تشهد الصناعة تحولات عالمية كبيرة، ولا سيما بعد تحول دولة عظمى مثل الصين من الصناعات النسيجية والملابس إلى صناعات ذات ربحية أعلى بكثير تزامنا مع ارتفاع الأجور بشكل كبير، بجانب محاولة الصين للحد من الملوثات بشكل كبير بعدما باتت من أكثر الدول المتسببة في الانبعاثات الصناعية وتلويث المياه خاصة الأنهار لديها، وبالتالي الإضرار بالأرض، والمساهمة في زيادة التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية .
الفرصة باتت مواتية لمصر التي بدأت بالفعل مشروعا كبيرا لتطوير صناعة المنسوجات بتكاليف تزيد على 22 مليار جنيه مع تحول الصين التدريجى من منتج للملابس والمنسوجات الى مستهلك .
وحول تلك المتغيرات العالمية، يكشف الخبير الاقتصادى المهندس أشرف بدوى لـ"اليوم السابع"، أن الفترة القادمة ستكون الصين مستهلكا للمنتجات النسيجية، بعد اهتمامها بالصناعات الأكثر ربحية مثل الخلايا الشمسية والذكاء الاصطناعي والروبوت وكتير جدا من الشركات الصينية استثمروا فى اوزباكستان فى قطاع الغزل واستثمروا فى بنجلاديش وكمبوديا وسيرلانكا فى قطاع المنسوجات والملابس الجاهزة، وبذلك سيحدث تغيير جذري فى مستقبل الصناعة النسيجية الصينية خلال السنوات الثلاثة القادمة.
أضاف بدوى، أنه بالنسبة لنا هناك فرص قوية وممتازة شريطة استغلال خروج الصين من سوق صناعة الملابس، وبالتالي الحصول على الجزء الأكبر من حصتها السوقية العالمية، لافتا أن الصين أكبر دولة عالميا منتجة للغزل والنسيج ..وخصوصا منتجات البوليستر.
أشار إلى أن مبيعات القطن لسنة 2020 تبلغ لنحو 38.5 مليار دولار، ومتوقع وصولها الي 46.56 مليار دولار سنة 2027 بمعدل زيادة نمو تراكمي الي 2.74% ما بين سنه 2020 إلي 2027 مما يمنحنا فرصا كبيرة في هذا الاتجاه.
ولفت إلى أنه من المهم أن نستفيد بالقطن المصرى في الصناعة والتركيز على صناعة الملابس؛ لأنه كلما زادت القيمة المضافة زاد ربح الصناعة، حيث إن ربح صناعة الغزول والمنسوجات يكون فقط في حدود 5%، في حين يتضاعف كثيرا في صناعة الملابس ، لافتا ان القطن محصول استراتيجي وقد كان له دور أساسي في بداية القرن الثامن عشر أثناء التطور الصناعي، ومازال يتربع علي عرشه الهند والصين وباكستان والولايات المتحدة، وإن كانت الولايات المتحدة لم تهتم أو تطور صناعة المنسوجات؛ إلا أن دول شرق آسيا أصبحت المسيطرة عليه وحققت نجاحات مبهرة غير طبيعية، حيث إنها تفضل الملابس القطنيه عن غيرها وأصبحت تتحكم تماما في الميزان العالمي للاقطان، وقد دخلت معها أوزبكستان، فيما تعتبر بنجلاديش الحصان الاسود لصناعه المنسوجات القطنية في العالم وتصديرها كملابس قطنية.
أضاف أشرف بدوى، أنه مازالت الصين هي اكبر دوله في العالم مصدرة للغزل والنسيج وقد قدر حجم الإنتاج العالمي من الغزل والنسيج بمبلغ 920 مليار دولار سنة 2018، والتوقعات سنة 2024 ، ليصل الي. 1.230 تريليون دولار بمعدل نمو متوقع 5% ، كاشفا انه قد بلغت حجم مبيعات المنتجات القطنية فقط 378.6 مليار دولار بما يعادل 41% من الانتاج العالمي، نتيجة لخواصه الممتازة ، فيما تمثل منتجات البوليستر 28%من الانتاج العالمي.
أما الملابس الجاهزة والأقمشة فهي تعتبر الحجم الأكبر بمبلغ 712مليار دولار. حسب إحصائية 2019 ،وتمثل 77% من الانتاج العالمي.
أوضح، أنه آن الأوان أن تتبوأ مصر مكانتها الدولية في صناعة الملابس، فنحن نمتلك القطن المصرى الأهم في العالم ولا ينقصنا إلا بعض الخبرات المحلية أو العالمية تزامنا مع تحديث مصانعنا؛ بما يواكب التجارة العالمية ، مشددا على أهمية فتح الباب للخبرات المصرية الواعدة في هذا المجال، بما يضمن نجاح مشروع تطوير صناعة الغزل والنسيج والملابس وقبلها مشروع الارتقاء بالقطن المصرى.
وبحسب إحصاءات دولية وتقارير إعلامية متخصصة حول الدول الصناعية بنهاية عام 2020 ، فإن قطاع الملابس يلعب دورًا مهمًا للغاية في التنمية الاقتصادية لكل بلد، ومع زيادة الطلب ، تقوم البلدان في جميع أنحاء العالم بتصنيع منتجات الملابس وبيعها في الخارج.
بحسب الإحصاءات فإن الصين تتصدر دول العالم حيث تعد صناعة الملابس الصينية أكبر منتج ومصدر في العالم منذ عام 1993. وتنتج هذه الدولة 52.2٪ من منتجات الملابس من إنتاج الملابس العالمية وتحقق أرباحًا قدرها 118.5 مليار دولار.
كما تنتج أجود أنواع المواد الخام والمنتجات الجاهزة أو الجاهزة مما تجعلهم من كبار المصدرين هي الإنتاج المنخفض التكلفة ، والآلات الحديثة ذات التقنية العالية ، والهيكل الصناعي ، وتقدم العمل في الأسواق المحلية والعالمية.
علاوة على ذلك ، يستخدمون أحدث التقنيات والقوى العاملة الضخمة في إنتاجهم. هذا هو السبب في أنهم استحوذوا على أكثر من نصف حصة العالم ، وما زالوا يكتسبون المزيد من الأسهم.
أضافت الإحصاءات، أن ألمانيا تحتل المرتبة الثانية في تصدير منتجات الملابس الجاهزة حيث تبلغ قيمة الصادرات السنوية لهذا البلد ما يقرب من 40 مليار دولار.
ومع ذلك ، لم يكن كما كان من قبل، في الآونة الأخيرة ، قاموا بتغيير طريقة تفكيرهم في الماضي ، كان تركيزهم الرئيسي على إنتاج المزيد من المنتجات مع الحفاظ على السعر أقل قدر الإمكان.
لكن تركيزهم الرئيسي الآن هو إنتاج منتجات عالية الجودة. بالإضافة إلى ذلك ، لديهم تقنيات متقدمة ، لذا لا بد من القول إن ألمانيا لديها احتمالية كبيرة أن تقود هذه الدولة يومًا ما هذه الصناعة كما تفعل الصين الآن.
فيما تحل دولة بنجلاديش المرتبة الثالثة وهي واحدة من أفضل الملابس في البلدان المصدرة واحتلت هذه الدولة المرتبة الثانية في تصدير منتجات الملابس حتى عام 2018. ولكن بنغلاديش الآن تحتل المركز الثالث في تصنيف مصنعي الملابس في العالم حيث تعد تكلفة العمالة منخفضة للغاية والقوى العاملة متوفرة.
أما فيتنام تحتل المرتبة الرابعة بين دول تصنيع الملابس في جميع أنحاء العالم، وتبلغ قيمة صادراتها حوالي 38 مليار دولار، حيث ينصب تركيزهم الرئيسي على التخصص والتحديث وإنتاج منتج عالي الجودة للمنافسة في هذا السوق التنافسي.
وفى المرتبة الخامسة تأتى الهند وتنقسم صناعة الملابس الخاصة بهم إلى قسمين. الأول هو القطاع غير المنظم ، والذي يشمل النول اليدوي ، وتربية دودة القز ، والحرف اليدوية.
والثاني منظم ، حيث يصنع الغزل والنسيج والملابس ، هنا يكون القطاع غير المنظم أكثر تنافسية من القطاع المنظم. يبلغ حجم مبيعاتها من الصادرات 37.11 مليار دولار.
وسادسا تأتى إيطاليا كثانى دولة أوروبية في القائمة بعد المانيا وتعتبر صناعة الملابس الإيطالية لها مكانة بارزة في عالم الموضة.
فإيطاليا لديها عناصر متنوعة للغاية في خط الإنتاج الخاص بهم. ينتجون جميع أنواع المنسوجات ، بما في ذلك القطن والكتان والحرير والصوف وما إلى ذلك.
يستخدمون أيضًا تقنيات المنسوجات الإلكترونية لإفادة المستخدم وكذلك للمساهمة في بيئة العالم ، وتبلغ قيمة الصادرات الإيطالية حوالي 36.5 مليار دولار تليها تركيا ، تبلغ قيمة صادرات صناعة تصدير الملابس الجاهزة في تركيا الآن حوالي 29 مليار دولار.
وتحتل الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الثامنة عالميًا في تصدير منتجات الملابس الجاهزة.
في الولايات المتحدة ، تكلفة العمالة اليومية هي واحدة من أعلى تكلفة، وهذا هو السبب في أن منتجاتهم باهظة الثمن، ومع ذلك ، فإن جودة المنتجات من الدرجة الأولى.
وتاسعا تاتى هونج كونج حيث تشتهر هونغ كونغ بتصدير غزل القطن ، والحياكة القطنية ذات المقاييس الدقيقة ، وما إلى ذلك ، لقد كانوا من أفضل وأكبر المصدرين حتى عام 1993. وهم الآن في المركز التاسع لتصدير المنسوجات والملابس في العالم.
وأخيرا في المرتبة العاشرة إسبانيا، وهى واحدة من أكبر صناعات المنسوجات وآلات النسيج ، بقيمة بحوالي 20 مليار دولار.