ألقى تحرر دولة السودان الشقيقة من قيود ديونه الخارجية اليوم، بعد اعلان البنك وصندوق النقد الدوليان اعفاءه من اكثر من 50 مليار دولار في إطار مبادرة تخفيف عبء الديون عن البلدان الفقيرة المثقلة بالديون، الضوء على المساهمة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي فى المبادرة الدولية لتسوية ديون السودان فى 17 مايو الماضى.
جاءت المبادرة بدعوة فرنسية ومشاركة مصرية رفيعة، حيث استضافت باريس فى هذا التوقيت مايو الماضى مؤتمرا لدعم الانتقال الديمقراطي في الخرطوم، تخلله المبادرة الدولية لتسوية ديون السودان، وسط حضور دولى وأكثر من 15 قائد أفريقى يتقدمهم الرئيس عبد الفتاح السيسى، والرئيس الفرنسى، ورئيس مجلس السيادة الانتقالى فى السودان الفريق عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء السودانى عبدالله حمدوك والوفد المرافق لهما الذى يضم 31 مسئولا حكوميا سودانيا.
وخلال المؤتمر أعلن الرئيس السيسي مشاركة مصر فى تخفيف أعباء الديون عن السودان، مشاركة لاقت ترحابا دولى وسودانى كبيران، وخلال لقاءه برئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني أكد السيسي أنه التزاماً من جانب مصر ببذل كل الجهود لمساندة الخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والتخلص من ديونه المتراكمة وتخفيف أعبائه التمويلية؛ فإن مصر ستشارك في المبادرة الدولية لتسوية مديونية السودان من خلال "استخدام حصة مصر لدى صندوق النقد الدولي" لمواجهة الديون المشكوك بتحصيلها.
وفى الوقت نفسه أشاد الرئيس بالخطوات الشجاعة التي يقوم بها السودان في اتجاه الإصلاح الهيكلي للاقتصاد بما يعكس إرادة سياسية حقيقية لانجاح المرحلة الانتقالية، ومؤكداً استعداد مصر لنقل التجربة المصرية في الإصلاح الاقتصادي وتدريب الكوادر السودانية.
المساهمة المصرية قوبلت بحفاوة شديدة فى السودان، حيث أعرب مسئولى الخرطوم عن امتنانهم لمصر، لاسيما بعد الاعلان الرسمى اليوم، عن اعفاء السودان من أكثر من 50 مليار دولار من ديونه، واندماجه بين المجتمع الدولى، حيث اعرب رئيس وأعضاء مجلس السيادة السودانى، عن شكرهم وتقديرهم، للمجتمع الدولي، علي الوفاء بإلتزاماته، في جهدهم المتواصل في إعفاء ديون السودان الخارجية.
المشاركة فى فى تخفيف اعباء الديون لم تكن الأولى فى سلسلة مساندات قدمتها مصر لدولة السودان الشقيق، فمنذ الثورة السودانية لعبت مصر دورا محوريا فى فى حل أزمة السودان، بحسب الفريق ياسر عطا، رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكرى الانتقالى السودانى، فى أغسطس 2019، حيث استضافت القاهرة فى أبريل 2019، قمة إفريقية مصغرة، بحضور 13 رئيسا ومسؤلا إفريقيا، لمناقشة تطورات الأوضاع بالسودان، وخلصت القمة إلى مد المهلة التى أمهلها الاتحاد الإفريقى للمجلس العسكرى السودانى من 15 يوما إلى ثلاثة أشهر.
وحضر مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء المصرى، فعاليات مؤتمر فرح السودان، فى أغسطس 2019، والذى أسفر عن توقيع بين المجلس العسكرى الانتقالى وقوى "إعلان الحرية والتغيير" للتوقيع على اتفاق نقل السلطة لحكومة مدنية.
وانطلاقا من العلاقات الثنائية المتميزة التى تربط البلدين فقد ساندت مصر السودان الشقيق فى مراحل مختلفة من تاريخه، ففى مايو 2019 تم إرسال طائرات عسكرية إلى مطار الخرطوم بشحنة مساعدات طبية عبارة عن ٢٥ طنًا من الأدوية والمستلزمات الطبية للمساهمة في تخفيف العبء عن كاهل الشعب السوداني. كما أرسلت مصر فى يونيو 2020 قافلة مكونة من 4طائرات عسكرية مصرية محملة بمستلزمات طبية لمكافحة فيروس كورونا، كدفعة أولى من مساعدات عاجلة وجه الرئيس السيسي بنقلها للسودان وتشمل المستلزمات الطبية الوقائية والأدوية، في إطار تعزيز سبل التعاون لمكافحة جائحة (كوفيد-19).
وفى اكتوبر 2020 أرسلت مصر وفد طبي لعلاج مصابي الثورة السودانية، كما جهزت القوات المسلحة المصرية وأرسلت عدد من خطوط إنتاج الخبز نصف آلي الميداني والفنيين القائمين بتركيب وتشغيل الخطوط. وفى يونيو 2021: مساعدات طبية بـ 5 ملايين جنيه لمكافحة الملاريا في السودان حيث تسلمت المستشفيات والوحدات الصحية السودانية بالولايات الشمالية ودنقلا ونهر النيل "الإهداء السنوي" الذي تقدمه الحكومة المصرية للمشروع المصري السوداني المشترك لمكافحة الملاريا، وذلك بمبلغ 5 ملايين جنيه فى شكل أدوية مقاومة ومكافحة ومبيدات حشرية خاصة بمكافحة بعوضة الجامبيا المسببة للمرض.
وبتوجيهات من الرئيس السيسي تم ارسال مساعدات طبية وغذائية للسودان فى فبراير 2021 بلغت 32 طنا ، في إطار عمق وترابط العلاقات بين البلدين الشقيقين، كما تم فتح جسر جوي بين البلدين لدعم منظومة الصحة في دولة السودان بحسب الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة لشؤون الإعلام، المتحدث الرسمي للوزارة ، ومنذ شهر أبريل عام 2019 وحتى 2021، تم إرسال أكثر من 182.5 طن من المساعدات الطبية إلى دولة السودان، تشمل 21.5 طن ألبان أطفال، و161 طنا من الأدوية بكافة أنواعها، ومحاليل، ومستلزمات طبية وجراحية ووقائية، بالإضافة إلى أدوية بروتوكولات علاج فيروس كورونا المستجد.
كما اتاحت مصر 10 منح دراسية سنوًيا للأطباء السودانيين ضمن برنامج الزمالة المصرية، واتاحت بروتوكولات عالج فيروس "سي" للجانب السوداني للاستفادة منها، وفعلت نظم الترصد والتحكم للأوبئة بين البلدين.. ولا تزال مصر تواصل دورها فى مساندة ودعم بلدان القارة الأفريقية وعلى رأسهم السودان الشقيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة