تعانى الدولة السورية من دمار وخراب جراء الحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد منذ أحداث مارس 2011، وهو ما أدى لتدمير البنية التحتية لمدن سورية بشكل كامل، والتي تشكل أبرز التحديات التي تواجه حكومة دمشق والرئيس السورى بشار الأسد بعد انتخابه لولاية رابعة.
ويسعى الرئيس السورى بشار الأسد عبر تحالفاته مع روسيا والصين وإيران للشروع في إعادة إعمار المدن المدمرة في الأراضى السورية جراء الحرب الأهلية التي عصفت البلاد، وذلك بعد تمكن قوات الجيش السورى من تحرير عدد كبير من المدن السورية.
ووفقا لما أكده الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، تقدر عملية إعادة اعمار المدن المدمرة في سوريا بحوالي 900 مليار دولار وهى الفاتورة الأكبر في التاريخ الحديث لإعادة اعمار دولة مدمرة، وهذا المبلغ يثير لعاب الدول التي تتطلع لدور أكبر في عملية إعادة الاعمار عقب إيجاد حل سياسى للأزمة.
تواجه سوريا تحديات إنسانية خطيرة حيث أن حوالى 12 مليون شخص في حاجة إلى مساعدة إنسانية بشكل أو بآخر، فيما أكثر من 5 ملايين لاجئ سورى هربوا إلى دول مجاورة.
وزار وزير الخارجية الصيني دمشق منذ أيام في زيارة هي الأولى منذ عام 2011 يأتي ذلك في إطار التحركات التي تقوم بها بكين لمعالجة الانهيارات الاقتصادية وطرح رؤية للحل وإعادة اعمار البلاد، ويمكن للصين أن تضم دمشق في مشروعها لطرق الحرير الجديدة.
ويقع الشرق الأوسط على مفترق طرق الأسواق الآسيوية والأوروبية، وبذلك تصبح سوريا دولة عبور لنقل المنتجات الصينية.
وتخطط الصين للاستثمار في سوريا إذا استقرت البلاد لكن هناك عناصر تعيق ذلك فلا تزال المنطقة مجزأة وغير مستقرة من الناحية الأمنية.
وطرح وزير خارجية الصين رؤية لحل الأزمة السورية خلال زيارته الأخيرة لدمشق ومنها انه يتعين احترام السيادة الوطنية ووحدة الأراضي السورية، ودعت بكين إلى احترام خيار الشعب السوري والتخلي عن وهم تغيير النظام، وترك الشعب السوري يحدد مستقبل ومصير بلاده بشكل مستقل.
وتدعم الصين بقوة سوريا في استكشاف مسار التنمية الخاص بها بشكل مستقل وحماية الوحدة والكرامة الوطنيتين، مشددة على ضرورة وضع رفاهية الشعب السوري في المقام الأول وتعجيل عملية إعادة الإعمار. وتعتقد الصين أن الطريق الرئيسية لحل الأزمة الإنسانية في سوريا يمر عبر رفع جميع العقوبات الأحادية والحصار الاقتصادي عن سوريا بشكل فوري.
وشددت الصين على ضرورة توفير المساعدة الدولية لسوريا بناء على احترام السيادة الوطنية السورية وبالتشاور مع الحكومة السورية، ويتعين زيادة المساعدات الانسانية، وينبغي زيادة شفافية المساعدات العابرة للحدود، كما ينبغي حماية السيادة السورية ووحدة الأراضي السورية، ودعم موقف حازم بشأن مكافحة الإرهاب بفاعلية. وتؤكد الصين ضرورة مكافحة المنظمات الإرهابية المدرجة على قائمة مجلس الأمن، ورفض ازدواجية المعايير.
وتشدد الصين على ضرورة احترام الدور الرائد للحكومة السورية في مكافحة الإرهاب على أراضيها، ورفض جميع المخططات المحفزة على الانقسامات العرقية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، ويتعين أيضا الاعتراف بالتضحيات والإسهامات السورية في مكافحة الإرهاب، على أن تدعم الصين الموقف السوري الخاص بمكافحة الإرهاب وستشارك مع سوريا في تعزيز التعاون العالمي بشأن مكافحة الإرهاب.
وتدعو الصين لضرورة دعم حل سياسي شامل وتصالحي للقضية السورية، ودفع التسوية السياسية للقضية السورية بقيادة السوريين، وتضييق الخلافات بين جميع الفصائل السورية من خلال الحوار والتشاور، وإرساء أساس سياسي قوي للاستقرار والتنمية والنهوض على المدى الطويل لسوريا، ودعوة المجتمع الدولى لتوفير مساعدة بناءة لسوريا في هذا الصدد ودعم الأمم المتحدة في لعب دورها بصفتها قناة رئيسية للوساطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة