تمر اليوم الذكرى الـ76 على هزيمة حزب المحافظين الذى يرأسه ونستون تشرشل فى الانتخابات العامة، ما منح الفرصة لحزب العمال لكى يحقق الأغلبية لأول مرة فى تاريخ انتخابات المملكة المتحدة، وذلك فى 26 يوليو عام 1945، فى كانت اقتربت فيه بريطانيا من حسم معركتها أمام ألمانيا النازية، أثناء الحرب العالمية الثانية، والتى انتهت بعد ذلك التاريخ بأقل من شهرين وبالتحديد فى 2 سبتمبر عام 1945، بدخول دول الحلفاء العاصمة الألمانية برلين، وإعلان هزيمة دول المحور بقيادة ألمانيا.
وكان قد تم تعيين ونستون تشرشل رئيسا لوزراء بريطانيا، فى عام 1940، والذى بدات أنها تخسر الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا، وحوّل كل اهتمامه إلى خوض الحرب، وبينما كان يحتفظ بجماعة الائتلاف معًا، حافظ على وحدة الجيش، وحافظ على التحالفات الدولية بين الرأسماليين والشيوعيين، لذلك رفض سياسات الحزب المتعنتة.
ووفقا لدراسة "بعنوان لماذا خسرت تشرشل انتخابات 1945" للباحث روبرت وايلد، كان من بين المجالات التى كان حزب العمل ينجح فيها فى حملته الانتخابية أثناء الحرب هو الإصلاح. كانت إصلاحات الرفاهية وغيرها من التدابير الاجتماعية قد تطورت قبل الحرب العالمية الثانية ، ولكن فى السنوات الأولى من حكومته، تم حث تشرشل على تكليف تقرير حول كيفية إعادة بناء بريطانيا بعدها. وقد ترأس التقرير وليام بيفيردج وسيأخذ اسمه.
فوجئ تشرشل وآخرين بأن النتائج تجاوزت عملية إعادة البناء التى تصوروها، وقدمت ما لا يقل عن ثورة اجتماعية ورفاهية، لكن آمال بريطانيا كانت تتنامى مع تحول الحرب، وكان هناك دعم كبير لتقرير بيفريدج لتحويله إلى حقيقة، وفجر جديد عظيم.
ويشير "وايلد" فى دراسته أنه تم إعلان الحرب العالمية الثانية فى أوروبا يوم 8 مايو 1945، وانتهى الائتلاف فى 23 مايو، وتم تحديد موعد الانتخابات فى 5 يوليو، على الرغم من أنه سيكون هناك وقت إضافى لجمع أصوات الجنود، بدأ حزب العمال حملة قوية تهدف إلى الإصلاح وتأكد من نقل رسالتهم إلى كل من أولئك الذين فى بريطانيا والذين أجبروا على الخروج إلى الخارج.
بعد سنوات، أبلغ الجنود عن إدراكهم لأهداف حزب العمل، لكن دون سماع أى شيء من المحافظين، فى المقابل، بدا أن حملة تشرشل كانت أكثر حول إعادة انتخابه، الذى بنى حول شخصيته وما حققه فى الحرب.
وبدأت النتائج فى الخامس والعشرين من يوليو، وسرعان ما كشفت عن فوز 393 مقعداً فى حزب العمل، الأمر الذى منحهم أغلبية مهيمنة، كان أتلى رئيسًا للوزراء، وكان بإمكانهم تنفيذ الإصلاحات التى يرغبون فيها، وبدا أن تشرشل قد هزم فى انهيار أرضي، على الرغم من أن نسب التصويت الإجمالية كانت أقرب بكثير.
حصل حزب العمال على ما يقرب من اثنى عشر مليون صوت، إلى ما يقرب من عشرة ملايين من حزب المحافظين، ومع ذلك، فقد تم رفض تشرشل من قبل، وكان لديه عودة أخيرة، أمضى السنوات القليلة المقبلة فى إعادة اختراع نفسه مرة أخرى وتمكن من استئناف السلطة كرئيس وزراء فى عام 1951.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة