لا تكفى الموهبة وحدها حتى تجعل النجم محبوباً ذو شعبية وقبول لدى الجمهور، ولكن هناك أشياء أخرى تربط بين النجم وجمهوره يشعر معها الجمهور أن هذا النجم قريب منهم وينتمى إليهم ، وأنه مهما بلغ من مجد وشهرة فإنه سيبقى واحداً منهم.
هذه المبادئ التى فهمها وعرفها كل النجوم الذين حققوا النجاح والنجومية وخلدوا أسمائهم فى وجدان الجماهير، لأنهم أدركوا أن الموهبة وحدها لا تكفى كى تكتب لهم النجاح والخلود، ولكنهم كى يحققوا النجاح يحتاجون للذكاء فى التعامل مع هذه الموهبة والإنسانية فى التعامل مع الجمهور ومع العديد من المواقف التى تواجههم فى حياتهم.
حرص نجوم الزمن الجميل دائماً على دورهم الاجتماعى وعلاقاتهم بالجمهور ، شاركوا فى كل الأحداث الإجتماعية، كان لهم دور اجتماعى ووطنى فى الأحداث الكبرى التى مرت بمصر، فى الحروب ومع الجرحى والمرضى فى المستشفيات، وفى دور الأيتام، وفى جمع التبرعات للمشروعات الوطنية وللمجهود الحربى وللجمعيات الخيرية، فى المواقف المتعددة والإنسانية التى تجمعهم بزملائهم أو بالجمهور، وفى الرد على رسائلهم والتجاوب معهم.
كثير من القصص عرفناها عن هؤلاء النجوم الذين عشقهم الجمهور وعاشوا فى وجدان الملايين للأبد ليس بمواهبهم وإبداعهم الفنى فقط ولكن بإنسانيتهم ومواقفهم التى لا تنسى، هكذا عاش العندليب بعد موته وسيعيش، فرغم الشهرة والنجومية التى حققها لم ينس قريته الحلوات وأدخل لها المياه والكهرباء وأنشأ بها أول وحدة صحية وجمع تبرعات من الميسورين لإنشاء جامعة الزقازيق، وكان له العديد من المواقف الإنسانية مع زملائه وأفراد فرقته والكثير من مواقف جبر الخواطر مع المواطنين البسطاء ومنهم عسكرى المرور الذى قابله صدفة ودعاه لفرح ابنته ولم يصدق حين ذهب العندليب وأفراد فرقته يوم الفرح ومعه هدية لمنزل العروس فى درب البرابرة ليحيى الفرح ويحقق أمنية العسكرى البسيط وابنته.
وهكذا فهم النجم تامر حسنى الدرس من أسلافه السابقين وعرف أنه كى يعيش فى قلوب الجماهير يجب أن يعيش معهم وأن يشعر بهم ويقترب منهم ، وأن الموهبة وحدها لا تكفى كى تصل للقلوب وتسكن فيها، فانتهز كل فرصة للتقرب لجمهوره والوقوف إلى جوار زملائه.
بين كل فترة وأخرى يثبت تامر حسنى من خلال العديد من المواقف الإنسانية أنه لا يعتمد على موهبته فقط وأنه يحرص على التقرب لجمهوره بكل الطرق، وأخر هذه المواقف موقفه مع الفتاة المصابة بالسرطان والتى تمنت مقابلته والغناء معه فصنع لها مفاجأة ودعاها وأسرتها للاستديو الخاص به وفأجاها بحضوره، فرحة ونظرة الفتاة لتامر حسنى فى هذا الموقف عبرت عن أشياء كثيرة لا تقدر بثمن بين الفنان وجمهوره، وزادت من رصيد تامر فى قلب الفتاة وقلوب الملايين بما يفوق تأثير عشرات الأغانى.
لم يكن هذا الموقف الإنسانى الوحيد الذى يؤكد حرص تامر حسنى على التواصل مع جمهوره والتقرب له، وعلى جبر الخواطر، بل سبقه عشرات المواقف مع أطفال كثيرون منهم طفل ذا فويس الذى رفضته اللجنة وتواصل معه تامر بعد أن علم بمرضه، ومواقفه مع الأطفال مرضى السرطان والمسنين والجمهورالعادى ، حتى فى حفلاته ترى العديد من التصرفات التى وإن كانت تبدو البسيطة لكنها تعطى معن كثيرة، فضلاً عن عشرات المواقف الأخرى مع زملائه الفنانين ومنها مواقفه مع الفنان الراحل محمد شرف والمطرب الكبير طارق فؤاد خلال فترة مرضهما ودعمه للفنان شريف دسوقى فى أزمته الصحية ومجاملته للعديد من زملائه حتى الذين لا يعرفهم معرفة مباشرة، وتطوعه فى الهلال الأحمر لمساعدة الشعب الفلسطينى، وغيرها من مواقف إنسانية ووطنية.
يقدم تامر حسنى بذكائه وإنسانيته نموذجاً للفنان الذى يعرف أن الموهبة وحدها لا تكفى للنجاح ، ويدرك أنه مهما بلغ نجاح الفنان وموهبته فقد يزول كل هذا النجاح ويفنى تأثير الموهبة إذا لم يستطع الفنان أن ينال احترام وحب الناس، وأن يشعر الجمهور بأنه قريب منهم يشعر بهم ويشاركهم آلامهم وأنه واحد منهم لا يتعالى عليهم مهما بلغ نجاحه، هكذا أدرك تامر حسنى سر النجاح والخلود فهل يدركه غيره؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة