أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: دولة كبيرة بشعبها ومؤسساتها تدرك قيمة كل كلمة وكل إشارة..رسائل الرئيس السيسى للشعب..طمأنة محسوبة بميزان القوة والقدرة..دولة ديمقراطية مدنية تمتلك قدرات شاملة عسكريا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا

السبت، 17 يوليو 2021 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الإيمان بالحلم يصيغ الحاضر ويصنع المستقبل.. مصر دولة كبيرة والدولة جاهزة لكل السيناريوهات.. «حياة كريمة» أكبر مشروع قومى لبناء مستقبل أكثر من نصف سكان مصر فى 4500 قرية تدشينا للجمهورية الجديدة.. دولة ديمقراطية مدنية تمتلك القدرات الشاملة عسكريا واقتصاديا وسياسيا واجتماعيا 

كان مجرد ظهور الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى استاد القاهرة بين عشرات الآلاف من المصريين ممثلين لكل ربوع مصر شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، رسالة طمأنة وثقة لملايين المصريين فى كل مكان، وحسما للكثير من التساؤلات والكلمات والتحليلات، التى تم تناولها على مدى الأسابيع الأخيرة.  
 
رسائل طمأنة لا تقوم على إطلاق وعود أو كلمات حماسية، لكنها رسائل محسوبة بميزان القوة والقدرة، من دولة كبيرة بشعبها ومؤسساتها، ورئيس يدرك قيمة كل كلمة يعلنها، وكل إشارة يوجهها، «كانت التحديات كبيرة ولكنها أبدًا لم تكن أكبر أو أقوى من إرادتنا على مواجهتها».
 
المناسبة، توقيع وثيقة الحدث الأهم ودرة المشروعات القومية الكبرى بعد مسيرة 7 سنوات من العمل والإنجاز، فى ظل ظروف شديدة الصعوبة، يعرفها الجميع، خرجت منها مصر بتغيير واسع، وحققت أمنًا وتنمية وعبرت فوق الكثير من التحديات، وأتى الإعلان عن مشروع حياة كريمة، الذى يمثل إعادة بناء الريف المصرى، وينقل التنمية إلى الأقاليم بعد عقود من الإهمال. 
 
المؤتمر إعلان عن بدء إطلاق أكبر مشروع قومى لبناء مستقبل أكثر من نصف سكان مصر، ويدمج 4500 قرية وتوابعها فى المستقبل، استكمالا لعبور مصر وسط التحديات على مدى 8 سنوات من المبادرات، وهى استكمال لمرحلة يبنى خلالها الشعب المصرى ثقته فى الدولة ومؤسساتها، ثقة مكنت المصريين من هزيمة إرهاب نجح فى تفكيك دول، وخلق أزمات اقتصادية، فتحملوا إصلاحا اقتصاديا صعبا، وانتصروا على الفيروسات والعشوائيات، واللجان الإلكترونية والتشكيك.
 
1 انتظر المصريون إعلان موقف الدولة المصرية من القضية الوجودية الأولى، وهى قضية نهر النيل وسد النهضة، التى شهدت الكثير من الكلام والتحليلات والتقولات على مدى أسابيع، بين مجلس الأمن ومواقف الدول الكبرى، وتحركات الأطراف، كانت الكلمات المحسوبة من الرئيس تعلن عن روح دولة كبيرة، نجحت فى تأكيد وجودها وتأثيرها داخليا وخارجيا.
 
اختار الرئيس عبدالفتاح السيسى، دائما أن يخاطب الشعب المصرى مباشرة بلا وسائط، ولهذا فقد كان المشهد معبرا عن موقف بدا المصريون فى انتظاره، ليتأكدوا أنهم مع الدولة وأنها تقف معهم على نفس الخط ومن دون تغيير، ومن خلال شكل تنظيم المؤتمر، بدا الأمر مقصودا ومرتبا نجح فى توصيل الرسالة، وقطع الطريق على الكثير من التقولات والادعاءات. 
 
كلمة الرئيس جاءت مركزة ومقتضبة، خالية من الإنشاء، تحمل الرسالة بوضوح ومن دون تلاعب بالألفاظ أو المشاعر، وتعبر عن قوة الدولة المصرية، والثقة المتبادلة بين الدولة وشعبها.  
 
كانت رسالة الرئيس السيسى والمصريين واضحة وهى: «إن المساس بأمن مصر القومى خط أحمر، ولا يمكن اجتيازه «شاء من شاء وأبى من أبى.. مصر أصبحت تمتلك من الأدوات السياسية والقوة العسكرية والاقتصادية ما يعزز من إنفاذ إرادتنا وحماية مقدراتنا».
 
وأكد الرئيس: أن ممارسة الحكمة والجنوح للسلام لا يعنيان السماح بمساس أى من مقدرات هذا الوطن، ولدينا فى سبيل الحفاظ عليه خيارات متعددة نقررها طبقًا للموقف وطبقًا للظروف. 
 
وأوضح الرئيس أن مصر تدير علاقاتها الخارجية إقليميًا ودوليًا بثوابت راسخة ومستقرة، قائمة على الاحترام المتبادل والجنوح للسلام، وإعلاء قواعد القانون الدولى، ومنهجها يقوم على ممارسة أقصى درجات الحكمة والاستخدام الرشيد للقوة، دون المساس بدوائر الأمن القومى المصرى على الحدين القريب والبعيد.
 
تضمنت كلمة الرئيس أن مصر عرضت حلولًا بشأن سد النهضة، وأنها مع التنمية لكل الأطراف فى مصر والسودان وإثيوبيا، بل عرضت المساعدة فى بناء السد وتشغيله، وأن تكون هناك ثمار للتعاون والشراكة، وأن الفائدة من ذلك ستكون أفضل بأضعاف ثمن العناد والصراع، وهى رسالة واضحة أن مصر مسالمة وتدفع للتعاون، وأنها لم تسع للتهديد والتخويف، مع امتلاكها للقوة والقدرة. 
 
أهم رسائل الرئيس أن مصر تعمل فى كل الاتجاهات، والدولة جاهزة لكل السيناريوهات فى السلم وفى أى اتجاه آخر، وأن الصبر وضبط النفس لا يعنيان غياب سيناريوهات التعامل وامتلاك القدرة، بل الحرص على العلاقات مع دول حوض النيل، وإدراك تقاطعات وتوازنات، مصر تتصرف فى قضية السد كدولة كبيرة ذات وزن وثقل، ومسؤولية سياسية ومع هذا يقول الرئيس: «لا يليق بالمصريين أن يقلقوا».
 
2 رسائل الرئيس جاءت فى نهاية كلمته، التى سبقها بتوقيع وثيقة «حياة كريمة»، واستعراض التحديات التى واجهتها مصر، بعضها لم يكن يقل خطرا عما يجرى اليوم، فقد شملت التحديات إرهابا عاتيا، واجهه المصريون وأبناؤهم ببسالة، وأزمات اقتصادية متراكمة تطلبت برنامجا للإصلاح الاقتصادى، كان بطله المواطن المصرى، ومشروعات بناء مصر وتعظيم قدراتها وأصولها، وظلت المشروعات القومية الكبرى رمزا يعبر عن إرادة المصريين فى بناء مدن جديدة، وإسكان اجتماعى والقضاء على العشوائيات، وتحديث شامل لشبكة الطرق، وزيادة الرقعة الزراعية، وأخيرًا إطلاق المشروع الوطنى الأعظم لتنمية الريف «حياة كريمة» لرفع مستوى المعيشة بـ4500 قرية، وتحسين جودة الحياة لحوالى 58 مليون مواطن خلال 3 سنوات بموازنة تقارب الـ700 مليار جنيه أو يزيد.
 
خلال 8 سنوات، لم يصدر الرئيس السيسى وعدا غير قابل للتحقيق، ولم يعتد التلاعب بالكلمات، أو مداعبة المشاعر، أو إطلاق وعود غير قابلة للتحقيق، حتى الوعود التى بدت صعبة ومثلت نوعًا من الحلم، رأيناها تحققت، ويمكن قياسها على مصائر دول من حولنا، وكيف سقطت فى الصراع والارتباك.
استعاد المصريون الأمن، والاقتصاد عافيته، عاد الاحتياطى النقدى الأجنبى، وتم علاج ملايين من فيروس الكبد الوبائى، وإنجاز مبادرات 100 مليون صحة، والقضاء على قوائم الانتظار للعمليات الخطرة، والكشف المبكر لسرطان الثدى للنساء، والتقزم والعيون والسمع للأطفال، واقترب إنهاء العشوائيات، مع خمس مدن من الجيل الرابع، والعاصمة الإدارية تعد شاهدا على دولة قوية حديثة، تتواصل مع كل ركن، والجهد المبذول لتكون القرى بنفس كفاءة وجودة حياة المدن.
 
3 ربما تكون أولى رسائل الطمأنينة أن المؤتمر هو فى الحقيقة عرض تفاصيل وخطوات مشروع حياة كريمة، وهو أضخم المشروعات القومية على مدى 8 سنوات، لتنمية وإعادة بناء الريف المصرى لتغيير حياة 58% من المصريين خلال 3 سنوات. إعلان مثل هذا المشروع يعنى استمرار تدفق مياه النيل، وأن المصريين يسيرون فى بناء دولتهم بلا تردد ولا التفات.
وكانت طريقة عرض مشروع حياة كريمة تعبيرا عن عمل جماعى للحكومة بكل وزاراتها، وأيضا كشفا عن كيفية تخطيط وإدارة مشروع بهذه الضخامة، والقدرة على متابعته وتنظيمه وإنجازه بطريقة حديثة، من خلال شباب مصريين موهوبين ومؤهلين تخرجوا فى البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب، وفى الأكاديمية الوطنية للتدريب، وهو ما يمثل رسالة أخرى بأننا لسنا بصدد مشروع دعائى، لكننا أمام مشروع جاد لدولة قررت أن تلتحق بالمستقبل، وتعيد بناء قدراتها بطاقاتها البشرية، وتقدم أبناءها وتحملهم المسؤولية للقيام بمهام التنمية والتطوير والإنجاز.
 
حياة كريمة مشروع لإعادة بناء الدولة الحديثة وصياغة عقد اجتماعى يجعل الريف شريكا فى التنمية، ليشعر أبناؤه بانعكاس نسبة النمو على الصحة والتعليم والطرق والكهرباء والمياه والصرف والغاز والخدمات وجودة الحياة. 
 
«حياة كريمة» أكبر وأوسع من مجرد مبادرة، فهى أقرب لعقد اجتماعى يحول الإصلاح إلى عملية شاملة، تصل إلى الريف وأعماق مصر المنسية على مدى عقود، وتغير حياتهم جذريا، ليصبحوا شركاء فى التنمية.
 
4 رئيس الوزراء استعرض محاور العمل بالمشروع القومى لتطوير الريف والمبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، باعتباره مشروع القرن 21 وأيقونة الجمهورية الجديدة، ويشارك فيه الشباب المتطوع من خلال مؤسسة «حياة كريمة»، وتتضمن المتابعة الميدانية والتوعية المجتمعية، وتقديم الخدمات الطبية، وبالفعل تم استعراض طريقة عمل المشروع، من خلال غرفة مركزية مربوطة إلكترونيا بالصوت والصورة مع كل نقاط العمل الميدانية فى أنحاء القرى بالمحافظات. واستعرض المتطوعون آخر المشروعات ونسبة التنفيذ، بالصوت والصورة، وهو أمر يكشف عن عمل مؤسسى يتم بطريقة حديثة.  
 
رئيس الوزراء قال: إن الدولة نفذت، ولا تزال، على مدار السنوات السبع الماضية العديد من المشروعات القومية، تجاوزت تكلفتها 6 تريليونات جنيه، ليست مجرد منشآت حديثة، ولكنها إعادة رسم خريطة مصر، وتوزيع البشر والإمكانات الاقتصادية على جميع ربوع الوطن.
 
مدبولى استعرض 10 ملامح رئيسية لمشروع «حياة كريمة»، ستحدث لأول مرة فى تاريخ مصر، وتغطى 4500 قرية، وأكثر من 28 ألف تابع، تنفذ فيها المشروعات فى 175 مركزا و20 محافظة، كما تستهدف الدولة لأول مرة بمشروع قومى واحد أكثر من نصف السكان نحو 58%، وهو ليس من مكون واحد ويشمل كل جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية، ويتم تنفيذه بنسبة 100% باستثمارات مقررة تتجاوز 700 مليار جنيه، وأن أفكار هذا المشروع بدأت بأحلام الشباب، أطلقه الرئيس ثم بلورت الحكومة خطته التنفيذية فى صورة مشروعات وخطط، وسيتم تنفيذه بأياد وسواعد مصرية، وجميع المواد المستخدمة ستكون مصنعة محليا، ولأول مرة سيختار المواطن المصرى مشروعاته فى «حياة كريمة»، من خلال اجتماعات مع الأهالى فى القرى للتعرف على احتياجاتهم.
 
مبادرة «حياة كريمة» ستشهد لأول مرة إطلاق مؤشرات لقياس جودة الحياة بقرى الريف، وكيفية القيام برفع مستوى كفاءة وجودة مياه الشرب، والخدمات الصحية، والصرف الصحى، وتحسين مؤشرات التعليم، وزيادة فرص العمل، ويشمل خدمات لم تكن متاحة مثل «شبكات الغاز الطبيعى، والاتصالات، والألياف الضوئية، والمجمعات الزراعية»، فضلا عن المجمعات الخدمية المتقدمة للمصالح الحكومية فى القرى الأم.
ومن هنا يمكن أن يشعر المصريون بثمار نتائج عملهم، وشجاعتهم وصبرهم، وهو ما يضاعف من مخزون الثقة التى توحد المصريين فى الحاضر والمستقبل.
 
5 لقد كان مؤتمر حياة كريمة فى الاستاد حاملا لرسائل متعددة، ومع الأهمية الكبرى للمشروع، إلا أنه كان مناسبة لطمأنة الشعب، باعتباره هو وحده صاحب القرار، وحرص الرئيس السيسى على تأكيد هذه العلاقة بكلمات حملت الحسم والسياسة، والقدرة مع الصبر، ووجه تحيته مرات للشعب المصرى، وقال:«أعبر عن عظيم امتنانى للشعب المصرى العظيم على كل ما بذله من جهود، وما قدمه من تضحيات، لنقف اليوم آمنين مطمئنين سعيا للبناء والتطوير والتنمية.. كانت التحديات كبيرة، ولكنها أبدا لم تكن أكبر أو أقوى من إرادتنا على مواجهتها والعبور بالوطن نحو آفاق المستقبل». 
 
واعتبر الرئيس أن الإنسان هو كنز هذا الوطن، وأيقونة انتصاره ومجده، وختم بكلمات تحمل المزيد من الثقة فى الشعب، وإنجاز يليق بالمصريين، ويعبر عن إرادتهم ويناسب تطلعاتهم ويمثل تضحياتهم.
 
6 اعتبر الرئيس مشروع حياة كريمة تدشينا للجمهورية الجديدة، المولودة من رحم ثورة 30 يونيو العظيمة، وتقوم على مفهوم الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة، التى تمتلك القدرات الشاملة عسكريا، واقتصاديا، وسياسيا، واجتماعيا، وتعلى مفهوم المواطنة وقبول الآخر، وتسعى لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية.
وتضمنت الرسائل الحديث عن «تنمية سياسية تحقق حيوية للمجتمع المصرى، قائمة على ترسيخ مفاهيم العدالة الاجتماعية والكرامة والإنسانية»، وهو ما يشير إلى خطوات فى طريق التنوع السياسى والاجتماعى بما يعبر عن المجتمع. 
 
وجه الرئيس السيسى التحية للجيش المصرى العظيم والشرطة،  وكل عامل بنى لمصر المجد، وكل فلاح زرع لها الأمل، وكل عالم أضاء لها النور، وللمرأة المصرية، وجدد عهده بأن يظل مخلصا لإرادة الشعب واثقا فى قدراته مؤمنا بعزائمه.
 
وختم بالتأكيد على أن ما تحقق من إنجاز كان حلما، لكنه أكد أيضًا أن «الأحلام لا تسقط بالتقادم.. والإيمان بالحلم يصيغ الحاضر ويصنع المستقبل».
 
مؤتمر حياة كريمة نجح فى توصيل رسائل طمأنة للشعب، من واقعية امتلاك القدرة والقوة، وأيضًا من استمرار عملية البناء، لاستكمال طريق المصريين نحو المستقبل بالثقة والعمل.
عدد اليوم السابع

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة