تتجه أعين العالم أجمع حاليًا صوب الأراضى السعودية حيث يؤدى آلاف المسلمين فريضة الحج وسط إجراءات احترازية بسبب تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد، وبينما يؤدى الحجاج المناسك فى سهولة ويسر، فإننا نتذكر أن رحلة الحج لم تكن أبدًا سهلة أو ميسرة فى الماضى، بل سبق التطور والتكنولوجيا المتوفرة حاليًا، العديد من الوسائل البدائية في القرن الماضى وصولًا إلى العصر الحالى، حيث تطورت وسائل المواصلات خلال رحلة الحج بصورة كبيرة لتيسر على الحجيج الوصول لأداء المناسك، وتنوعت خلال العصور المتعاقبة تلك الوسائل منذ استخدام الركايب "الدواب" لتتطور إلى اللوارى والهاف، وصولًا إلى استخدام وسائل النقل الحديثة التى تشهدها الأراضى المقدسة فى ذلك العصر.
وفى هذا الصدد، نشرت دارة الملك عبد العزيز، عبر حسابها بموقع "تويتر"، مقطع فيديو يوثق تلك المحطات في استخدام الحجيج وسائل المواصلات، ويقول التقرير المصور لرحلة تطور وسائل مواصلات الحج: "منذ أن أذَّن نبي الله إبراهيم عليه السلام بالحج اعتمد ابن الجزيرة العربية على وسائل النقل لتلبية ذلك النداء الإيمانى، واستخدم "الركايب" ثم "اللواري" ثم "الهاف" إلى وقت قريب".
ومن جهته، قال الدكتور أحمد الوشمى، باحث في التراث، من خلال الفيديو، "الحجاج كانوا يجيئون على الركائب قبل السيارات ويستغرقون 20 يوما على الطريق، ثم كانوا يستخدمون السيارات الحمالة التي كانت مصنوعة من الخشب، ثم بعد ذلك "الهاف" في أواخر الثمانينات".
دارة الملك عبد العزيز، مؤسسة ثقافية فى المملكة العربية السعودية، أنشئت لخدمة تاريخ وجغرافية وآداب وتراث المملكة العربية السعودية والدول العربية والدول الإسلامية بصفة عامة، كما توثق العديد من الأحداث التاريخية التي تشهدها السعودية خلال الحقبة الماضية.
ويشار إلى أن نحو 60 ألف شخص فقط من المواطنين والمقيمين، يشاركون فى موسم الحج هذا العام، وتم حصره على المقيمين داخل الأراضى السعودية والملقحين منهم فقط على أن لا يقل عمره الحاج عن 18 عاما ولا يزيد عن 65، ولا يعانى من أى أمراض مزمنة، مقارنة بـ2.5 مليون شخص فى آخر حج قبل تفشى جائحة فيروس كورونا عام 2019.
يأتى ذلك فى ظل جهود مكثفة من قبل السلطات للحفاظ على التدابير الوقائية، حيث استحدثت وزارة الحج ما يدعى بـ"بطاقة الحج الذكية" تحت اسم "شعائر"، وتسمح البطاقة بوصول الحجاج للمخيمات والفنادق والتنقل بين المناطق المقدسة بدون أى تلامس، بالإضافة إلى تتبع أى حاج فقد الاتصال به.