أحد العناوين الحاضرة فى الجمهورية الجديدة التى يرسى دعائمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، هو تحقيق الاصطفاف الوطنى، من خلال التكاتف بين جميع مكونات الشعب المصرى، خلف القضايا الوطنية، وهو ما نلمسه فى العديد من القضايا والتحديات المطروحة على الساحة فى الوقت الراهن، سواء كانت داخلية أو خارجية.
هذا العنوان تمثل فى أبهى صوره، خلال المؤتمر الأول للمبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، مساء أمس الأول الخميس، فقد كان الحضور داخل استاد القاهرة، ممثلاً لكل مكونات الشعب، أيا كانت الاختلافات، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، فالجميع كان على قلب رجل واحد، واقفين خلف القيادة السياسية داعمين لها، ومساندين لتوجهاتهم ومشروعاتهم التى تعمل على تغيير شكل ومضمون الدولة المصرية، وأيضًا الحفاظ وصون أمن ومقدرات الدولة.. الجميع يهتف بلسان واحد «تحيا مصر».
الحضور فى استاد القاهرة كان معبرًا بصدق عن مقولة إن شعب مصر هو قلبها النابض بالحياة، المدرك لحقيقة التحديات والمخاطر، والواثق فى قيادته السياسية ممثلة فى الرئيس عبدالفتاح السيسى، ومؤسسات الدولة، والمستعد للزود على الوطن فى أى وقت.
لا فارق بين معارض أو مؤيد.. الجميع كان حاضرًا، ومساندًا للدولة ورئيسها، وداعمًا للمشروعات الوطنية التى تقوم بها الدولة وعلى رأسها «حياة كريمة» الذى يستحق بحق أن يكون مشروع القرن الـ21 ليس لمصر فقط، وإنما للعالم كله، فهذا المشروع أو المبادرة وضعت أسسا ومعايير لكيفية الاهتمام بالقرى والريف، تستحق أن تكون نموذجًا للدول التى لديها نفس المشكلة، ولديها أيضًا الرغبة فى أن تنال يد التطوير والتنمية كل ربوعها، فكما كانت مبادرة «100 مليون صحة» التى أطلقها الرئيس السيسى قبل سنوات نموذجًا لدول أخرى، فإن «حياة كريمة» هى بداية الاهتمام العالمى بالفئات المهمشة، خاصة أن مكونات ومعايير المبادرة الرئاسية لم تغفل أى جانب، بل استطاعت أن تعيد رسم خريطة الدولة المصرية، ليس فقط من خلال الاهتمام بالتطوير والتنمية المادية المتمثلة فى بناء المدارس والوحدات الصحية وغيرها، وإنما شملت أيضًا العنوان الأبرز، وهو بناء المواطن المصرى بناءً يهتم بصحته وتعليمه وثقافته، وقبل كل ذلك توفير مصدر دخل ثابت يستطيع من خلاله رب الأسرة أن ينفق منه على أسرته، بتوفير مشروعات صغيرة تناسب البيئة الريفية، وقدرات كل أسرة، لذلك حظيت المبادرة بدعم كل المصريين، وليس فقط الفئات المستهدفة من المبادرة والبالغ تعدادهم 58 مليونًا.
والحقيقة أن الاصطفاف الوطنى لم يكن وليد اللحظة، وإنما هو فلسفة واستراتيجية سار عليها الرئيس السيسى، منذ أن اخترناه لتحمل المسؤولية فى 2014، فبابه لم يغلق فى وجه أحد، ما دام لديه فكرة ورؤية، لذلك رأينا وتابعنا الكثير من المخرجات التى كانت من نتاج الاهتمام الرئاسى بمضمون وفلسفة الاصطفاف الوطنى الذى يقوم على عدم استبعاد أحد، أيًا كانت أيديولوجيته، وكانت المؤتمرات الوطنية للشباب أحد أهم هذه المخرجات التى شهدت العديد من المبادرات الوطنية، ومنها مبادرة حياة كريمة، فقد كانت هذه المبادرة فى الأساس فكرة شبابية طرحت، خلال المؤتمر الوطنى للشباب، ولاقت دعمًا ومساندة قوية من الرئيس السيسى.
كما أن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين هى أحد المخرجات المهمة لفكرة الاصطفاف الوطنى، فالتنسيقية تضم أكثر من 25 حزبًا مختلفًا، سياسيًا وأيديولوجيًا، لكنها متفقة على شىء واحد، وهو أن مصر تستحق أن يعمل الجميع من أجلها، لذلك ذابت الفروقات السياسية بين أعضائها وهم يناقشون القضايا الوطنية والتحديات.
أمثلة كثيرة ومتعددة لمضمون الاصطفاف الوطنى الذى تؤمن به الدولة المصرية وقيادتها، لذلك كان المشهد فى استاد القاهرة رسالة قوية للجميع فى الداخل والخارج، أن مصر على قلب رجل واحد، لا يفرقها أحد، ولن يستطيع أحد مهما كان أن يكسر هذا الاصطفاف الذى تحول إلى صخرة صلبة وقوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة