جاءت سنة 45 هجرية، وفيها واصلت الدولة الإسلامية توسعها، كما رحل عن الدنيا عدد من الصحابة، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "سنة خمس وأربعين":
فيها: ولى معاوية البصرة للحارث بن عبد الله الأزدى، ثم عزله بعد أربعة أشهر، وولى زيادا فقدم زياد الكوفة، وعليها المغيرة فأقام بها ليأتيه رسول معاوية بولاية البصرة، فظن المغيرة أنه قد جاء على إمرة الكوفة، فبعث إليه وائل بن حجر ليعلم خبره.
فاجتمع به فلم يقدر منه على شىء، فجاء البريد إلى زياد: أن يسير إلى البصرة، واستعمله على خراسان وسجستان، ثم جمع له الهند والبحرين وعمان.
ودخل زياد البصرة في مستهل جمادى الأول، فقام في أول خطبة خطبها - وقد وجد الفسق ظاهرا - فقال فيها:
أيها الناس، كأنكم لم تسمعوا ما أعد الله من الثواب لأهل الطاعة، والعذاب لأهل المعصية، تكونون كمن طرقت جبينه الدنيا، وفسدت مسامعه الشهوات، فاختار الفانية على الباقية.
ثم ما زال يقيم أمر السلطان، ويجرد السيف حتى خافه الناس خوفا عظيما، وتركوا ما كانوا فيه من المعاصي الظاهرة، واستعان بجماعة من الصحابة.
وولى عمران بن حصين القضاء بالبصرة.
وولى الحكم بن عمرو الغفاري نيابة خراسان.
وولى سمرة بن جندب، وعبد الرحمن بن سمرة، وأنس بن مالك، وكان حازم الرأي ذا هيبة داهية، وكان مفوها فصيحا بليغا.
قال الشعبى: ما سمعت متكلما قط تكلم فأحسن إلا أحببت أن يسكت خوفا من أن يسيء إلا زيادا، فإنه كان كلما أكثر كان أجود كلاما.
وقد كانت له وجاهة عند عمر بن الخطاب.
قال ابن جرير: وحج بالناس في هذه السنة مروان بن الحكم وكان نائب المدينة.
وفي هذه السنة: توفي زيد بن ثابت الأنصاري، أحد كتَّاب الوحي ، وقد كان زيد بن ثابت من أشد الناس ذكاءً تعلم لسان يهود وكتابهم في خمسة عشر يوما.
قال أبو الحسن بن البراء: تعلم الفارسية من رسول كسرى في ثمانية عشر يوما، وتعلم الحبشية، والرومية، والقبطية، من خدام رسول الله ﷺ.
قال الواقدي: وأول مشاهده الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة.
وفي الحديث الذي رواه أحمد والنسائي: «وأعلمهم بالفرائض زيد بن ثابت».
وقد استعمله عمر بن الخطاب على القضاء.
وقال مسروق: كان زيد بن ثابت من الراسخين.
وفيها: مات سلمة بن سلامة بن وقش عن سبعين، وقد شهد بدرا وما بعدها، ولا عقب له.
وعاصم بن عدي وقد استخلفه رسول الله حين خرج إلى بدر على قبا وأهل العالية، وشهد أحدا وما بعدها.
وتوفي عن خمس وعشرين ومائة، وقد بعثه رسول الله هو ومالك بن الدخشم إلى مسجد الضرار فحرقاه.
وفيها: توفيت حفصة بنت عمر بن الخطاب أم المؤمنين، وكانت قبل رسول الله ﷺ تحت حنيس بن حذافة السهمي، وهاجرت معه إلى المدينة فتوفي عنها بعد بدر.
فلما انقضت عدتها، عرضها أبوها على عثمان بعد وفاة زوجته رقية بنت الرسول الله ﷺ، فأبى أن يتزوجها؛ فعرضها على أبي بكر فلم يرد عليه شيئا، فما كان عن قريب حتى خطبها رسول الله ﷺ فتزوجها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة