بعد حالة من الاحتفال شهدتها الولايات المتحدة بنهاية قيود كورونا والتخلى عن ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعى مع تراجع عدد الإصابات وزيادة معدلات التطعيم، فإن الأمر تسير فى اتجاه معاكس الآن على ما يبدو مع زيادة حالات كورونا فى بعض المناطق وسط انتشار لمتغير دلتا، فى الوقت الذى تتراجع فيه معدلات التطعيم حتى أن هدف الرئيس بايدن بحصول 70% من سكان الولايات المتحدة على التطعيم بحلول أعياد الاستقلال فى الرابع من يوليو القادم لن يتحقق.
وبرغم ذلك، قالت مجلة بولتيكو الأمريكية إن كبار مسئولى الصحة بإدارة بايدن، الذين يحاولون إبطاء انتشار متغير دلتا لفيروس كورونا، قد تخلوا بشكل كبير عن إمكانية إعادة أوامر ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعى، مفضلين حملة واسعة للتثقيف عن اللقاح.
وقد ناقشت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية ووزارة الصحة والخدمات البشرية وفريق عمل كوفيد 19 بالبيت الأبيض ما إذا كانوا سيضغطون على رؤساء البلديات وحكام الولايات فى الغرب الأوسط والجنوب، حيث ينتشر متغير كورونا "دلتا" بشكل واسع، لإعادة أوامر ارتداء الكمامة، بحسب ما قال ثلاثة مسئولون رفيعو المستوى بإدارة بايدن.. إلا أن الإدارة خلصت فى نهاية الأمر بأن الكثير من الأشخاص الذين لم يتلقوا التطعيم كانوا أيضا ممن يرفضون ارتداء الكمامة.
وبدلا من ذلك، ستحاول الحكومة الفيدرالية إقناع الأمريكيين الرافضين للتطعيم، بالعمل مع مسئولي الولايات والأعضاء محل الثقة فى المجتمعات، والحديث عن فوائد اللقاح، وفقا للمصادر.
ولا يثق فريق الرئيس فى أن الحملة الجديدة ستغير التفكير، لكنه يتراجع عن الرسالة القديمة نسبيا لأن كبار مسئولى الإدارة لا يعلمون إذا كانت التكتيكات الأخرى ستنجح.
وتلقى 46% من الشعب الأمريكى لقاح كورونا، وتراجع عدد الجرعات التي تم حقنها إلى حوالى 300 ألف فقط يوميا منذ السابع من يونيو، فوقا مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية.
وتقول بولتيكو إن معدلات التطعيم المتراجعة تسلط الضوء على مدى معاناة البيت الأبيض لإيجاد سبل جديدة أفضل لإقناع الأمريكيين بالحصول على التطعيم، فى الوقت الذى يعانى فيه باقى العالم لتأمين الجرعات. ويثير ذلك أسئلة أيضا حول كيفية ستدير الحكومة الفيدرالية زيادة حالات كورونا المرتبطة بمتغير دلتا فى الأشهر القادمة، مع عودة الشركات والمدارس للعمليات العادية.
من ناحية أخرى، دعا خبراء الصحة إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى فعل المزيد للتشجيع على استخدام شهادات وجوازات سفر لقاح كورونا، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذا هيل".
وأوضحت الصحيفة أن البيت الأبيض ظل حتى الآن بعيدا ما رأى أنه قضية تخص أصحاب العمل من القطاع الخاص. وكانت إدارة بايدن قد قالت مرارا أنه لن يتم تطبيق جوازات سفر كورونا على المستوى الفيدرالي، لكنه لم يمنع الشركات من الخيار الشخصى بتطبيق الفكرة. كما ابتعد المسئولون عن استخدام الأمر الإلزامى بين الموظفين الفيدراليين أو بين القوات العسكرية.
وقال وزير النقل الأمريكي بيت بوتيجيج مؤخرا إنه لو أن شركة أرادت أن تتخذ خطوات للحفاظ على سلامة العاملين أو الركاب، فإنه يعتقد أنه من منظور حكومي يريدون فعل كل ما يمكنهم للتشجيع على ذلك".
وتلفت الصحيفة إلى عدم وجود طريقة فى الولايات المتحدة لتحديد الأشخاص الذين تلقوا لقاح كورونا ومن لم يفعل بدون طلب دليل، لكن الحكومة الفيدرالية الأمريكية لم تعط أي توجيه أو دعم للشركات التي تريد المطابة بدليل الحصول على اللقاح من الموظفين والعملاء.
ومع عدم تحقيق هدف الرئيس جو بايدن بتطعيم 70% من الأمريكيين بجرعة واحدة على الأقل بحلول الرابع من يوليو، فإن الخبراء يطالبون بمزيد من الدعم للقرارات الإلزامية ولجوازات السفر التي يمكن أن تساعد فى تعزيز معدلات التطعيم.
وقالت لينا وين، خبيرة الصحة العامة فى جامعة جورج واشنطن ومفوضة الصحية السابقة فى بالتيمور إنه لا ينبغى أن تكون إدارة بايدن شديد الحساسية بشأن التحقق من اللقاح. وأضافت أنه كان ينبغي أن تدعم الإدارة نظام تحقق موحد، واصفة ذلك بأنه فرصة ضائعة لزيادة معدلات توزيع اللقاح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة