خطوات ثابته تتخذها الدولة المصرية نحو التحول للاقتصاد الأخضر وتشجيع المواطنين على اتخاذ خطوات نحو هذه الخطوة، حيث تم اليوم افتتاح أول نموذج فى مصر لتحويل المخلفات لطاقة عن طريق التغويز اللاهوائى بقرية قلهانة التابعة لمركز إطسا.
ويعد المشروع قصة نجاح أخرى تضاف إلى قصص النجاح التى تسعى وزارة البيئة لخلقها كنماذج رائدة تقدم حلولا للمشكلات البيئية وتساعد على تحسين البيئة المصرية من منظور اقتصادى واجتماعى يضمن تحقيق التنمية المستدامة، حيث يهدف المشروع إلى التخلص الآمن من المخلفات الصلبة البلدية والمخلفات الزراعية واستغلالها لانتاج طاقة وسماد حيوي، مع دعم المجتمعات الريفية بمحافظة الفيوم وتحسين مستوى المعيشة.
وأوضحت وزيرة البيئة أن المشروع يأتى ضمن اجراءات تنفيذ البرنامجين الأول والثالث فى منظومة الإدارة المتكاملة للمخلفات البلدية وهما إنشاء البنية التحتية والدعم المؤسسى والمشاركة المجتمعية، مؤكدة أن مع حتمية التحرك السريع لتحقيق تنمية شاملة سريعة كان لابد من العمل على برامج منظومة إدارة المخلفات على التوازي، فبدأنا فى إنشاء البنية التحتية فى 2018 وأيضا العمل على إعداد اول قانون لإدارة المخلفات الذى صدر فى 2020، كنا أن المشروع يعد نموذجا لتطبيق فكرة الاقتصاد الدوار الذى يقوم على إعادة الاستخدام بتوفير عائد اقتصادى وفرص للعمل والاستثمار.
أضافت: "رغم أهمية التعاون مع شركاء التنمية فى استقدام التكنولوجيات المتطورة، لكن منذ اليوم الأول للعمل بهذا المشروع ورغم تعثره قامت الجهات الوطنية كالهيئة العربية للتصنيع والانتاج الحربى على توطين هذه التكنولوجيا والعمل على نشرها، وتعد تلك التكنولوجيا استكمال لمساهمات وزارة البيئة فى مبادرة "حياة كريمة" التى بدأت مع نشر فكر وحدات البيوجاز التى تقوم على الاستفادة من المخلفات الزراعية وروث الحيوانات لتحويلها لطاقة للأغراض المنزلية وسماد عضوي، ثم يأتى مشروع التغويز اللاهوائى كنموذج آخر للتعامل مع المخلفات الزراعية والبلدية لإنتاج سماد وكهرباء، موضحة أن التوسع فى إتاحة التكنولوجيات التى تتناسب مع اختلاف طبيعة المحافظات المصرية يساعد على نجاح التنفيذ والتطبيق".
أوضحت أن المشروع لا يساعد فقط على حل مشكلة محلية لإحدى القرى المصرية ولكن يساعد أيضًا على وفاء مصر بالتزاماتها الدولية، من خلال إيجاد حلول لقطاع للمخلفات الصلبة البلدية الذى يمثل ثالث قطاع متسبب فى غازات الاحتباس الحراري، مما يقدم رسالة للعالم أن مصر بالتزامن مع تنفيذها لإجراءات التنمية السريعة تراعى الأبعاد البيئية وتفى بالتزاماتها الدولية فى اتفاق المناخ.
يشار إلى أن مشروع التغويز اللاهوائى يعد رسالة مهمة للتأكيد على الدور المهم للحكومة فى الحفاظ على البيئة، والعمل على إنجاز المشروعات الاستثمارية الكبرى، خلال الفترة الماضية، وهو مثالاً واضحاً للإرادة وتوظيف التمويل بالشكل الأمثل.
ويعد اختيار الموقع السليم لتنفيذ المشروعات البيئية يعد من وسائل النجاح، بعد المراجعة مع وزارة البيئة، كما يتم العمل على تذليل العقبات أمام المشروعات الخدمية والتنموية بما يعود بالنفع على المواطنين، فمشروع التغويز اللاهوائى ليس فقط لتدوير المخلفات الصلبة والزراعية لإنتاج طاقة كهربائية وسماد عضوي، لكنه يوفر فرص عمل، ويقوم على تدوير كافة المخلفات الصلبة والزراعية عدا الحديد والزجاج، لإنتاج سماد وطاقة .
الجدير بالذكر أن المشروع نموذج إيجابى لكيفية إدارة الدولة لملفاتها من خلال العمل التشاركى بين مؤسساتها من جانب والدول المانحة من جانب آخر، فضلاً عن كونه أحد محاور التنمية بالقطاع البيئي، له أهدافه وفوائده، ومردوده الاقتصادي، كما قدم المحافظ شكره لوزيرة البيئة وسفير الاتحاد الأوروبى وممثل الجهات المشاركة والحضور.
وأوضح الدكتور على أبو سنة مساعد وزيرة البيئة للمشروعات أن المشروع يأتى ضمن جهود وزارة البيئة فى تنفيذ منظومة الإدارة المتكاملة للمخلفات على مستوى الجمهورية، والتى كان أهم ثمارها إصدار أول قانون لإدارة المخلفات بمصر، ويأتى هذا المشروع كنتاج للشراكة بين وزارة البيئة من خلال مؤسسة الطاقة الحيوية ومركز سيدارى والاتحاد الأوروبى كأول نموذج حقيقى لتحويل المخلفات لطاقة كهربية وسماد عضوي، الذى يعد الأول من نوعه فى مصر، حيث أن هذه التقنية ذات انبعاثات صفرية، وهو مشروع إرشادى بسعة 2.5 طن فى اليوم وقدرة انتاجية 100 كيلووات ساعة من الطاقة الكهربية، و يعتمد على اللامركزية فى تدوير المخلفات واستغلالها مما يساهم فى القضاء على مشكلة تجميع المخلفات الصلبة البلدية من المنبع وكذلك توفير فرص عمل دائمة للشباب.