مصطفى فرغلى

عيد الأضحى.. قصة بها بشرى وصبر وطاعتان

الثلاثاء، 20 يوليو 2021 11:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عيد أضحى مبارك ، قصة فداء وتضحية، يحتفل بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، مناسبة يطلق عليه المصريون العيد الكبير، يحتفون فيها بذبح خروف أو عجل أو ناقة، أو ما استطاع المسلم المقتدر أن يفدى به أو يضحى به في هذا اليوم العظيم.

البهجة والفرحة والهدايا والصدقات، أهم ما يميز عيد الأضحى، فهذا يوزع الحلويات، أثناء صلاة العيد، وذاك يرسل الملابس لفقراء يعرفهم، وآخر وزع لحوم الأضاحى على جيرانه وأقاربه، ما يدل على معدن المصريين الأصيل، الذين لا يعرفون حقدا ولا غلا، بل عرفوا الحب ونشروه ووزعوه، وإن ظهر غير ذلك لفظوه بكل قوتهم.

جانب آخر نعرفه في عيد الأضحى، نتعلمه ونظل نتعهده طيلة عمرنا، ألا وهو طاعة الأبناء للآباء، وثقتهم في ربهم العلى القدير، حيث طاعة النبى إسماعيل لأبيه النبى إبراهيم، في أمر ذبحه، فتروى الآيات هذا المشهد العظيم في تسع آيات محكمات، فيقول الله جل وعلا في سورة الصافات " فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَر سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102) فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (108) سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ".

الآيات بها بشرى وصبر ورحمة وطاعتين، فبعد سنين طوال بشر الله إبراهيم بإسماعيل، ثم أمره بذبحه، فصبر ونفذ ما أُمر به، فتظهر طاعة أخرى من جانب الابن الصالح، فتنزل رحمة من الله جل وعلا بفداء الابن بذبح عظيم، الآيات تدل على وجوب طاعة الأبناء للآباء، ما دام الأب صالحا ولا يأمر بشر.

نتمنى من كل الأبناء ألا يرهقوا آباءهم، وأن يطيعوهم في الخير، ونتمنى عيدا سعيد على كل المصريين، مسلمين ومسيحيين، فقد قال الله جل وعلا: "لَّا يَنْهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوٓاْ إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ" ويقول أيضا : "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَٰرَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ"، فتحابوا وتحلوا بالقسط كل إلى أخيه، فيعم الخير والسلام على مصرنا الحبيبة.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة