تعرضت الولايات المتحدة لأكثر من 15 ألف حادث قرصنة إلكترونية ضد المنظمات العام الماضى وحده، وفقًا لما قاله بريت كالو محلل التهديدات فى شركة الأمن السيبرانى "ايمسوفت" لشبكة سى إن إن الأمريكية.
وقال كالو إن الهجمات كلفت الولايات المتحدة ما بين 596 مليون دولار و2.3 مليار دولار فى عام 2020 بمدفوعات فدية وخسارة فى الإنتاجية، وأضاف أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى على الأرجح، لأن تقديرات الشركة لا تمثل سوى الحالات المؤكدة لحوادث برامج القرصنة.
مدير الـfbi
قارن مكتب التحقيقات الفيدرالي سلسلة الهجمات الإلكترونية الأخيرة على الحكومة الأمريكية وكيانات الشركات بالصعوبات الدفاعية التي قدمتها هجمات الحادى عشر من سبتمبر الإرهابية.
كما كشف كريستوفر راى، مدير مكتب التحقيقات الفدرالى، أن الوكالة تحقق فى حوالى 100 نوع من برامج الفدية، مع عودة العديد منها إلى المشغلين في روسيا.
وقال راى لصحيفة وول ستريت جورنال: "هناك الكثير من أوجه الشبه، وهناك الكثير من الأهمية، والكثير من التركيز من جانبنا على التعطيل والوقاية"، مضيفًا: "هناك مسؤولية مشتركة ، ليس فقط عبر الوكالات الحكومية ولكن عبر القطاع الخاص وحتى المواطن الأمريكى العادى".
وتأتى تعليقاته فى أعقاب هجومين رئيسيين، استهدفا صناعات معالجة اللحوم والنفط والغاز في الولايات المتحدة، مما أدى إلى توقف عملياتها مؤقتًا كما استهدفت الهجمات العديد من أنظمة الحكومات المحلية عبر الإنترنت.
وكشفت شركة JBS ، التي توفر أكثر من 20 % من جميع لحوم البقر في أمريكا، أن جميع مصانعها أغلقت يوم الأحد الماضي بسبب هجوم قرصنة، كما أكدت شركة كولونيال، التي تشغل أكبر خط أنابيب للوقود في الولايات المتحدة ، في 19 مايو أنها دفعت 4.4 مليون دولار لمجموعة من المتسللين الذين اخترقوا أنظمة الكمبيوتر الخاصة بها قبل أسبوعين.
وينقل خط الأنابيب حوالى 45% من البنزين المستخدم على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وأدى التوقف الذى دام أسبوعًا تقريبًا إلى حدوث بعض عمليات الشراء الذعر ونقص الغاز فى محطات الوقود، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
فى حين أن هذه الهجمات على شركات الغاز والنفط واللحوم كانت الأكثر شهرة في الآونة الأخيرة، وقال وراى إنها تشكل جزءًا صغيرًا من متغيرات برامج الفدية التى يتم التحقيق فيها الآن من قبل السلطات الفيدرالية، موضحًا أن كل نوع من 100 نوع من برامج الفدية قد أثر على ما يقرب من 12 إلى 100 هدف.
وكانت إدارة بايدن على اتصال مع روسيا بشأن الهجوم السيبراني على شركة جي بي إس، وأخطرت JBS الإدارة بأن طلب الفدية جاء من منظمة إجرامية على الأرجح مقرها في روسيا.
وفي نفس السياق، أكد الرئيس جو بايدن على الضغوط المفروضة على روسيا من أجل ملاحقة المجرمين الإلكترونيين، وقالت صحيفة "ذا هيل" أن الهجمات المتتالية من الجماعات المتمركزة فى روسيا تزيد المخاطر بالنسبة للقمة المفترض انعقادها شهر يونيو الجارى بين الرئيسين الأمريكى جو بايدن والروسى فلاديمير بوتين، والتى ستكون بمثابة أول اجتماع مباشر بين الزعيمين منذ تولى بايدن منصبه.
ومن جانبها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكى: "بالتأكيد سيكون هذا الأمر موضوعا للنقاش، لأن إيواء الكيانات الإجرامية التى تعتزم إلحاق الضرر والتى تضر بالبنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة، يعد أمرا غير مقبول".
كما شددت ساكى على أن الإدارة الأمريكية أثارت مخاوف بشأن الهجمات المتعددة المرتبطة بروسيا على المنظمات الأمريكية الحيوية وأن حماية البنية التحتية الأمريكية، ذات أهمية قصوى للأمن القومى الأمريكى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة