عند النظر سريعًا على المنتخبات المتأهلة إلى دور الـ16 فى أمم أوروبا "يورو 2020" المقامة حاليًا وتستمر حتى 11 يوليو المقبل، نجد أن المنافسة على اللقب تتجه إلى الانحصار بين المنتخبات الكبيرة فقط، فعلى الرغم من توقعات الكثيرين بأن النسخة الحالية سيكون لها طعم مختلف من حيث المنافسة والتنظيم وعودة الجماهير في زمن كورونا، لكن على أرض الواقع اتضح أن الأمور تسير صوب مناداة البطولة أحد فرسانها الفائزين بألقاب النسخ السابقة.
بنظرة تحليلية قاصرة على المنتخبات المتأهلة إلى ثمن النهائي، سنرى أن ألمانيا وإسبانيا تبحثان عن استعادة طعم البطولات-رغم الظهور غير المبشر في دور المجموعات-، إلا أنهما مستمران في السير خلف هدف واحد وهو الانفراد بالأكثر تتويجًا لأمم أوروبا تاريخيًا، حيث إنهما يتساويان في عدد مرات الفوز، خصوصًا أن الماكينات حصدت اللقب 3 مرات أعوام 1972، 1980، و1996، ونفس الحال للماتادور الحائز على اللقب أعوام 1964، 2008 و2012.
وبالنظر إلى فرنسا- بطلة كأس العالم في نسخته الأخيرة، سنجد أنها ترغب بكل تأكيد في الحفاظ على بريقها والبحث عن اللقب الثالث في تاريخها، حيث إنها توجت بالبطولة مرتين عامي 1984 و2000، ومطاردة الألمان والإسبان على الأكثر تتويجًا.
بينما بدا واضحا أن إيطاليا ترغب هي الأخرى في العودة إلى زمن البطولات بعد حضور لافت للنظر في مرحلة المجموعات، حيث أنها حصدت اللقب مرة واحدة عام 1968، ونفس الموقف لمنتخبات التشيك (مرة واحدة عام 1976)، وهولندا (مرة واحدة عام 1988)، والدنمارك (مرة واحدة عام 1992).
أما البرتغال التي حققت البطولة مرة واحدة في تاريخها بنسخة 20016 هدفها الحفاظ على اللقب.
فيما تسعى إنجلترا بكل قوة إلى فك العقدة وحصد اللقب للمرة الأولى في تاريخها.
في حين أن بلجيكا تعد من المنتخبات القوية حاليًا ولها حظوظ كبيرة هي الأخرى، أما الباقون السويد وويلز والنمسا وكرواتيا وسويسرا وأوكرانيا فأغلبهم يريدون أن يبتسم لهم الحظ في لعب دور الحصان الأسود.
كما أنه على الرغم اكتظاظ البطولة بالنجوم الصغار اللامعين على الساحة العالمية خلال الفترة الأخيرة وتألق العديد منهم بدور المجموعات، لكن يبقي الأسطورة كريستيانو رونالدو الأبرز على الإطلاق، وهذا ليس بناءً على رأيي الشخصي، وإنما وفقًا للغة الأرقام، حيث أشار موقع "هو سكورد" العالمي المتخصص في الإحصائيات، أن النجم البرتغالي هداف البطولة برصيد 5 أهداف الأعلى تقييما في يورو 2020 حتى الآن بـ8.6.
فعليًا فإن الدون -36 عامًا- صاحب البصمة الأكبر في البطولة خلال مرحلة المجموعات، بعد أن قاد منتخب البرتغال للتأهل إلى دور الـ 16، خصوصًا أن ساهم في 6 أهداف مع برازيل أوروبا من خلال تسجيل 5 وصناعة هدف، وهو أكبر معدل يحقق لاعب في النسخة الحالية.
وأعتقد أن كريستيانو رونالدو حال قيادته البرتغال لعبور بلجيكا في موقعة ثمن النهائي، سيكون أمامه فرصة كبيرة لتكرار إنجاز الفوز ببطولة أمم أوروبا الماضية " يورو 2016"، بعد أن حدث نفس سيناريو النسخة الحالية عبر الصعود كأحسن ثوالث، وتدرجوا في البطولة وصولًا لحصد اللقب.
كل المعروض سابقًا، يؤكد أن يورو 2020 هي بطولة الكبار فقط، فهل يستمر الوضع كما هو عليه ويتوج باللقب أحد الفرسان السابقين.. أم تحدث مفاجآت مدوية وتختار البطولة فارس جديد؟.. نحن لمنتظرون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة