سيطر تبادل التهم بين مرشحى الانتخابات الرئاسية الإيرانية السبع، على المناظرة التلفزيونية الثانية، لكن بدرجة أقل عن الجولة السابقة، التى عقدت يوم السبت الماضى وتبادل فيها المرشحون الاتهامات وحملوا رئيس البنك المركزى السباق والمرشح الاصلاحى عبد الناصر همتى مسئولية التردى الاقتصادى، فيما حمل هو التيار المتشدد المسئولية.
وفى المناظرة التلفزيونية الثانية، التى جرت يوم الثلاثاء بين المرشحين السبع، انتقد رئيس السلطة القضائية والمرشح المتشدد المدعوم من المرشد ومؤسسات الدولة، الرواتب الفلكية التى يتقاضاها فئة قليلة فى بلاده، قائلا "هناك تفاوت فى رواتب موظفى بعض المؤسسات الإيرانية ولابد من صرف الرواتب على اساس العدالة".
وأضاف "عدم تطبيق العدالة فى توزيع الطاقات والثروات يؤدى إلى ترسيخ الشرخ الطبقى فى المجتمع"
وتبادل الاتهامات مع رئيس البنك المركزى السابق قائلا "يجب على همتى أن يتحمل مسئولية ما حدث فى البنك المركزى وتأثيرات سياسياته على الشعب، وأشار إلى أن ثقة المواطن بالحكومة وصلت الى ادنى مستوياتها خلال السنوات الماضية، ومن واجبات الحكومة ازالة العقوبات"
وتابع : يجب أن قوم بافشال العقوبات وعدم ربط الاقتصاد بالخارج، عبر دبلوماسية اقتصادية نشطة. وحول مطالب الإيرانيين" ، وقال "علينا الاهتمام بالسكن وتأمين الوظائف لرفع معدلات الزواج".
ووعد محسن رضائى، أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام والمسئول السابق بالحرس الثورى، والمرشح الرئاسى المحافظ، الإيرانيين بانطلاقة جديدة العام المقبل اذا ما فاز فى الانتخابات، وقال " الشعب سوف يودع المشكلات"
وحول الوعود التى سيمنحها فى حكومته المحتتملة قال رضائى "سيكون هناك حضور قوى لجميع القوميات الإيرانية فى حكومتى".
وقال رضائى "حكومتى ستعيد حقوق الايرانيين، لدينا خطط وبرامج بشان المحافظات التي تعد من المراكز الصناعية وفي نفس الوقت تعاني من مشاكل بيئية.
وحول حريات النساء قال المرشد الايرانى المتشدد "سأرفع القيود على النساء فى كافة المجالات"
ولفت سعيد جليلي، الأمينِ السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ومرشَّحِ الانتخابات المحافظ، خلال السنوات الـ8 الماضية لم تجن المرأة شيئا من الوعود التى أطلقها الرئيس روحانى.
وبشأن الشباب قال على زادة، "يجب أن نتقبل بنمط حياة الشباب كما هي، علينا توجيه الفتيات وعدم رعبارعابهم بسبب الحجاب ".كما وعد الايرانيين بالتطعيم للوقاية من كورونا قائلا "اعد اشعب الايرانى بان حكومتى ستقوم يتلقيح كافة شرائح الشعب خلال 3 اشهر"
وحول البرنامج النووى الايرانى قال "سنعمل على استمرارية تنمية البرنامج النووى الايرانى"
بدوره، قال عبد الناصر همتى ، محافظ البنك المركزى السابق والمرشح الرئاسى المحسوب على الاصلاحيين، "امثل اليوم الفئة المحرومة والأكثر حرمانا بالشعب الإيرانى، لافتا إلى أن ضعف الانتاج والجائحة من العوامل التى اثرت على توفير فرص العمل فى البلاد"
وتابع : نعتبر القوميات وتعدد المذاهب فى ايران نقطة قوة وسنأخذها بعين الاعتبار فى تأليف الحكومة المحتملة"
وهاجم التيار المتشدد وحمله مسئولية ما وصل اليه الاقتصاد الايرانى قائلا "يجب ان نفضح جماعات مهمينة على اقتصاد البلاد، نحن نواجه تيار يقول بدلا من التنمية الاقتصادية نحول البيت الابيض الى حسينية!"
وتسائل من ساهم فى اقتحام السفارة السعودية، هناك سلسة من الجماعات المنتفعة التى تقف وراء هذه الاحداث، وهناك جهات متنفذة تنتفع من العقوبات على البلاد ويجب فضحهم، فقدنا 16 مليار دولار من 80 مليار دولار من التجارة الخارجية.
وبشأن الحريات، قال همتى "يجب ان نوفر حريات اجتماعية للشباب حتى لايفكر بترك البلاد، علينا ان نمنع التعامل والتصدى لمن يرعبون النساء بشأن الحجاب، وأكد "سوف امنح مناصب لـ 5 نساء فى حكومتى لمنع التمييز"
وقال المرشح المحافظ قاضى زاده هاشمى، "لدينا حلول لكسب ثقة الايرانيين فيما يخص توزيع المهام الادارية فى البلاد".وقال ايضا أن التعليم فى ايران بحاجة الى تغيير جذري ليقوم ععلى تعليم المهارات.
ووعد على زضا زاكانى، المرشح المحافظ والنائب السابق، بتغطية تكاليف الانجاب فى البلاد وذلك لزيادة معدل النمو السكانى، ومنح تسهيلات لزواح الإيرانيين.وقال أنه بامكاننا أن نجتاز الفقر فى السنة الاولى، وستعمل حكومتى المحتملة على توزيع الثروة بشكل عادل ومحاربة الفساد.
ويوم الـ 18 من يونيو الجارى، سوف يتوجه الايرانيون للادلاء بأصواتهم وسط مخاوف من انخفاض نسبة المشاركة، ويبلغ عدد الناخبين في إيران 59 مليونا و310 آلاف 307 أشخاص، منهم مليون و392 ألفا و148 شخصا يشاركون لأول مرة في الانتخابات، وتنتهى الحملات الدعائية 16 يونيو، وفي 17 يونيو ستدخل البلاد فترة الصمت الانتخابي.
ويتنافس فى الانتخابات الرئاسية لخلافة حسن روحانى، 7 مرشحين 5 منهم ينتمون للتيار المحافظ والمتشدد، واثنان آخرون اصلاحيين غير بارزين، ما يعنى أن التنافس سينحصر داخل معسكر سياسي واحد، وهو المعسكر المحافظ الذى لم يتمكن من الاجماع على مرشحاً واحداً، بسبب التشتت والانقسامات التى تسيطر عليه منذ سنوات.
والمرشحون هم: إبراهيم رئيسي رئيس السلطة القضائية (التيار المحافظ)، ومحسن رضائي (التيار المحافظ) ، وسعيد جليلي (محافظ متشدد)، وعلي رضا زاكاني (محافظ متشدد)، وأمير حسين قاضي زادة هاشمي (محافظ متشدد)، وعبد الناصر همتي (اصلاحي)، ومحسن مهر علي زادة (إصلاحي).
وتوقع مركز استطلاع الرأى الإيرانى التابع للحكومة "إيسبا"، أن تكون نسبة المشاركة 38%، وذلك وفقا لأحدث تقديرات المركز، بعد عقد أولى المناظرات الرئاسية يوم السبت الماضى.
كما اتخذت وزارة الداخلية الايرانية المشرفة على سير عملية الاقتراح تدابير أمنية، وأكد وزير الداخلية الإيراني عبد الرضا رحمانى فضلى، أن جهود المسؤولين الأمنيين والقضائيين والعسكريين والسياسيين، تهدف إلى اقامة انتخابات حماسية وسليمة ومن دون أحداث جانبية وبمشاركة شعبية واسعة.