أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد أحمد طنطاوى

حلا شيحة وشماعة التوبة

الخميس، 15 يوليو 2021 11:45 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أدهشني ما كتبته الفنانة حلا شيحة، عن توبتها الفنية والتبرؤ من أفلامها، وتوجيه الدعوة لكل زملائها في الوسط الفني إلى التصدي لفتنة الشهرة، والتوبة قبل فوات الأوان، وأنها نادمة على ما قدمته من مشاهد، وقالت نصا:" إحنا يمكن نجحنا بمقاييس الدنيا، بس صدقونى بمقاييس ربنا احنا لم ولن ننجح أنا عارفة ومتأكدة إن زملائي جواهم خير بس للأسف فتنة الشهرة والنجاح مش بتخلينا نشوف ونقيس الأمور صح".

 من واقع ما كتبته الفنانة حلا شيحة أود أن أتوقف عند بعض الكلمات والجمل التي ذكرتها، وأعلق عليها بقدر من الموضوعية دون الحاجة إلى إصدار أحكام عامة، وتوجيه اللوم على أحد، لكن من باب احترام الفن وأهميته في حياة الأمم والشعوب.

أولاً: الفنانة حلا شيحة حرة في كل تصرفاتها، الاستمرار في الفن أو اعتزاله، الاستمرار في الحجاب أو التخلي عنه، فهذه حياتها الخاصة والشخصية ولا يمكن لأحد أن يتدخل في مسارها أو يوجه لها اللوم بسببها، إلا أنه من غير المقبول أن تتحدث الفنانة بصيغة الجمع، وتحكم على تجارب غيرها، وتصف طريقهم بالفتنة، وكأنها تحمل صكوك الغفران، والجنة بين أيديها!!

ثانياً: لا أتصور أن فكرة التوبة لدى الفنان ترتبط فقط بمنع عرض الأعمال الفنية والدرامية التي قدمها، فلو أنها كانت تحمل أخطاء فنية أو أخلاقية كما يتصور البعض، فهى مجرد تجربة، يمكن الحكم عليها بالصواب أو الخطأ، ولو أن صاحب العمل الفني اعترف بالخطأ أو عدم الرضا عن عمل معين، فهذا يكفيه، دون أن تكون قضيته "منع العرض"، فهذا لم يعد حق الفنان، بل حق الجماهير وجزء من التاريخ الفني لهذا البلد، سواء كان جيداً أو لا.

ثالثاً: ما كتبته الفنانة حلا شيحة، عبر السوشيال ميديا دعوة صريحة لتدمير الفن، ولا تختلف كثيراً عن الأفكار الداعشية التي تحطم التماثيل الأثرية والمعابد القديمة، ولو أن ما تدعيه الفنانة صحيحاً فعليها أن تطالب بتدمير لوحة "الماجا العارية" وغيرها عشرات اللوحات المماثلة، دون النظر إليها باعتبارها جزء من التطور التاريخى للفن وأحد الوسائل التي رصدت صورة المرأة خلال القرون الفائتة.

رابعاً: التوبة دائماً محلها القلب، ومن أرادها خالصة لوجه الله فعليه الفعل لا الكلام، والسعى بصورة جادة إلى العون والمساعدة للناس، والمشاركة في تنمية المجتمع، ودعم الفقير والمحتاج، فهذا أثوب وأهم بكثير من فكرة السعي لمنع عرض أعمال درامية أو مواد مصورة.

خامساً: يجب التفريق بين الأزمات النفسية والاجتماعية، وما يمر به الشخص من مشكلات في أوقات مختلفة، وفكرة التوبة، فلا يمكن أن نعلق أزماتنا على شماعة التوبة، ونستغلها بين الحين والآخر لتصدر التريند أو اكتساب تعاطف الجماهير، لذلك نصيحتى للفنانة حلا شيحة أن تستشير طبيباً نفسياً، يستمع إليها ويفسر ما يدور في عقلها من تخوفات وهواجس.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة