جاءت سنة 28 من الهجرة والمسلمون يواصلون الفتوحات العظيمة فى البلاد المحيطة بهم، وبينما جيوشهم تتوغل فى شمال أفريقيا، كانت هناك جيوش أخرى تتجاوز الشام لتخرج إلى البحر ساعية إلى جزيرة قبرص، فما الذى يقوله التراث الإسلامى؟
يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "ثم دخلت سنة ثمان وعشرين.. فتح قبرص"
ففيها: ذكر ابن جرير فتح قبرص تبعا للواقدى
وهي: جزيرة غربى بلاد الشام فى البحر مخلصة وحدها، ولها ذنب مستطيل إلى نحو الساحل مما يلى دمشق، وغربيها أعرضها، وفيها فواكه كثيرة، ومعادن.
وهى بلد جيد، وكان فتحها على يدى معاوية بن أبى سفيان، ركب إليها فى جيش كثيف من المسلمين ومعه عبادة بن الصامت، وزوجته أم حرام بنت ملحان.
والمقصود: أن معاوية ركب البحر فى مراكب فقصد الجزيرة المعروفة بقبرص، ومعه جيش عظيم من المسلمين، وذلك بأمر من عثمان بن عفان رضى الله عنه، له فى ذلك بعد سؤاله إياه.
وقد كان سأل فى ذلك عمر بن الخطاب فأبى أن يمكنه من حمل المسلمين على هذا الخلق العظيم الذى لو اضطرب لهلكوا عن آخرهم، فلما كان عثمان لحَّ معاوية عليه فى ذلك فأذن له فركب فى المراكب فانتهى إليها، ووافاه عبد الله بن سعد بن أبى سرح إليها من الجانب الآخر، فالتقيا على أهلها.
ثم صالحهم معاوية على سبعة آلاف دينار فى كل سنة، وهادنهم، فلما أرادوا الخروج منها، قُدِمت لأم حرام بغلة لتركبها، فسقطت عنها، فاندقت عنقها فماتت هناك فقبرها هنالك يعظمونه ويستسقون به، ويقولون قبر المرأة الصالحة.
قال الواقدى: وفى هذه السنة غزا حبيب بن مسلمة سورية من أرض الروم.
وتزوج عثمان نائلة بنت الفرافصة الكلبية.
وفيها: بنى عثمان داره بالمدينة الزوراء.
وفيها: حج بالناس أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضى الله عنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة