يستقبل الرئيس الأمريكى، جو بايدن، اليوم، الخميس، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى البيت الأبيض، الذى تزوره للمرة الأخيرة قبل ترك منصبها فى حكم ألمانيا بعد 16 عاما.
وتعقد ميركل، محادثات مع بايدن حول سلسلة من القضايا الاقتصادية وأخرى متعلقة بالسياسة الخارجية مع احتمالية ضعيفة بالتوصل إلى تسوية لأى منها، بحسب ما تقول صحيفة "واشنطن بوست".
وبدلا من ذلك، فإن الزيارة ستكون فرصة لإعادة تأكيد العلاقات الثنائية القوية والتأكيد على ما وصفه أحد كبار المسئولين الألمان باستمرارية وأهمية تلك العلاقة مع استعداد ميركل للتنحى عن منصبها عقب انتخابات سبتمبر المقبل.
من جانبه، جعل بايدن إصلاح العلاقات مع ألمانيا ومع ميركل على وجه الخصوص أولوية قصوى بعد أربع سنوات جعلها الرئيس ترامب هدفا للعديد من شكواه بشأن أوروبا. وعلى الرغم من أنهما التقيا خلال قمة السبع الشهر الماضى وقمة الناتو، إنها أول زعيمة أوروبية تزور واشنطن من أن تولى بايدن منصبه فى يناير الماضى.
وسيعقد الرئيس الأمريكى والمستشارة الألمانية مؤتمرا صحفيا مساء اليوم بعد اجتماع ثنائى ممتد، ويستضيفها بايدن على العشاء بتواجد زوجته ونائبته كامالا هاريس وزوجها.
وستكون أفغانستان وإيران من القضايا المطروحة على الأجندة، حيث ستسعى ميركل لإجابات من واشنطن على الخطة الأمنية للسماح باستمرارية فتح مطار كابول الدولى بعد الانسحاب من أفغانستان.
وتظل المحادثات بشأن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووى الإيرانى فى حالة هدوء، وما زال من غير الواضح ما إذا كان يمكن التوصل إلى اتفاق، مع عدم وجود جلسة تفاوض جديدة مقررة.
ميركل وبوش
ويعد الرئيس بايدن رابع رئيس أمريكى تتعامل معه ميركل طوال فترة حكمها. وتقول صحيفة واشنطن بوست إن ميركل فى لقاءاتها مع الرؤساء الأربعة جورج دبليو بوش وباراك أوباما ودونالد ترامب وجو بايدن، خاضت لحظات ما بين حفلات الشواء الفخمة مع بوش، ولحظات محرجة مع ترامب.
ميركل واوباما
ورغم أن ميركل طالما تحدثت بإعجاب عن الولايات المتحدة، إلا أن علاقاتها مع الرؤساء شهدت مراحل صعبة. فعندما وصلت ميركل إلى السلطة عام 2005، كانت العلاقات الأمريكية الألمانية لا تزال تتعافى من معارضة برلين لغزو العراق. واختلفت ميركل مع بوش حول قضايا عديدة منها معتقل جواناتنامو إلى مكافحة التغير المناخى. وحتى الرئيس أوباما الذى نشأت بينهما علاقة صداقة شخصية، كانت هناك مصاعب فيما يتعلق بالكشف عن تصنت الاستخبارات الأمريكية على مكالماتها.
ميركل وترامب
مع ترامب، كانت مشاعرها محجوبة غالبا، بما فى ذلك لحظة مميزة فى عام 2018 ظهرت لأول مرة على حساب ميركل الرسمى على إنسجرام أظهرتها تضغط على طاولة بينما يجلس ترامب على الجانب الآخر وذراعيه مطويتان على صدره. وكانت اللقطة الشهيرة لمصافحته الطويلة جدا مع ميركل فى البيت الأبيض أحد معالم رئاسته.
وعند وصول بايدن إلى الحكم، قالت إنها تتطلع إلى فصل جديد فى العلاقات عبر الأطلسى فى عهد الرئيس الجديد الذى تعرفه منذ أن كان نائبا للرئيس.
والآن، فإن فصل جديد يلوح فى الأفق، لكن ستغيب عنه هذه المرة ميركل أطول زعماء أوروبا بقاء فى الحكم.