد الأوروبى وممثلى الجهات المشاركة والحضور.
ومن جانبه، أعرب كريستيان بيرجر سفير الإتحاد الأوروبى عن سعادته بالتعاون مع وزارة البيئة لتنفيذ تلك المشروعات التنموية فى مصر بالتعاون مع القطاع الخاص، موضحاً أهمية هذه المشروعات فى كونها تعتمد على المجتمع المحلى ومتطلباته و على مشاركة القطاع الخاص، مشيراً إلى أن هذه الوحدة تعد من المشروعات المميزة التى تنفذ لأول مرة فى مصر وتعتبر مثالاً رائعاً للعالم يحتذى به ، مُشيداً بإهتمام وزيرة البيئة بتنفيذ مثل هذه المشروعات كأداة لتشجيع المجتمعات الأخرى على الإتجاه نحو تنفيذ هذه المشروعات.
وأعرب الدكتور عمرو عبد المجيد ممثل مركز سيدارى أيضا عن سعادته بالشراكة المثمرة بين المركز ووزارة البيئة وكان إحدى ثمارها افتتاح أول نموذج لتحويل المخلفات لطاقة بالفيوم كجزء من مشروع الاستثمار المستدام فى المخلفات الزراعية والصلبة بالتعاون بين وزارة البيئة وسيدارى وتمويل من الاتحاد الأوروبى، حيث كان المركز شريما أساسيا فى مشروع التغويز اللاهوائى بدءا من إجراء الدراسات والتخطيط حتى الإنشاء وانتهاء التنفيذ.
وأضاف أيضا أن مركز سيدارى قام بتوعية 3 آلاف رجل وسيدة بأضرار المخلفات وطرق الاستفادة منها، وتمكين 100 شاب وتنمية مهاراتهم لتأهيلهم على ريادة الأعمال فى مجال الاستثمار فى المخلفات، إلى جانب توفير 15 معدة كفرصة عمل للشباب والفتيات، وتدريب السيدات على الفصل من المنبع لتمكينهم من تدوير المخلفات بعد فصل والحصول على عائد مادى مقابل بيعها.
الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة
جابن من اللقاء
وزيرة البيئة ومحافظ الفيوم