منذ 1957 عامًا، وبالتحديد في 18 يوليو عام 64، نشب حريق ضخم في روما ظل يأكل في أحيائها ويقضي علي جمالها لمدة 5 أيام متتالية، إذ دمر الحريق 10 أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشرة، وكان ذلك فى السنة العاشرة من حكم الإمبراطور نيرون، الذي دارت حوله الأتهامات والشكوك حول تدبيره للحريق.
من لم يسمع بحريق روما الكبير، ومن لم يعرف نيرون الذي يتخيله الجميع عند سماع قصة الحريق إنسان بلا قلب وظالم حرق مدينة بأكملها ليرضي أهواءه، لكن كان لصناع السينما المصرية رؤية مختلفة تماما في شخصية نيرون، حيث اتخذوا منه مادة لصنع فكرة كوميدية لا مثيل لها، لتحول صورة نيرون من الشخص الشرير للشخص المجنون الذي لا يلام علي تصرفاته.
وكعادة المصريين في خلق الكوميديا والقدرة علي تحويل الأمور الجادة إلي ساخرة، اتخذ صناع فيلم "المليونير" من شخصية نيرون مادة كوميدية ساعدت علي رسم الضحكة، حيث ظهر خلال "أوبريت العقلاء" الذي جاء ضمن أحداث الفيلم، و ضم مجموعة من الشخصيات التاريخية بشكل ساخر، وصور نيرون شخص مجنون وغير مسئول جسده المونولوجست الراحل إبراهيم فوزي، وأخذ يغني “والنبي نولوني الولاعة عايزة أولع روما بحالها..أنا مستعجل عندي إذاعة خطبة مهمة لازم أقولها”.
أوبريت "العقلاء" هو أغنية حوارية يؤديها مجموعة من المجانين، مع الكوميديان الكبير إسماعيل ياسين، وهى فكرة وكلمات المؤلف الكبير الراحل أبو السعود الإبيارى، ومن ألحان الملحن الراحل عزت الجاهلى،وقدم أبو السعود الإيبارى من خلال الأغنية محاكاة ساخرة لكل من نابليون بونابرت والإمبراطور الروماني نيرون وعنترة بن شداد.
فيلم "المليونير" من بطولة إسماعيل ياسين وكاميليا وسراج منير وسعاد مكاوي وزينات صدقي وإستيفان روستي، تأليف مأمون الشيناوي، إخراج حلمي رفلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة