سادت حالة من الجدل في الأيام القليلة الماضية بعد نشر أحد الآباء صورة من قائمة منقولات ابنته تحتوى على عبارة "من اؤتمن على العرض لا يسأل على مال"، فى إشارة إلى أنه لن يكتب أية مبالغ مالية فى ورقة قائمة المنقولات، الأمر الذي جعل الكثيرين يشاركون تجربتهم مع كتابة قائمة المنقولات الزوجية ومدى تأثيرها جدية الرجل فى الحفاظ على الحياة الزوجية، ومنهم أهل النوبة الذين أكد غالبيتهم أنه لا وجود لقائمة المنقولات داخل اتفاق الزواج فى العادات والتقاليد النوبية، فيستعرض "اليوم السابع" مع عدد من أهل النوبة تجربتهم في الزواج والعرف لديهم.
رابعة وزوجها
رابعة فاروق : مفيش قايمة لأن الراجل ملتزم أمام كبار العائلة
قالت رابعة فاروق وهي سيدة عشرينية من أهل النوبة إنه في اتفاق الزواج لدى النوبيين لا يوجد شيء يسمى قائمة منقولات زوجية، وأضافت عن اتفاق عائلتها اثناء تقدم زوجها لطلب يدها أن من عادات أهل النوبة في التقدم للزواج عقد مجلس يضم كبار العائلة من الطرفين، وتوضع خلال الجلسة اتفاقات بحسن المعاشرة والمعاملة من الزوج لزوجته.
وأكدت أنه لا يوجد ما يسمى بقائمة المنقولات تمامًا لأن الرجل يكون ملتزمًا بكلمة شرف أمام العائلتين بحفظ العشرة ومراعاة الله فيها، واردفت عن تجربتها الشخصية أنها لم تكتب "قايمة" أو مؤخر أو ما شبه، وأضافت أن هذا الأمر متعارف عليه في جميع عائلات النوبة سواء كانوا أقارب أو من قبيلة أخرى.
صفاء الشوربجي وزوجها
صفاء: بنسأل على الراجل قبل الزواج
أما صفاء الشوربجي فحكت تجربتها كفتاة نوبية، وقالت إنه قبل إتمام الاتفاق على الزواج تقوم العائلتين من الجانبين في السؤال على بعضهما البعض، ويتم السؤال على الشاب الراغب في الزواج خاصة لو لم يكن من أقارب العروس أو من قرية أخرى حيث أن في النوبة تقع 44 قرية.
وإذا أحب أحد من اطراف العائلة التأكد من سمعة وأخلاق أحد الطرفين يقوم بسؤال مجلس إدارة الجمعية العمومية للنوبيين فيأتيهم بالخبر اليقين وتفاصيل خاصة جداً عن الشاب واسرته وإذا كان جدير بنسبهم أم لا.
وأردفت أن في تجربة زواجها قامت بمشاركة زوجها في تجهيز البيت على قدر المستطاع، ولم يكتب لها قائمة منقولات أو مؤخر أو دفع مهر لأنها وعلى حد قولها تأكدوا من اخلاق وسمعة زوجها قبل إتمام الزفاف.
وأردفت أن النوبيين ينقسمون إلى نصفين، نوبيين الجنوب " فاديجكا" وعاداتهم أنهم يشاركون مع العريس في تجهيز منزل الزوجية ولا يحددون مبلغا معينا للشبكة أو مقدار معين علي حسب إمكانيات العريس، أما نوبيين الشمال "ماتوكيه أو كنوز" العريس يقوم بتجهيز العروسة بالكامل هي تحضر فقط ادوات المطبخ، ومنهم من يحدد مقدار معين من الذهب في الشبكة ويختلف الأمر من قرية لأخرى، وأضافت: "كلنا نجتمع إننا معندناش مهر أو قايمة أو مؤخر، بنعتمد أكثر علي السيرة الطيبة والعائلة كضامن، ونلتزم بإعطاء الحقوق في حالة الانفصال".
أروا: الأصل غلاب وكبير العائلة هو المسيطر
وفي حالة أروا الشوربجي الفتاة العشرينية والتي تستعد لزفافها خلال الفترة القادمة قالت عن اتفاقات أهل النوبة في تزويج أبنائهم سواء فتيات أو شباب: "الأصل غلاب ودائمًا فيه كبير للعائلة بيتم الرجوع له لو حصل خلافات"، وعن الاتفاق الخاص لإتمام زفافها قالت إن والدها قال حرفياً لعريسها أنه يريد مراعاة الله فيها ولم يشترط أي مال.
وتابعت أن اصل زواج النوبيبن الذهب وتجهيزات عش الزوجية من الألف للياء بالإضافة لـ"شوار" العروس من مستلزمات خاصة بها بالكامل من ملابس ومستحضرات تجميل وعطور وغيرها، لكن في الوقت الحالي بيتم المشاركة فيما بينهما ولكن لا يكتب على العريس أي اوراق تذكر.
جليلة أمين
رئيسة منتدى المرأة النوبية: المودة والرحمة مش بالعفش
ومن جانبها أكدت جليلة جمال أمين رئيسة منتدى المرأة النوبية أنه قديمًا كان العريس مسئول عن الجهاز بالكامل بما فيه المتطلبات الشخصية للعروسة من ملابس وعطور وكل مستلزماتها، أما الآن بعد قسوة الظروف الاقتصادية اصبحت المشاركة ضرورية وهذا ما يحدث بالفعل.
وتابعت أن حقوق المرأة النوبية ليست بالأوراق بل يتم عقد مجلس يضم كبار العائلة من الطرفين وتوضع من خلاله النقاط الأساسية لتأسيس حياة زوجية متزنة وناجحة.
وأردفت عن قيمة الشبكة المقدمة للعروس النوبية فقالت الشبكة وفقا للإمكانيات ولكن في حالة المغالاة حاليًا وفقا لبعض التقاليد الوافدة من الخليج لجأت بعض القرى لعقد مجالس عرفية لتحديد شبكة متعارف عليها لبنات القرية دون مغالاة، وما يزيد تصبح هدايا من الأسرتين وتصبح ملكًا خالصًا لها.
وعن المؤخر والمهر أضافت أنه يكتب بأرقام رمزية للغاية لا تتجاوز الخمسة آلاف جنيه وكانت من قبل مئات فقط من الجنيهات على سبيل الرمزية، وتبقى المودة والرحمة هي الكنز الدائم لحياة زوجية مستمرة وسعيدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة