هي ديانا ساندرو أو كما ينادونها الجميع "ديدى"، تشعر بحبها لأم الدنيا من نظرات عينها اللامعة حين تتحدث عن مصر، تقول ديدى: أتيتُ إلى هنا منذ 10سنوات جذبتني الطبيعة الخلابة وقلوب الناس الصافية، فقررت أن أعيش في المكان الذي أعشقه "مصر"، وأقوم بعمل شيء يُسعد الجميع، هذا غرضي في الحياة وهدفي هو خدمة المجتمع وخاصة في مجال التعليم.
المكان عزبة البحاروة بمدينة العياط محافظة الجيزة، توجهنا محررو موقع "اليوم السابع" لنعيش معًا يومًا في حياة "ديديى" الألمانية التي عشقت تراب مصر فلم تستطع العودة إلى بلدها، وقررت العيش على ضفاف النيل فأنشأت "مدرسة النيل" لأطفال .
"قررت عدم الزواج، لا أفضل أي شيء يلهيني عن ما أحب، فأنا أشعر أن جميع العالم عائلتي وكل الأطفال أطفالي"، هكذا تعيش "ديدى" في عالمها الخاص، تقول السيدة الستينية ذات الشعر الأبيض: أتيتُ إلى مصر في زيارة لإحدى صديقاتى تعيش هنا، وأول ما شاهدته الأهرمات وشعرت كأي سائحة تشاهدها لأول مرة بعظمتها فمنحتي إحساسا عظيما دفعنى للعيش في مصر، وخاصة بالقرب منها، فقررت أن أعمل شيء ذات قيمة.
مكان متسع تحيط به الزراعات من كل مكان، يلفت نظرك هناك بوابة عليها رسومات جذابة بألوان مبهجة تفتح مرتين يوميًا الأولى لدخول الأطفال في حدود الساعة 8، والثانية لخروجهم في الساعة الـ 11 صباحًا، ترى ما الذي يتعلمه الأطفال في مدرسة تملكها سائحة ألمانية تعيش في احدى القرى المصرية.
تقول ديدي" بدأنا بعدد بسيط من الأطفال الصغار ليكون التعليم تلقائيا ويستطيعون استيعابه، كان لدي ما يقرب من 30 طفلا مقسمين إلى 3 مجموعات، يدفع الطفل 30 جنيهًا شهريًا، ولديا متبرعون يقومون بدفع رواتب المدرسين، والآن كبرت المدرسة وزاد عدد الأطفال وأصبح لديا أجيال، فالكبار يأتون إلى هنا ويعلمون الصغار، يتعلمون اللغة الإنجليزية، وعزف الموسيقي، نلعب سويًا البازي لكي يتعلمون التفكير في الأمور المختلفة وإيجاد حلول، كما أننا نقضي أوقات لعب كثيرة في الحديقة، فأنا مهتمة بها جدًا وحريصة على زراعة الزهور والمختلفة ليحبوا الحياة ويكون لهم نظرة إيجابية داخل المجتمع.
عشقت تراب مصر فقررت أن تخرج من أرضه كل ما هو يبعث للحياة، تقول ديدى:" أنا عاوزة الناس يحبوا الأرض ويزرعوها ويصنعوا مكان جميل لطيف يقضوا فيه أوقاتهم، القرية هنا مافيش فيها زهور إلا هنا، الناس هنا مايعرفوش ثقافة الاستمتاع بكل اللي حوليهم، التعليم مش بس المدرسة، التعليم حاجات كتيرة، منها إزاى أعيش، وأعمل، وأكل، وازاى أفكر في الله".
وتابعت ديدى:"أعشق مصر بكل ما فيها ناسها، وسماها وأرضها وأكلها، أحب البامية والملوخية، السبانخ والخوخ والمانجة، بحب كل حاجة في مصر".
وأنهت عاشقة تراب مصر حديثها لليوم السابع قائلة: أتمنى أن أطور المكان بحديقة واسعة تستوعب لعب الأطفال، كما أنى أتمنى إنشاء مكان للفتيات لتعليمهن الخياطة، الناس هنا لطفاء للغاية، يساعدونني، تعلمت منهم الصبر، أنا هنا أشعر بالأمان لا أحد يزعجنى وهذا مؤشر جيد جدًا بعد 10 سنوات قضيتها هنا بين السماء ومياه النيل شريان الحياة، أنا سعيدة بالسلام الداخلى الذى أشعر به هنا، أنا أحب مصر .