لماذا رفض المصريون تنحى جمال عبد الناصر بعد حرب 1967.. هيكل يفسر المشهد ؟

الأربعاء، 09 يونيو 2021 11:00 ص
لماذا رفض المصريون تنحى جمال عبد الناصر بعد حرب 1967.. هيكل يفسر المشهد ؟ الزعيم الراحل جمال عبد الناصر
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمراليوم الذكرى الـ54 على تنحى الرئيس المصرى جمال عبد الناصر، حيث أعلن فى 9 يونيو 1967، فى خطاب للشعب تنحيه عن رئاسة الجمهورية وذلك بسبب الهزيمة فى حرب الأيام الستة عام67.
 
جاء تنحى عبد الناصر فى مساء 9 يونيو 1967، عن رئاسة مصر متحملا مسؤولية الهزيمة فى حرب 5 يونيو 1967، إلا أنه تراجع عنها فى اليوم التالى بعد خروج ملايين الناس للتظاهر رفضا لتنحيه، فلماذا رفض الشعب تنحى الزعيم الراحل عن السلطة رغم الهزيمة؟
 
يقول حسنين هيكل فى شهادته التى ذكرها فى كتاب "كلام فى السياسة، ص232 – 234)": "ما حدث فى 10 يونيو مليء بالمفاجآت المدهشة للدنيا كلها، خرجت كُتل من الناس فور انتهاء جمال عبد الناصر من إلقاء خطاب التنحى تطالبه بأن يبقى مكانه وأن يواصل عمله، وخرجت الجماهير فى كل بلد عربى تصر على مواصلة القتال وتحت قيادة عبد الناصر".
 
وفسر"هيكل" ذلك المشهد، قائلا: "ظل عبد الناصر ساعات لا يصدق ما جرى ويسأل نفسه فى حيرة (ليه)، لأجيبه: الناس لا يعرفون أحدًا غيره، وأن عليه حتى بمسئوليته عما جرى أن يجد للأزمة مخرجًا مشرفًا، قررت جماهير الأمة أن تحمل المسئولية وتقف تقاتل على الجسور".
 
ويرى الباحث شريف يونس فى كتابه "الزحف المقدس: مظاهرات التنحى وتشكيل عبادة ناصر" أن مظاهرات 9 يونيو، كانت "عفوية"، لكنها عفوية "بنت التعبئة" ولا تشكل نقيضًا لها، وهى ظاهرة تعبر عن العجز السياسي، وتفسر علاقة الشعب بعبد الناصر، ففى نظره، هذه العلاقة لم تتبد مثلما تبدت فى تلك المظاهرات، التى رسمت مركزية عبد الناصر فى النظام السياسى والوعى العام.
 
ويوضح "يونس" بأن المظاهرات كانت عفوية، إلا أنها، وبعكس ما ذهب إليه هيكل فى تفسيره، كانت نتيجة تحطيم طويل المدى للحياة السياسية، فتلك العفوية صدرت عن شعور ووعى متراكم عبر 15 عامًا من حكم الضباط الأحرار، تم تشكيله باستخدام تعبئة أيديولوجية متواصلة داخل أذهان الناس وعواطفهم وتوجهاتهم، وهذا.
 
المؤرخ عبد العظيم رمضان انتقد الرأى الذى ينسب مظاهرات 9 يونيو إلى تدبير الاتحاد الاشتراكي، مشيرًا إلى أنه يغفل أن هذا التنظيم لم يكن يتمتع بشعبية بين الجماهير تمكنه من أداء هذا الدور الضخم، فقد كان مكونًا من قيادات غير جماهيرية وصلت إلى مواقعها بإرداة الحاكم، وأن مثل هذا التنظيم كان بوسعه فقط أن يخرج بمظاهرات مأجورة لاستقبال زائرعند قدومه إلى مصر.
 
ويرى "رمضان" أن اتهام المظاهرات بأنها مدبرة مهين جدًا للشعب المصري، وأن رؤية شباب الاتحاد الاشتراكى فى هذه المظاهرات ليس دليلًا على وجود عنصر التدبير، فهم فى النهاية جزء من شباب البلد، وانفعلوا بالاستقالة كما انفعل شباب مصر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة