تعد ثورة 30 يونيو 2013 أحد المراحل التاريخية الهامة فى مصر، مثلها مثل ثورة 1919 و ثورة 1952 و حرب أكتوبر 1973، وكلها مراحل وطنية عظيمة تخلد وتوثق تاريخ المصريين الضارب فى عمق الحضارة الإنسانية عموما، ومع ذلك فإن ثورة 30 يونيو لها ما يميزها عن الوقائع الكبرى التى مرت على تاريخ مصر، أبرز تلك المميزات وأخطرها هى أنها ثورة فى عصر السوشيال ميديا والانفتاح على العالم، فصار التأريخ لها أكثر تشعبا وأكثر تخوفا، خاصة أنها ثورة يقف لها أعداء ظاهرين و معروفين بالإسم والتوجه، كما أنها ثورة ذات طبيعة خاصة فى التحرك الشعبى المصرى، فعادة الثورات تقوم ضد النظام لكن ثورة 30 يونيو حملت فلسفة جديدة تتماشى مع الدراما فى حياة المصريين، فكانت ثورة ضد جماعة وفصيل داخل مصر، لكنه فصيلا كان مؤسسا للإرهاب وداعما له، وتكشف ذلك بصورة أكثر وضوحا بعد 30 يونيو، فخرج المصريون وقتها ليس ضد رئيسا ولكن ضد جماعة بأكلمها وتشعباتها.
ثورة 30 يونيو تضمنت فى مفهومها الواسع تضافر كتل الشعب الصلبة بحيث توحدت رؤيتهم حول هدف واحد يتمثل فى جلاء جماعة من الإرهابيين كانوا يتطلعون لاختطاف الوطن، وصولا للنقلة النوعية ما بعد 30 يونيو من البناء والتعمير الذى شمل كافة ربوع مصر.
كما أن المصريون لم يكن فى تصوراتهم أن مصر لم تمتلك شيئا حتى 30 يونيو 2013 ، وأن الدولة الجديدة التي أكرمنا الله بها، هى الفائدة الأعظم فى العقود الأخيرة، كما قال الرئيس السيسي بأن كرم الله واسع على المصريين، لأن الشواهد في حقيقتها تؤكد أننا لو فى تلك الظروف وفى وقت آخر كانت مصر ستشهد سيناريوهات مظلمة للغاية، لكن كرم الله فى تلك المرحلة أن تولى أمر مصر رجال يؤمنون بها ويعلمون قيمتها الحقيقية، وهو ما ساعد على القفزات غير المسبوقة فى تاريخ مصر، ويبشر بمستقبل أفضل فيما هو قادم، وما تم تحقيقه فى مصر فى الثماني سنوات يعتبر جوهر الفلسفة الجديدة للجمهورية الناشئة بعد آلاف السنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة