عقد المجلس الوزارى للأمن الوطنى، اليوم الإثنين، اجتماعا طارئا برئاسة رئيس مجلس الوزراء العراقى، القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمى، خصص لمناقشة تداعيات القصف الأمريكى الذى طال موقعاً على الحدود العراقية السورية، كما ناقش استهداف المجرمين والمخربين والجماعات الإرهابية محطات توليد الطاقة الكهربائية وأبراج نقلها.
وقد أعرب المجلس الوزارى للأمن الوطنى العراقى فى بيان له عن استنكاره الشديد وإدانته للقصف الأمريكى الذى استهدف موقعا على حدودنا مع سوريا، واكد أن هذا الاعتداء يمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة العراقية، ترفضه كل القوانين والمواثيق الدولية، ويدرس المجلس اللجوء إلى كل الخيارات القانونية المتاحة لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات التى تنتهك أجواء العراق وأراضيه، بالإضافة إلى إجراء تحقيق شامل فى ظروف الحادث ومسبباته والعمل على عدم تكراره مستقبلا.
وشدد المجلس على رفضه الكامل جعل العراق ساحة لتصفية الحسابات، أو استخدام أراضيه وسمائه للاعتداء على جيرانه، فى الوقت الذى عززت فيه الحكومة العراقية خطواتها بانتهاج سياسة هادئة، واعتماد مبدأ الحوار سبيلا للحد من حدة الصراعات وتحقيق الأمن والاستقرار فى العراق والمنطقة، مؤكدا أن الحكومة لديها جلسات حوار متواصلة مع الجانب الأمريكى، وصلت إلى مراحل متقدمة والى مستوى البحث فى التفاصيل اللوجستية، لانسحاب القوات القتالية من العراق والذى سيتم الإعلان عن تفاصيله لاحقا.
الكاظمى يرأس اجتماع مجلس الأمن الوطنى العراقي
وفيما يخص استهداف محطات توليد الطاقة الكهربائية وأبراج النقل من قبل جماعات مسلحة تخريبية وإرهابية، أكد المجلس الوزارى للأمن الوطنى العراقى، أنه فى الوقت الذى بدأ انتاج الطاقة الكهربائية بالارتفاع ووصل إلى أكثر من 20 الف ميجا وات، وهو الأعلى فى تاريخ الدولة العراقية، فضلاً عن الطاقة المستوردة، وأيضا افتتاح الحكومة للعديد من المشاريع المعطلة والمتلكئة بعد تذليل الصعاب والاشكالات التى تعيقها من أجل توفير الطاقة الكهربائية للمواطنين، موضحا أن هناك مجاميع تخريبية وإرهابية تسعى لإرباك الأوضاع باستهدافها المحطات والأبراج، ما تسبب بفقدان الطاقة المجهزة للمناطق فى بغداد والفرات الأوسط، وفاقم من معاناة المواطنين.
وأوضح المجلس أن القوات الأمنية العراقية تبذل جهوداً كبيرة لحماية أبراج الطاقة الكهربائية، حيث تحتوى الشبكة الوطنية على 46 ألف برج، وإن كلفة إصلاح كل برج متضرر تصل إلى 30 مليون دينار عراقى، كما أن هناك مستحقات متأخرة للمستثمرين بالمليارات، وللدول التى نستورد منها الطاقة والغاز، مؤكدا أن هذه المستحقات لم يجر تضمينها فى الموازنة، حيث تعرّضت بعض التخصيصات إلى الحذف خلال المناقشة البرلمانية، فى الوقت الذى عانت فيه الشبكة الكهربائية من أكثر من 35 هجوماً تخريبياً فقط فى عام 2021.
فيما أدان المتحدث الرسمى باسم القوات المسلحة العراقية، الاثنين، الهجوم الجوى الأمريكى الذى استهدف ليلة أمس موقعاً على الحدود العراقية السورية، مؤكدا أن ذلك يمثل انتهاكا سافرا ومرفوضاً للسيادة العراقية وللأمن الوطنى العراقى وفق جميع المواثيق الدولية.
وجدد العراق - فى بيان للمتحدث باسم القوات المسلحة العراقية - رفضه أن يكون ساحة لتصفية الحسابات ويتمسك بحقه فى السيادة على أراضيه ومنع استخدامها كساحة لردود الفعل والاعتداءات.
ودعا المتحدث باسم القوات المسلحة العراقية إلى التهدئة وتجنب التصعيد بكل أشكاله، مؤكدين أن العراق سيقوم بالتحقيقات والإجراءات والاتصالات اللازمة على مختلف المستويات لمنع حصول مثل هكذا انتهاكات.
بدورها، أدانت وزارة الخارجيّة العراقية الهجومَ الجوى ليلة أمس والذى طالَ موقعاً على الحدودِ العراقيّةِ السوريّة، مجددة رفضها التام أن يكونَ العراقُ طرفاً فى أى صراعٍ أو مواجهةٍ لتصفيةِ الحسابات على أراضيه وبما يُعَدُّ اعتداء وانتهاكا للسيادة الوطنيّة وخروجاً صريحاً عن الأعرافِ والمواثيقِ الدوليّة.
وأكد الخارجية العراقية فى بيان لها تمسكها بسيادة العراق ووحدته وبالارتكان لكلِّ ما من شأنه تعزيز ذلك، عبرَ استدامة التنسيق والتواصل مع مختلف الأطراف ومن خلال المبادرات والمساعى الدبلوماسيّة التى تضمن عدم تكرار مثل هذه الأعمال العِدائيّةِ المرفوضة والمُدانة.
وأشارت الخارجية العراقية إلى أن حكومةَ بغداد ماضيّةٌ بإجراءاتها التحقيقيّة وبما يكفل الحق السيادى فى ذلك، منعاً لأى تصعيدٍ نراهُ يخلّ بأمن العراق واستقراره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة